الأحدب: اوقح من هكذا مسؤولين لم نشاهد، انه الفجور السياسي بعينه

عقد رئيس لقاء الاعتدال المدني مصباح الاحدب مؤتمراً صحافياً في دارته بطرابلس استهله بالقول :

“منذ اكثر من عشر سنوات وقيادتنا تلعب بنار الفتنة والتحريض من ناحية، وتقدم التنازلات المذلة والمهينة، على حساب حقوقنا ومصالحنا ووجودنا في البلد من ناحية أخرى, وما يجري في قضية ابن القلمون نزار زكا دليل واضح على خياتهم لأهلنا.
فزكا.. هذا المناضل اللبناني معتقل اليوم في ايران, فيما الحكومة لا تجرؤ على المطالبة باطلاق سراحه خوفاً من حزب الله, فلو كان زكا من منطقة أخرى لوجدنا كل مؤسسات الدولة جندت لحل قضيته.
لقد حاول زكا أن يتقدم بطلب ترشح للإنتخابات النيابية من خلال محاميه, لكنه رفض بحجة أن اخراج قيده قديم وطلبوا حضور زكا شخصياً للحصول على اخراج قيد جديد فيما هو بالمعتقل, الأمر الذي منعه من الترشح, وكنا قد تواصلنا مع عائلته واتفقنا على أن يكون زكا ضمن لائحتنا كممثل لكل المعتقلين والمفقودين والمظلومين, ولكن منعهم له من الترشح حال دون ذلك, وانا نعاهده بأننا سنبقى نتبنى قضيته حتى اطلاق سراحه, فلا يجوز أن تتعامل دولتنا معنا كأبناء ست وأبناء جارية فقط بسبب اختلاف معتقداتنا, ويحدثونك بعد ذلك عن أنهم أقاموا ربط نزاع بينهم وبين حزب الله, أي ربط نزاع هذا ؟؟ ابن القلمون معتقل في ايران , هل سمعتم بمسؤول يطالب باطلاق سراحه ؟
لا الخارجية ولا وزارة العدل ولا رئاسة الحكومة قد استدعت السفير الايراني للإحتجاج على توقيف زكا, هذا ليس ربط نزاع, بل هذا خنوع وخضوع واستسلام على كل المستويات” .

أضاف: “مناطقنا اليوم تعيش بلا انماء.. ولا اعمار، بل بإفقار ودمار .. وظلم واعتداء، وفبركة ملفات واذلال.
اخبار صفقاتهم وسمسراتهم لم تعد تخفى على الناس، وروائح جبل النفايات تخنق الانفاس.
بدمنا تاجروا، بوظائف ابنائنا تاجروا، بالكهرباء تاجروا، بالنفايات تاجروا، بالموقوفين الاسلاميين تاجروا، بقانون العفو عن الموقوفين تاجروا ، بأرزاق الناس تاجروا، بالمعاينة الميكانيكية تاجروا، بمشاريع البنى التحتية وحفر الطرقات تاجروا، بمحطة تكرير المياه المبتذلة تاجروا، باصواتنا تاجروا، بمصالح السنة والمسيحيين والعلويين تاجروا..

والانكى انهم ممدوا لتجارتهم مرتين، واليوم يأتون بكل وقاحة وقلة ادب ليطالبوكم بالتجديد لهم.
اوقح من هكذا مسؤولين لم نشاهد، انه الفجور السياسي بعينه” .

تابع: “الآلاف من شبابنا يتجرعون أسوأ انواع التعذيب في أقبية السجون بملفات مفبركة، وتهم كاذبة ملفقة، دون محاكمات ، وهم مضربون عن الطعام منذ أكثر من عشرون يوماً وأحدا من المسؤولين لا يسأل عنهم وكأنهم ليسوا بشر, والجميع يتذكر (الفيديوهات) التي فضحت تعذيبهم لأبنائنا في السجون, واليوم يطالبونكم بالتجديد لهم.

الآلاف من شبابنا شاهدوا الموت بأم أعينهم وهم يجتازون غمار البحر، هرباً من ظلمهم وبطشهم وجبروتهم، وبكل وقاحة يطالبون اليوم بالتجديد لهم.

أهلنا سفكت دماؤهم في 20 جولة عنف مولوها واداروها في طرابلس، فسقط المئات بين قتيل وجريح ومعوق، بسلاحهم الغادر ومالهم الفاسد، وتحريضهم الوسخ، وبكل وقاحة يطالبوننا اليوم بالتجديد لهم.

اكثر من ألف امرأة وطفل يتموا, وآلاف المنازل دمرت وآلاف المؤسسات التجارية أفلست وأقفلت, وبالموازنة لم يضعوا أي خطة انمائية لتعويض هذا الإنهيار, لا بل لم يقروا مشروع انمائي واحد لطرابلس, وجاءوا الى طرابلس ليقدموا لنا الوعود من جديد, لو كانوا صادقين (الشباب الآن يجتمعون في المجلس النيابي ويعقدون جلسات لمجلس الوزراء أيضا, يتفضلوا يقروا اعفاء ضريبي لأبناء طرابلس, أو مشروع انمائي واحد للمدينة, للأسف مش شاطرين الا بالوعود), وبكل فجور يطالبون بالتجديد لهم.

بجشينا الوطني البطل حاولوا أن يتاجروا، وان يدخلوه في زواريب السياسة الوسخة وأن يضعوه في مواجهة أهله، ولولا وعي ونظافة وحيادية قيادة الجيش لوصلنا الى الهاوية, وبكل وقاحة يطالبون بالتجديد لهم,
بكذبهم نعيش اليوم أسوأ أنواع الفقر والذل، وندفع يوميا ثمن فسادهم ونهبهم ونفاقهم وخيانتهم وغدرهم”.

أضاف: “في ظل هذا القانون النسبي، نرى اننا امام فرصة تاريخية لمحاسبة كل من خانكم وتآمر عليكم.
من هذا المنطلق قررنا التحالف مع كل من لم تتلوث يداه بالدماء والفساد وكل من يسعى لمحاسبة الحاقدين عليكم والفرصة سانحة لتغيروهم وترتاحوا من نهبهم وسرقتهم.

وإننا في لقاء الاعتدال المدني لطالما آمنا أن مناطقنا لن تنهض من كبوتها الا بهمة وجهود اهلها، بمختلف مشاربهم الدينية الاجتماعية والثقافية والفكرية، مجتمعنا تعددي وما يجمعنا هو ارث ثقافي وانساني عظيم تمتاز به هذه المدينة, كما أننا معنيون جميعاً بمصلحة أهلنا ومستقبل أبنائنا.

لذلك كان التحالف مع الجماعة الاسلامية التي لم تشارك في جولات العنف الدموية في طرابلس يوما، وهي على عكس ساستنا لم تمول ولم تسلح ولم تحرض ابناء المدينة على الاقتتال فيما بينهم، بل طوال المعارك كنا واياهم نرفع الصوت في وجه من يوزع السلاح والمال لاراقة الدماء في طرابلس.
كما اننا تحالفنا مع الجماعة الاسلامية، لأننا نرفض الغاء اي مكون من مجتمعنا، فالكل يعلم أن ثمة فيتوات وضعت على الجماعة الاسلامية لمنع وصولهم الى المجلس النيابي، لأسباب اقليمية وداخلية عدة، ولكن نؤكد لكم أن تحالفنا جاء بقناعة منا فنحن كما تعرفوننا قرارنا ملك يدنا،ولا نعلي أحدا على مصلحة لبنان ومناطقنا”.

وقال : “كلنا يعلم ان لا نهوض لمناطقنا الا بوحدة جميع ابنائنا، ولطالما كان الاخوة العلويون والمسيحيون جزءا أساسياً من النسيج الاجتماعي لمناطقنا، والظلم الواقع علينا لا يميز بين سني ومسيحي وعلوي، بل يطالنا جميعاً، فكلنا يعاني من رائحة جبل النفايات ومن طرقات المدينة الوعرة ومن نسبة البطالة المرعبة، والتسرب المدرسي المخيف.
مشاكلنا واحدة ووجعنا واحد، وطرابلس لطالما كانت وستبقى مدينة العيش الواحد، الحاضنة لجميع ابنائها من اي طائفة كانوا رغم انف الحاقدين، وهذه المسيرة لا تستمر الا اذا استعاد اخواننا المسيحيون والعلويون دورهم ومكانتهم, فلا يجوز أن يبقى العلويون محاصرون, ولا يجب ان يكون النائب المسيحي جائزة ترضية للاحزاب السياسية اللبنانية على حساب طرابلس والمنية والضنية.
فيما اخواننا المسيحيون في المنية والضنية يشعرون اليوم بالظلم لأن لديهم وجود وثقل انتخابي كبير في دائرتنا، لكنهم لا يحظون بمقعد تمثيلي، وهذا الحال ينطبق أيضا على مسلمي الكورة وزغرتا والبترون.
فانطلاقاً من كل ذلك، ولاعادة لتفيعل الدور المسيحي في دائرتنا وعاصمتنا،أصرينا على ان تضم لائحتنا مرشحين مسيحيين وعلويين يشاطروننا نفس التفكير ويملكون ارادة التغيير ويحبون طرابلس”.

إقرأ أيضاً: في حوار مطوّل مع «جنوبية » مصباح الأحدب: لا أخجل إن كنت اغني، بل أخجل إن كان في رقبتي دماء!

وختم: “سنواجه في السادس من أيار هذه البوتقة الفاسدة التي تعمل دائما على اشعال نار الفتنة بيننا، لتحكم على حساب دمائنا، لذلك فان هذه الانتخابات ليست فقط لايصال نواب، بل هي عقاب لكل مجرم شارك بظلمكم وافقاركم وخيانة قراركم.
لذلك ندعو اهلنا الى الاقتراع بكثافة في وجه كل من تسبب بافقارهم واذلالهم وتهجير ابنائهم، وليعلم الجميع ان ارتفاع نسبة المقترعين في ظل هذا القانون الجديد سيؤدي حكما الى احداث تغيير كبير في معظم هذه الوجوه التي ظلمتكم.
من هذا المنطلق، اشدد على ان المشاركة في الانتخاب هي واجب وطني ضروري لتغير واقعنا الأسود.
ولقد قدمنا في لائحتنا “القرار المستقل” نخبة من ابناء منطقتنا يعيشون آلامكم، ويناضلون في سبيل الدفاع عن حقوقكم وهم لم يترردوا يوما في التصدي لفساد وجبروت من ظلمكم.
ويوم الجمعة في السادس من نيسان , من فندق الكواليتي ان سنعلن لائحتكم “لائحة القرار المستقل” ونحن وإياكم على الموعد لإحداث التغيير إن شاء الله”.

السابق
اللوائح تشكّلت والقانون النسبي يرجّح كفّة «حزب الله» وحلفائه
التالي
كنعان: مشروع الموازنة ورد بعد انقضاء أكثر من خمسة أشهر عن المهلة الدستورية