«التجمع اللبناني»: العدالة ولو متأخرة مطلب اللبنانيين لاستعادة الجمهورية

في متابعة للأحداث والتطورات رأى “التجمع اللبناني” أنه بعد 13 سنة على اغتيال الرئيس الحريري وسقوط شهداء انتفاضة الاستقلال، ان لبنان وكل أبنائه هم بأمس الحاجة اليوم لإحقاق العدالة ولوقف نهائي لعقارب الزمن عندما كانت الاغتيالات السياسية التي أُريد منها حرمان لبنان من قيادات وطنية كبيرة وتجهيل الفاعل، وهو مكشوف. العدالة المتأخرة ومعاقبة المنفذين والمخططين والمقررين أياً كانوا، مطلب اللبنانيين التواقين لاستعادة الجمهورية وقيمها ودور لبنان ومكانته.

اقرأ أيضاً: أحمد الأسعد يطلق الأحد لائحة «فينا نغيّر»

وأصدر “التجمع اللبناني” التالي:
لأول مرة منذ عقود يجري إسقاط طائرة اسرائيلية معتدية في خروج غير مألوف على قاعدة “الرد في الزمان والمكان المناسبين”، عاش اللبنانيونبعدها أوقاتاً طويلة من القلق من نشوب حرب جديدة، لا ناقة لهم فيها ولا جمل، تجري بين أطراف إقليمية ودولية تتنازع على حصصها من المكاسب في الحرب الدائرة، بلا رحمة، منذ سنوات على الشعب السوري!
يعلم الجميع أن لبنان سيكون ساحة رئيسية للصراع على سوريا لأن النظامين الايراني والسوري جعلا منه منذ سنوات طويلة مركزاً لتوجيه الرسائل، وقد كلفنا هذا، حتى اليوم، الكثير من الدم والخراب. وما تكرار زيارات زعماء ميليشيات الحرس الثوري للجنوب اللبناني وبينها الزيارة الأخيرة للمرشح الرئاسي الايراني ابرهيم رئيسي للحدود الجنوبية إلاّ تأكيد لهذا الموضوع.
وفيما يستمر التهديد الاسرائيلي بالانتقال من الضربات الجوية المحدودة إلى الحرب الشاملة، يستمر النظام السوري ومن معه في ممارسة سياسة الارض المحروقة التي تقوم على تدمير المدن والقرى وتهجير سكانها أو قتل ما تبقى منهم لعدم قدرته على المغادرة…
إن الأوضاع الانسانية قد وصلت حداً لا يطاق وما زال الشعب السوري يدفع الثمن دماً وخراباً ولجؤاً ونزوحاً ولا يبدو في الأفق أي أمل في وقف حمام الدم، بل على العكس من ذلك فإن الخلاف الأميركي – الروسي على الحصص يفاقم الأوضاع بطريقة درامية. كما أن دخول تركيا على خارطة تقسيم المغانم قد أعطى بعداً جديداً لاستمرارية الحرب وعبثيتها. وتقف روسيا بتأييدها الأعمى لبشار الأسد، حائلاً دون تقديم أي مخرج للازمة الدامية. حتى أنها رفضت صدور قرار دولي بفرض هدنة انسانية مؤقتة لمدة شهر في الغوطة من أجل إتاحة الفرصة لوصول مساعدات إلى المدنيين المتضررين. والمستفيد الوحيد من هذا كله هو اسرائيل التي تشهد مرتاحة استمرار دمار سوريا وتقويض مقوماتها لأعوام طويلة مقبلة. والمضحك المبكي أن مصالح النظام الايراني واسرائيل يلتقيان في هذه النقطة، بالرغم من خطاب التلويح بالحرب بينهما!
يدفع لبنان ثمن الجوار غالياً، لأن فريقاً لبنانياً يشارك في مقتلة الشعب السوري انصياعاً لسياسة حكام طهران التوسعية ، وهو بذلك يساهم في تهجير السوريين إلى الخارج، وفي قيام مشكلة مستعصية على الحل اسمها التعامل مع قضية النزوح السوري. كما يساهم عن سابق تصور وتصميم، في رمي لبنان في حرائق المنطقة!
ومما يثير القلق أن أطرافاً لبنانية مختلفة، تدعي أنها تعارض فساد النظام اللبناني القائم وتعمل لتغيير الحياة السياسية فيه، تسكت عن إشكالية ارتباط بعض القوى المتحالفة معها انتخابياً مع نظام الأسد مما يكشف زيف موقفها ورغبتها العارمة في الدخول إلى جنة السلطة هن طريق شعارات محاربة الفساد والسكوت عن استلحاق لبنان بمشاريع النظام الإيراني في المنطقة.
إن ما يجري على الساحة السورية ينعكس علينا سلباً بالتأكيد، وهذا ما ينبغي أخذه بعين الاعتبار والعمل على تجنيب لبنان ردات الفعل المدمرة التي قد تصيبنا في لحظة من اللحظات. إننا نحمل السلطة اللبنانية مسؤولية درء مخاطر الارتباط بمحور الممانعة والمشاركة في الحرب الدائرة في سوريا وذلك بالحفاظ على القرارات الدولية التي تشكل مظلة ينبغي التمسك بها ونحن بهذا إنما نعمل على ترسيخ السلام في ربوعنا وإعادة الحياة إلى مؤسساتنا ودولتنا التي تتعرض اليوم للاهتزاز بقوة!

السابق
17 تلميذا ضحيّة سفاّح ثانوية فلوريدا
التالي
بولا يعقوبيان وجمهور النجمة