منال قرطام تفتح الباب…

منال قرطام
تواصل المرشحة للمقعد الفلسطيني في الدائرة الثالثة منال قرطام جولاتها الانتخابية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فعقدت لقاءاً شعبياً في مخيم عين الحلوة ظهر الاثنين 2 نيسان 2018، بعد أن ناقشت برنامجها في مخيم البداوي مساء الأحد الأول من نيسان 2018. وكانت قرطام قد عقدت مؤتمراً صحفياً في فندق كراون بلازا – بيروت بتاريخ 16 آذار 2018 للإعلان عن مضمون حملة "موجودين" وافتتاح معركتها الانتخابية.

يبدو أن هناك خطأ ما حصل في النص الصحفي هذا، فلا مقعد للفلسطينيين في لبنان ولا دائرة ثالثة في بيروت، فماذا يحصل؟ هل باتت حياتنا في عالم افتراضي. منال قرطام هي ناشطة فلسطينية – لبنانية رأت في الانتخابات النيابية الحالية مناسبة لإطلاق صيحة تقول إن الفلسطينيين موجودون في الواقع.

تقول قرطام: على الرغم من مئات المرشحين والمرشحات للانتخابات النيابية اللبنانية، إلا أن أحداً لم يلتفت إلى وجود أكثر من مئتي ألف فلسطيني فرضت عليهم الإقامة في لبنان منذ سبعين عاماً. إنهم مهمشون شأنهم شأن الكثير من اللبنانيين، يولد اللبناني وله حقوق يسعى للحصول عليها، لكن الفلسطيني يولد من دون حقوق.

اقرأ أيضاً: بالأرقام: أوّل تعداد رسمي للاجئين الفلسطينيين في لبنان يُسقط الذرائع!

وتضيف قرطام: لذلك أطلقنا نحن مجموعة من الناشطين المتطوعين حملة “موجودين” لتقول أننا بشر ولنا حقوق إنسانية يجب الحصول عليها. وهي حقوق نصت عليها شرعة حقوق الإنسان والعهود المرتبطة بها.

وتزيد: تعلم أننا نستخدم مناسبة الانتخابات لتسليط الضوء على أوضاع المهمشين الذين يعيشون في مخيمات هي أشبه بالغيتو. وكلنا يعلم أن تراكم الظلم وسلب الحقوق قد يؤدي بالبشر إلى الإرهاب وهو ما لا نريد أن يصل شبابنا إليه.

وتوضح قرطام رأيها قائلة: نظمت لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني تعداداً للاجئين وأعلنت أن تعداد اللاجئين يصل إلى 174422 فلسطينياً. لكن أحد لم يسأل: لماذا كان عددهم قبل سنوات قليلة يصل إلى نحو 350 ألف فلسطيني وفلسطينية، فأين ذهب الفارق بين العددين؟ ولماذا غادروا البلد؟ أليس حرمانهم من حقوقهم هو السبب الرئيس؟

وماذا تريد حملة “موجودين” تجيب قرطام: نريد العمل الحر للفلسطينيين لأنهم لم يأتوا بناء على رغبتهم بل قسراً وصلوا إلى لبنان، وإذا كان مجلس النواب قد سمح قبل فترة بعمل الفلسطيني في مهن مختلفة لكنه فرض عليه شروطاً تعجيزية تضع السدود في وجهه في سوق العمل، مثل عقد عمل وإجازة عمل وغيرها… كما نريد تعديل أنظمة نقابات المهن الحرة كي يتاح لعدد محدود موجود من الفلسطينيين ممارسة المهن الحرة.

كما نطالب بتعديل قانون التملك الذي يمنع الفلسطيني من امتلاك حتى شقة سكنية، وإيجاد حل لحاملي عقود البيع الممسوحة والتي مضى عليها سنوات عدة.

وترى قرطام ضرورة أن تبسط السلطة اللبنانية سيادتها على الأراضي اللبنانية كافة. وتقول “سيادة الدولة على جميع أراضيها مسألة ليست للنقاش، ويجب ان تبسطها على الجميع وأن تتحول المخيمات إلى مساحات مفتوحة على الجوار. وأن تمارس الدولة سيادتها عليها بمعنى المسؤولية الحمائية والإنسانية والاجتماعية، أن السيادة هنا لا تعني السيطرة القمعية بأي شكل من الأشكال. كما نطالب أن تمارس اللجان الشعبية دورها بالتنسيق مع البلديات المجاورة لتحسين مستوى الخدمات في المخيمات، التي يجب أن تشملها أي خطة تنموية مناطقية كانت أم وطنية، لأن إغفالها سيؤدي إلى نتائج سلبية ليس على الفلسطينيين فحسب بل على اللبنانيين أيضاً.

اقرأ أيضاً: «كلنا وطني» تُطلق لائحتها في بعبدا تحت راية مواجهة السلطة ومحاربة الفساد

وتلفت قرطام النظر إلى مسألة أخرى تتعلق بالمرأة اللبنانية وتقول: في قانون الجنسية اللبناني الصادر عام 1925 يمنع المرأة اللبنانية من إعطاء الجنسية لعائلتها إذا تزوجت من أجنبي، والقانون صدر قبل نكبة فلسطين عام 1948 واليوم يقولون أنهم ضد إعطاء المرأة الجنسية لعائلتها خوفاً من التوطين مع العلم أن التعداد الذي نظمته إدارة رسمية يقول أن فقط 3707 نساء لبنانيات متزوجات من فلسطينيين.

وتختم قرطام: إن حملة موجودين بدأت ولم تتوقف حتى تحقيق أهدافها المتعلقة بدفع اللاجئين أنفسهم للمطالبة بحقوقهم والحصول عليها. وإذا كانت مسألة السيادة لا نقاش حولها، كذلك فإن الحقوق الإنسانية لا نقاش فيها.

يبدو أن حملة موجودين فتحت الباب أمام مرحلة نضالية جديدة للاجئين الفلسطينيين كي يتحولوا من ناخبين افتراضيين إلى بشر واقعيين.

السابق
الحرس الثوري الايراني يدير إنتخابات «حزب الله»: بعلبك – الهرمل نموذجا!
التالي
كلمة لرئيسة مجلس المرأة العربية في افتتاح معرض الفنان التشكيلي فادي العويد