صوّت للمقاومة، أو لنقل صوتك مقاومة، هذا ما أعلنه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حينما أكّد أنّه من الأولى أن يعطي الناخب صوته ليحمي دم أبنائه وانجاز الشهداء، وليحمي بالتالي المقاومة واستمراريتها في ظلّ التآمر عليها.
هذه التعبئة وهذا التجييش تحت اسم “المقاومة”، مرّده لحالة الغضب التي عمت في الدوائر الانتخابية بعدما أعاد حزب الله نوابه مع تغيير طفيف لا يمثل الأهالي، فمن بعلبك – الهرمل، وصولاً لصور، وسائر الدوائر الصغرى والكبرى التي يحضر فيها حزب الله، خرج صوت اعتراضي من داخل بيئة حزب الله رافض لهذه الأسماء، تقاطع مع وجوه وأسماء مستقلة تهيىء نفسها لخوض المعترك الانتخابي.
اقرأ أيضاً: المقاومة قيمة، لا تجعلوا منها شماعة هنا، ورافعة هناك!
إلا أنّ حزب الله الذي لا يقبل الخرق، فنوابه هم حاجة لحمايته كما قال الدكتور حبيب فياض لقناة “الجديد” مقسماً المرشحين في وجه المقاومة، إلى ثلاثة، فهم إمّا قليلو خبرة، أو مرتبطون بسفارات، أو أعداء للمقاومة.
ليتوجه نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم للناخبين باستهزاء وسخرية، طالباً منهم “عدم الزعل”، والتصويت للائحة المقاومة التي سوف توفر للناخب الاستشفاء!
أجواء حزب الله هذه تزامنت مع شيطنة واضحة لكل المعارضين والمستقلين، والذي يحاربون على ثلاثة مستويات، الأوّل، من قبل الماكينة الإعلامية التابعة للحزب التي تروج الأخبار والفيديوهات وتخترع ترشيحات لشخصيات مستقلة لم ترشح نفسها بعد وتدعي انها مدعومة من السفارات الغربية، وأنّ هدفها الأوحد هو ضرب المقاومة.
المستوى الثاني، عبر طرح لائحة ثانية قوامها من لم تتسع لهم لائحة حزب الله وهذا ما تتهيئ له منطقة بعلبك – الهرمل، وما أعلنه الصحافي علي حجازي و المحلل السياسي رفيق نصرالله، وبالتالي إن حدث الخرق فيكون خرق مقاوم للائحة المقاومة، وبالتالي لا حظوظ للمستقلين.
اقرأ أيضاً: المعارضة الشيعية ستخرق في «الجنوب الثالثة» اذا توفّر شرطٌ حاسم
المستوى الثالث، تحت راية الحزب الشيوعي، والذي ينكفئ عن المستقلين لصالح حزب الله، فيشكل لائحة في مواجهتهم مما يقسم الحاصل الانتخابي ويمنع الخرق!
حزب الله الذي فشل إنمائياً، وبلدياً، والذي لم يقدم لمناطقه لا مستشفيات، ولا مدارس، ولا مياه، ولا كهرباء، ها هو اليوم يواجههم بالمراوغة والشيطنة، أنت مرشح ضد المقاومة إذاً انت عميل، أنت تريد إنماء إذا أنت عميل، أنت لديك مشروع تنموي إذا أنت عميل!
كلّ ما عليك أن تفعله هو أن تجلس جانباً، وأن تصوّت للائحة حزب الله كما هي أو للائحة الرديفة لها من المقاومين، فحينها فقط تسقط عنك صفة السفارات، وتتحول لمقاوم!
