استراتيجية دفاعية أم نزع سلاح حزب الله؟.. ما هو الجواب الدولي؟

منير الربيع

لا يوافق المجتمع الدولي على طرح الاستراتيجية الدفاعية على جدول البحث. تتخطى الشروط الموضوعة دولياً هذا العنوان اللبناني، الذي لا يؤدي إلى تغيير في جوهر الأمور ليصبح ملائماً للغاية الدولية من طرح ملف سلاح حزب الله على طاولة البحث. ثمة اجواء دبلوماسية ودولية أُبلغت إلى شخصيات لبنانية، بأن مصطلح استراتيجية دفاعية يمثّل هروباً إلى الامام، من مواجهة حقيقة أساسية وهي البحث في نزع سلاح حزب الله. وطالما أن اللبنانيين لا يجرؤون على تسمية الأمور بأسمائها، فهذا يعني أن أفق الحلول منعدمة.

وفق هذه الرؤية الدولية، فإن الاستراتيجية الدفاعية تصبّ في مصلحة حزب الله ورؤيته وتعزيز وضعيته العسكرية والسياسية في الدولة. لأن الحزب ومن أرادوا مسايرته هم الذين ابتكروا هذا المصطلح، وذلك لاستبداله بعبارة نزع سلاح حزب الله. الاتفاق على هذه الاستراتيجية يعني استنساخ التجربة العراقية مع الحشد الشعبي، والتي سيسعى الحزب إلى تطبيقها في لبنان، وفق ما ترى أوساط دبلوماسية. وهي تؤكد رفضها ذلك، لأن حزب الله سيكون مستفيداً، وغير متضرر من ذلك، بل هذا هدفه، إذ إنه سيتم تجميع كل أسلحته وعناصره ومقاتليه ضمن فرق معترف بها رسمياً في لبنان وعلى المجتمع الدولي التعاطي مع الحزب على هذا الأساس. وتلفت المصادر إلى أن حجم معارضة “شرعنة” حزب الله يزداد على الصعيد الدولي.

اقرأ أيضاً: الغوطة – على الرغم منها – في «الحرب الباردة» المتجدّدة

تعتبر المصادر أن حزب الله تلقّف طرح الاستراتيجية الدفاعية، وأراد الاستثمار فيها لمصلحته، ولكن بصمت، وبتقديم صورة توحي بأنه منزعج من طرحها. لكن الحقيقة في جوهرها مغايرة. لذلك، فإن المؤتمرات الدولية، وكل التطورات السياسية في المنطقة، ستشترط على اللبنانيين تطبيق القرارات الدولية، وخصوصاً 1559، أي سحب سلاح الميليشيات وليس دمجها في المؤسسات الرسمية. ولا شك في أن هذه الشروط ستكون مقرونة بتقديم المساعدات وبتطورات دولية تؤدي إلى تغيير الظروف بشكل يسمح بفتح هذه الملفات.

تتحدث مصادر دبلوماسية عن أن المرحلة المقبلة ستحمل كثيراً من المتغيرات، زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن ولقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستنطوي على متغيرات في المنطقة، وعلى لبنان أن يراقب وينتظر هذه التحولات، لأنها ستنعكس عليه. تقول المصادر: “التوافق السعودي الأميركي واضح. وقد جرى بحث ذلك في الاتصال الهاتفي بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال وجود بن سلمان في واشنطن، يحمل مؤشراً أساسياً بشأن المطالب الأميركية في سوريا، وخصوصاً من روسيا. ورغم الخلاف الروسي الاميركي، هناك توافق ضمني بينهما بشأن ضرورة تقليم أظافر إيران في سوريا وانسحابها من عدد من المواقع والمناطق. وهذا المسار سيتطور في المرحلة المقبلة، إلى أن يحدد ترامب موقفه النهائي من الاتفاق النووي”.

لا شك أنه لا يمكن توقع ما سيفعله ترامب أو سيقرره، لكن بحسب المصادر فإن التوجه واضح، وأن مرحلة مواجهة إيران في سوريا ستبدأ، ولكن حتى الآن ليس معلوماً كيف سيحصل ذلك. قد يكون التصعيد السياسي منطلقاً لدفع الإيرانيين إلى إجراء عملية إعادة تموضع على الجغرافيا السورية، والانسحاب من مناطق حساسة. وفي حال لم يستجب الإيرانيون لذلك، ستتعرض المواقع الإيرانية لضربات موضعية محددة في سوريا، هدفها تدمير هذه المواقع ومخازن الأسلحة.

ولكن ماذا عن لبنان؟

تجيب المصادر بأنه إذا ما حصل أي رد من الجبهة اللبنانية، فستنتهز إسرائيل الفرصة لشن حرب ضد لبنان وحزب الله، خصوصاً أن المنطقة تمرّ في مرحلة إعادة رسم حدود وخرائط. بالتالي، قد تلجأ إسرائيل إلى شن عمل عسكري في الجنوب. وهذا لن ينفصل عن النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل. بالتالي، فقد وجهت بعض الدول تحذيرات للبنان، لعدم الانخراط في أي اشتباك قد يحصل، لأنه سيؤدي إلى شن حرب مدمّرة على لبنان. وإسرائيل تضع خطّة للسيطرة على بعض النقاط اللبنانية في الجنوب. الشروط الدولية التي ستطرح مستقبلاً، وفق المصادر، هو سلاح حزب الله، من ضمن استجابة إيران لتقديم تنازلات في الأقليم. لذلك، فإن الاستراتيجية الدفاعية غير مقبولة. وما يطرح دولياً هو سحب سلاح حزب الله، بالاستناد إلى التطورات الدولية، والضغوط الإقتصادية عبر العقوبات وغيرها.

السابق
معنى معركة بيروت
التالي
القانون النسبي يكسر الاحتكار الطائفي لحساب تحالفات مصلحية