لا حرمة لرجل الدين في إيران.. اعتقال آية الله حسين الشيرازي

كيف يفسر كل من الاعلامي اللبناني حسن فحص، والباحث العراقي فراس محمد، تصرف الحرس الثوري تجاه السيد حسين صادق الشيرازي؟

يعتقد الكثيرون ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تحترم الاختلاف السياسي كونها قامت بوجه نظام السافاك القمعي، وانها تحترم المعممين الذين يقوم اساس نظامها عليهم، وهي التي وردتهم إلينا مع نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات. الا ان حالات الاعتقال لبعض المراجع يثبت غير ذلك.. كيف؟

إقرأ ايضا: الشيرازيون والإخوانيون… الى الواجهة

اعتقلت الاستخبارات الإيرانية للمرة الثانية على التوالي، السيد حسين الشيرازي، نجل المرجع السيد صادق الشيرازي، وتعود الاسباب، كما نقلت بعض المواقع الايرانية، الى محاضرة تحدث الشيرازي فيها عن “الظالمين وحكمهم الجائر في بلاد الإسلام”.

وكانت السلطات الإيرانية، قد اعتقلت الشيرازي في شباط الماضي، وكانت قد استدعته إلى مركز الاستخبارات لأكثر من مرة على مدى السنوات الماضية.

مع الاشارة الى ان الشيرازيين يعانون من مشكلة سياسية مع الحكومة الايرانية بسبب موقفهم من نظام الحكم في ايران، حيث يدعون إلى استقلال الحوزة العلمية والمراجع العظام عن الحكومة، وهو معاكس تماما لفلسفة الجمهورية الاسلامية القائم على فلسفة ولاية الفقيه وولاية الأمر.

وكان الحرس الثوري، قد اعتقل السيد حسين الشيرازي عبر انزاله من سيارة يقودها والده وضربه بصاعق كهربائي أسقطه ارضا حيث نقل الى جهة مجهولة.

وفي اتصال مع الإعلامي حسن فحص، الخبير بالشؤون الايرانية، قال لـ”جنوبية” ان : “العمامة لا تحمي امام القانون، سواء أكان الجرم سياسيا او أخلاقيا او حقوقيا، فامام القانون في الجمهورية الاسلامية الايرانية الكل متساو”.

ويضيف فحص “رجل دين يعامل كما بقية المواطنين، حيث نجد في السجن رجل دين سارق او مخالف. فالعمامة لا تعطي القداسة. اما تقديسهم في لبنان فيعود الى العادات اللبنانية والعربية. ففي إيران رجل الدين معرّض لأن تُنزع عمامته”.

وفي الاطار نفسه، أكد الباحث العراقي فراس محمد، لـ”جنوبية”: “إنتقاد المرجع الديني الكبير السيد محمد الحسيني الشيرازي لقرار مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تمديد الحرب مع العراق ورفضه وقف إطلاق النار مثل لحظة ولادة خصومة تحولت لعداء وصراع بين مدرستيهما واتجاهيهما”.

و”من ذلك اليوم في وسط ثمانينيات القرن الماضي ومدرستي الخميني والشيرازي في تقابل مستمر، خصوصا بعد أن فرضت السلطات الإيرانية الإقامة الجبرية على المرجع الشيرازي، والتي لم تنته إلا بإخراجه جثة هامدة من منزله في مدينة قم التي لجأ إليها بعد صدور حكما قضائيا بإعدامه من نظام صدام حسين في العراق”.

“لم تخمد العداوة بين الاتجاهين، بل تفاقمت وكانت حادثة وفاة الفقيه السيد محمد رضا نجل المرجع الشيرازي سبباً لتأجيجها لما أكتنف الوفاة من شكوك، وضعت النظام الإيراني في دائرة الاتهام كُمدبر لعملية أغتيال محتملة”.

ويؤكد الباحث العراقي ان “زوال حكم البعث عن العراق جعل مدرسة الشيرازي تتحرر من القيود الإيرانية لتخرج الى حيث الأجواء الكربلائية لتقود مراسم إحياء الشعائر الدينية الشيعية، وتتصدر الواجهة كأهم مدافع عن هذه المراسم التي يسعى الولي الإيراني السيد خامنائي للقضاء على جزء منها”.

إقرأ ايضا: العراق وتجاذبات «الكتل» على نار الصراع الايراني الأميركي

ويتابع محمد، بالقول “والواضح أن مدرسة الشيرازي تلمست المأزق الذي تمر به مدرسة الخميني حاليا بقيادة الخامنائي على صعيد الداخل الإيراني، وشاهدت ما رافق احداث الاحتجاجات الأخيرة من هجوم على النظام الإيراني من أبناء شعبه، لذلك اختار أحد أبرز قادة البيت الشيرازي وهو السيد حسين – نجل المرجع الحالي السيد صادق الحسيني الشيرازي –  توجيه انتقادات لاذعة وكبيرة للسلطة في طهران، وذلك من خلال محاضرة دينية له أمام طلابه كان يتكلم فيها عن سمات النظام الفرعوني ضاربا الأمثلة بممارسات نظام ولاية الفقيه الإيرانية، ومعددا فيها طرقها في خداع الناس واخماد اصوات المعارضين وتكميم أفواه كبار العلماء المخالفين لها”.

ويرى أن “كلام السيد حسين الشيرازي هذا هو أكبر وأوضح نقد يوجه من داخل الحوزة القمية لنظام ولاية الفقيه الإيرانية، لذلك لم تتحمل السلطات الصبر عليه أو تمريره دون محاسبة، فكان الاعتقال اليوم”.

إقرأ ايضا: الشيرازيون و«طقسنة» التشيّع

وختم، فراس محمد، قائلا “الظروف الحالية ليست في صالح نظام السيد الخامنائي لتوسعة المواجهة مع مدرسة الشيرازي، نظرا لأن الاول كان قد خسر بالفعل مرجعية الشهيد الصدر الثاني الذي تحوّل بفعل سياسات طهران من حليف الى خصم غير معلن، وكذلك علاقة مرشد الثورة بالمرجعية النجفية ليست على خير ما يرام، بل قد تنفجر في أية لحظة نتيجة ملفات عديدة مثل: قيادة الحشد الشعبي، ومشروع هاشم الحيدري، وموضوعة كمال الحيدري وغيرها، لكل ذلك ليس من الحكمة على مدرسة السيد الخميني بقيادة الخامنائي أن تصعد من المواجهة مع الشيرازيين الذين كسبوا نقاط قوة كثيرة في الفترة الأخيرة”.

السابق
قائمة أنهار لبنان
التالي
إقفال باب الترشحيات وهذا هو عدد المرشحين!