الكبتاغون في زمن الانتخابات

احمد عياش

البيان الذي تلاه الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله في آخر إطلالاته التلفزيونية والذي حمل عنوان “البرنامج الانتخابي” الذي سيخوض الحزب على أساسه الانتخابات في ايار المقبل تضمّن في آخره بند يقول :”وضع خطة قانونية وإعلامية وتربوية وصحية لمكافحة آفة المخدرات بكل جوانبها” ليخرج على النص قائلا:”آفة المخدرات عابرة للطوائف والمذاهب”.
من المرحب به أن تنبري شخصية على مستوى نصرالله الى طرح هذه القضية للمتابعة ولو ضمن برنامج إنتخابي, لإن لبنان يتمتع بسمعة سيئة للغاية على المستوى الدولي في هذا المضمار.فقبل أشهر قليلة نشرت “التايمز” البريطانية تقريرا يقول فيه مراسلها من واشنطن إن إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، “عرقلت تحقيقا” بشأن مزاعم حول ضلوع حزب الله في تهريب المخدرات والسلاح، وفوتت فرصة اعتقال مشبوهين، من أجل “تسهيل التوصل إلى اتفاق مع إيران” بشأن مشروعها النووي”.

اقرأ أيضاً: تراشق غير مباشر بين نصرالله والطفيلي:شيعة البقاع يتمردون!

وقبل ذلك بأعوام قليلة أورد موقع البي بي سي الالكتروني تقريرا حمل عنوان “حبوب الكبتاغون تزدهر في المنطقة ولبنان “ملاذ” مهربيها”.ومما جاء في التقرير:”منذ بدء الصراع في سوريا زادت التقارير التي تحدثت عن ضلوع تجار ومصنعين بإنتاج هذه الحبوب التي تعمل كمنشط ولا يزيد حجمها عن حجم حبة الدواء العادية وغالبا ما يكون لونها ابيض.وتسلط هذه التقارير الضوء على لبنان باعتباره اساسا ارض عبور لهذه الحبوب الى دول التهريب وان من يقف وراء المعامل الكبرى هم من السوريين. غير ان هناك من يشكك في هذه الرواية ويرى ان للبنانيين كثر قد يكون بعضهم نافذا سياسيا٬ دورا في الصناعة والتهريب”.
وفي معلومات تفصيلية أوردت “النهار” في 20 كانون الثاني 2013 تقريرا لتلفزيون “المستقبل “جاء فيه ان الشقيق الثاني لنائب حزب الله حسين الموسوي ويدعى هاشم “فار من وجه العدالة أو من وجه القضاء بعد تورطه بتصنيع وبيع حبوب الكبتاغون المخدرة”.وقد ردت بعد ذلك “الزميلة “الاخبار ” على الاتهام قائلة “ان توّرط شقيق نائب” لا يعني ضلوع “حزب الله” في الموضوع.
كل ما سبق من معطيات يؤدي اليوم الى توقيف الامن العام المفاجئ للمرشح عن المقعد الشيعي في دائرة بعلبك-الهرمل الشيخ عباس الجوهري خلال متابعته لمعاملة في المديرية بموجب مذكرة توقيف غيابية بحقه “صادرة عن قاضي التحقيق في جبل لبنان بجرم مخدرات”.وقد حمّل المكتب الاعلامي للجوهري المسؤولية لـ”حزب الله”، “بغية إخراجه من السباق الانتخابي في دائرة بعلبك ـ الهرمل، كونه هو الشيعي الوحيد القادر على خرق لائحة حزب الله».
بصرف النظر عن مسار التحقيق القضائي الذي بدأ للتو ,وكذلك ما تضمنه بيان مكتب الجوهري,تبدو القضية مرتبطة بالحزب نفسه.وهذا الارتباط لن يفيد نصرالله في الحملة التي يقوم بها شخصيا لإنجاح لائحته في بعلبك-الهرمل بسبب شبهة إرتباط توقيف الجوهري بالانتخابات.

السابق
ماذا يعني أن تكون «مرشح شيعي معارض»؟
التالي
الحاج فادي يونس مرشح «اللائحة المستقلة» في بعلبك – الهرمل..القانون النسبي يحمل قنبلة