الضربات ترغم روسيا على حجب الإنترنت عن قواعدها في سوريا

تصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا الإتحادية بعد مقتلة المرتزقة الروس المنتمين إلى شركة "فاغنر" العسكرية الخاصة التي تقدم خدماتها إلى الكرملين على يد التحالف الدولي في دير الزور، حيث رجحت المصادر الجديدة أن يكون عدد ضحايا الغارة 300 مرتزق من روسيا، وليس 200 كما يشاع.

وقد رأى المحللون أن الغارات الجوية التي نفذها التحالف بقيادة اميركا تعد رسالة دموية وجهها البنتاغون لبوتين، ولم تتكشف للآن الابعاد الاستراتيجية الكاملة للرسالة، إلا أنها تنذر أن التفاهم الروسي الاميركي حول حل النزاع السوري قد إنتهى وبدأ يأخذ مساراً مختلفاً لم يكن في حسبان الروس.

وبعد الازمة التي سببها الناشطين الروس الذين يرصدون المعلومات الدقيقة حول عدد المرتزقة الروس الذين قتلوا في سوريا، وسعيهم لجمع الأدلة من الإنترنت والتواصل مع مصادر روسية موجودة على الأراضي السورية، لمعرفة تفاصيل حادثة الهجوم الاميركي على الروس، أمر الجيش الروسي من القيادة العسكرية التابعة له في سوريا، تعطيل عمل الإنترنت وخدمات ال”وايف فاي” بشكل كامل في قاعدة “حميميم” و “طرطوس”، بعد ان تبين لهم ان الهجوم العسكري الذي نفذ على القاعدتين نهاية العام الماضي تم من خلال رصد المهاجمين إشارات “واي فاي” من داخل القاعدة، والإستفادة من أرقام الهواتف.

وكشفت هيئة الأركان الروسية لوكالة “سبوتنيك” الروسية أن “أمر هيئة الأركان العامة جاء على خلفية هجمات الطائرات المسيرة، التي يمكنها تتبع إشارات معينة عن طريق رقم الهاتف. ولم يتم التأكيد على المعلومات رسميا بعد”.

إقرأ أيضاً: روسيا غاضبة بعد خسائرها في سوريا.. وتتهم أميركا

بينما تنهمك الوكالات الروسية بمدح الدبابة “تي 72” بعد النكسة التي تعرضت لها  جراء الغارات، وكتبت وكالة سبوتنيك، ان الدبابة تلقى ترحيب السوريين، بعد ان سلمت موسكو نهاية عام 2017 العشرات منها للجانب السوري.

وبهذا الصدد حذر وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف الولايات المتحدة الاميركية من اللعب في النار في سوريا، وطالبها بإحتساب خطواتها، وقال “عليها اثبات انها جاءت لسوريا بهدف مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام”، وعدم المساهمة في تقسيم سوريا.

وفي مقال نشرها موقع “سبايكد” إشارة إلى إنتهاء التقارب الروسي الاميركي بعد ان كان داعش سبباً لتوحيد جهود الطرفين، وبحسب الموقع فعلى الرغم من خطورة النزاع الاسرائيلي الايراني في سوريا، إلا أن الصراع الاميركي الروسي اشد خطورة وعواقبه وخيمة، وبدت تنفجر ملامحه في بعض المناطق.

إقرأ أيضاً: لماذا تتهم روسيا أميركا بتزويد المعارضة سلاح «ستينغر»؟

ويقول الموقع ان الحادث ليس عرضيا وسيأخذ اشكال عسكرية مختلفة في المستقبل، بعد ضرب الولايات المتحدة الاميركية للمرتزقة الروس، وسيغير شكل تواجد البلدين في سوريا، في وقت ظهر جلياً حجم إنهيار الدولة العميقة في سوريا، لصالح تواجد قوى اجنبية اخرى قوامها روسيا واميركا، فعلى مستوى اخر من التحدي الجديد الذي ستواجه سوريا بعد ظهور مؤشرات عن إستعداد اميركا لضرب القوات الروسية، وهو يعني إنتقال الحرب الباردة الى حرب ساخنة بين الطرفين.

ويختم الموقع إلى ان الادارة الاميركية ستكسب في حال قررت الاستمرار بضرب المرتزقة لان روسيا لم تبد اهمية لأرواحهم.

السابق
النائب الجسر لـ«جنوبية»: لا بديل عن السعودية والقانون الجديد يعرقل التحالفات
التالي
إسرائيل مستعدة للحرب، فهل لبنان مستعد…؟؟؟