توتر يمتد من السويداء إلى البقاع بعد تصفية «أحمد جعفر»

الشيخ وحيد البلعوس
عودة قضية الشيخ وحيد البلعوس إلى الواجهة من جديد.. فما هي المعطيات؟!

في الرابع من أيلول العام 2015، اغتيل الشيخ وحيد البلعوس (أبو فهد) في سوريا، وهو أحد أهم شيوخ الطائفة الدرزية وزعيم تجمع “مشايخ الكرامة”.

الشيخ البلعوس كان من أشد المعارضين لتجنيد أبناء الطائفة الدرزية ومشاركتهم في الحرب الأهلية السورية، إلا أنّ مواقفه الحيادية، حولته إلى شخصية مستهدفة، إذ تم اغتياله في السويداء عبر تفجير سيارته في منطقة عين المرج.

أصابع الاتهام في عملية اتهام الشيخ وحيد البلعوس تراوحت في تلك المرحلة بين النظام السوري وبين اسرائيل، في المقابل وجّه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا يوسف الجربوع أصابع الاتهام إلى “داعش والنصرة”.

قضية اغتيال الشيخ وحيد البلعوس عادت إلى الواجهة من جديد، وذلك استناداً لما نقلته مواقع الكترونية في السويداء، عن تصفية المدعو أحمد جعفر الملقب بـ (الحاج أبو ياسين) بتاريخ 26 آذار الجاري، وذلك بعد أن اعترف – بحسب المواقع- بقيامه بعملية اغتيال الشيخ البلعوس، بالتعاون مع شخصيات تابعة لحزب الله، ومع فرع الأمن العسكري بالمدينة.
هذا وكان الحاج أبو ياسين قبل حادثة اغتياله قد خطف من قبل مجموعة تطلق على نفسها “قوات شيخ الكرامة”، ليتم تصوير أشرطة فيديو له يعترف فيها بدوره في اغتيال البلعوس بالتعاون مع الأمن العسكري في المدينة مع 3 أشخاص من حزب الله وهم (الحاج أبو علي) و(الحاج أبو أحمد) و(الحاج ماجد فياض).
وكانت الجهة الخاطفة “قوات شيخ الكرامة” قد اتهمت في بادئ الأمر أبو ياسين بإدرة شبكة اتجار المخدرات لتعمد لاحقاً إلى تصفيته على إثر ما اسمته “اعترافات مصورة”، فيما تضمن بيانها الذي أصدرته عقب العملية تأكيداً على أنّها قد أخذت على عاتقها الثأر للشيخ وحيد البلعوس ورفاقه، إضافة إلى سرد تفصيلي لحادثة خطف والاغتيال.
هذا وأشار البيان إلى أنّ “قوات شيخ الكرامة” ضد الفتنة وضد قتل الأبرياء.

موقع “جنوبية” وفي متابعة لهذه القضية، تواصل مع ابن شقيق الحاج أبو ياسين، محمد جعفر، الذي أكّد لموقعنا أنّ خاطفي عمه، هم مجموعة معروفة التوجه، وهدفها الفتنة، وأنّها قد حاولت مراراً الإيقاع بين الدروز والشيعة في السويداء.

مضيفاً “الفيديوهات المصورة لا يأخذ بها فالاعتراف جاء تحت ضغط الخاطفين”، لافتاً إلى أنّ عمه أكّد بالفيديو المصور براءته مما يتم ترويجه، فالأسماء التي قال أنّه قد التقى بها للتخطيط لاغتيال الشيخ البلعوس جميعها قد استشهدت قبل الـ2015، ومنها “ماجد فياض”، الذي تمّ نعيه في العام 2013 أي قبل عامين من حادثة اغتيال البلعوس.

وتابع جعفر مشدداً أنّ الهدف هو إثارة الدم وتخريب السويداء لكونها آمنة، موضحاً في هذا السياق أنّ المشايخ التابعين للجهة الخاطفة قد تدخلوا في هذه القضية، وكان هناك معلومات أنّهم سيعمدون إلى إطلاق سراح الحاج أبو ياسين، غير أنّهم لم يفعلوا ذلك وإنّما عمدوا إلى تصفيته.

وفيما يتعلق بالمعلومات الواردة عن حالة من الغليان، سيطرت على أبناء عشيرة ال جعفر بعد الحادثة، أكّد “محمد جعفر” لموقعنا أنّ هذ طبيعي ولا سيما أنّ الحاج أبو ياسين من كبار العشيرة، مؤكداً أنّهم جميعاً يعملون على التهدئة لكونهم لا يريدون الانسياق إلى الفتنة.

هذا وأشار جعفر، إلى أنّ الحاج أبو ياسين هو تاجر أغنام وجمال وأبقار، وأنّه قد استقر في السويداء بعدما هاجر هو وعائلته من بصرى الشام، لافتاً إلى أنّهم يتبعون لعشيرة آل جعفر السورية وجنسيتهم سورية، وهويتهم سورية.

ليؤكد في الختام أنّ عمه ليس مرتبطاً لا بحزب الله ولا بأي شق عسكري فـ “حزب الله لا يحتاج لأن يكون له ارتباط بأي أشخاص مدنيين ولو فرضنا أنّ هناك ارتباط فإنّ هذا شرف لنا”.

إقرأ أيضاً: جنوب سوريا: معركة الإقليم ولغز السويداء

من جانبه أوضح رئيس حركة الإصرار الشبابي (اللبنانية) أمير سري الدين لـ”جنوبية”، أنّ الوضع في السويداء ليس مستقراً، وأنّ شاباً من قوات الكرامة قد تمّ خطفه يوم أول أمس من قبل حماة الديار (التابعة للنظام السوري).
لافتاً إلى أنّ الهدف من عملية الخطف هو الضغط على قوات الكرامة، لتسليمهم “قائدها” وهو أحد أبناء الشيخ وحيد البلعوس.
وأشار سري الدين إلى أنّه قد تمّ إطلاق سراح الشاب بعد ساعتين إثر تهديد قوات الكرامة الخاطفين بقصفهم.

وتابع سري الدين”إنّ عملية اختطاف الحاج أبو ياسين كانت بسبب اتهامه بتجار المخدرات لا تورطه في التفجير الذي استهدف الشيخ البلعوس، وعملية تصفيته تمت بعد اعترافه، إذ هناك قرار لدى قوات الكرامة بمحاسبة أي شخص متورط باغتيال الشيخ”.

ولفت سري الدين إلى أنّ الكبتاغون قد انتشر في المدارس في السويداء، وأنّ هناك عملية ترويج في المدينة، معتبراً أنّ الهدف من القضاء على الشيخ البلعوس هو تفريغ الساحة للإتجار بالمخدرات”.

إقرأ أيضاً: من هو المجرم الحقيقي الذي اغتال الشيخ بلعوس؟

وأضاف سري الدين معلقاً على ما حدث في السويداء بالقول “الغريب عليه أن يكون أديب”، مشدداً على ترحيبهم بكل ضيف يحفظ أصول الضيافة. ومعلقاً على التهديدات التي يتم ترويجها في الجانب اللبناني والتي مضمونها أنّ الرد على عملية تصفية الحاج أبو ياسين سيكون خطف النازحين من السويداء إلى لبنان: “أي يد تمد على أي ضيف بمناطقنا سنكسرها”.

ليختم بالقول “صفوا حساباتكم على الساحة السورية لا في لبنان”.

السابق
حملات اعلامية واتهامات برشاوى تستهدف معارضي الثنائية الشيعية في بعلبك
التالي
يوم الارض اصبح عربياً بعد ان كان فلسطينياً..