سلاح «حزب الله» في الحدت!

احمد عياش

حسنا فعلت الاطراف المعنية بعقد لقاء موسع في بلدية الحدت والذي ضم نوابا ومسؤولين من حركة “أمل” و”حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، وذلك “تحصينا للوحدة الوطنية والعيش المشترك” وفق توصيف النائب علي عمار الذي ألقى كلمة الحزب في اللقاء.وبدا مشهد اللقاء الذي كان بمثابة مصالحة مستعجلة تعبيرا عن قلق الحزب من التدهور الذي وصلت اليه الامور بين الحركة والتيار على خلفية التسجيل المسرّب والذي تضمن حملة غير مسبوقة من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على رئيس مجلس النواب نبيه بري.

اقرأ أيضاً: أقلّيّات… لكنّها لا تتحالف!

بالطبع ان نزول أنصار “أمل” على مدى أيام للتعبير عن غضبهم من كلام الوزير باسيل في حق رئيس الحركة كان ليمر من تداعيات خطيرة لولا وصول مناصري “أمل” الاثنين الماضي الى مركز التيار في ميرنا الشالوحي في سن الفيل وأطلقوا النار في إتجاهه.ثم قيام هؤلاء المناصرين الاربعاء الماضي وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للاعلام ب”التوقف في ساحة الحدت وتم إطلاق النار في الهواء”.لكن هذا السلوك من أنصار “أمل” في الحدت لم ينته ,كما حصل في سن الفيل ,إذ بادر “مناصرون للتيار الوطني الحر بالنزول بالسلاح فتدخلت مخابرات الجيش وعملت على معالجة الوضع” وفق ما أفادت الوكالة في نبأها عن الحادث.
إذا,ظهر سلاح التيار في مواجهة سلاح الحركة.لكن المفاجأة التي لم يكن يتوقعها محركو قافلة “أمل” نحو ساحة البلدة المجاورة للضاحية الجنوبية ان يخرج السلاح ليواجه السلاح .أما ذروة المفاجأة فكانت ,وفق معلومات اوساط شيعية بارزة,ان السلاح الذي أخرجه أنصار التيار في الحدت ليلة 31 كانون الثاني مصدره “حزب الله” الذي كان وزعه سابقا على حلفائه قبل أعوام في قوى 8 آذار لاسباب ليس بينها على الاطلاق إستخدامه بين فريقيّن أساسيين من حلفاء الحزب.ووفق معطيات هذه الاوساط ,فإن الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله إستشعر بعد ليلة السلاح في الحدث خطر البقاء متفرجا على ما يجري بين هذيّن الفريقيّن فتدخل بكل قوة ما أدى الى أخذ الامور نحو التهدئة التي دخلتها البلاد حاليا.
من الاهمية بمكان بعد الذي جرى في الايام الماضية ان يعاد الاعتبار الى شعار “لا سلاح مسموح به غير سلاح الدولة”.وإلا فإن كل النوايا الطيبة التي إندفعت في لقاء المصالحة بالحدث لا يعتد بها.ولن يكون ما جرى “غيمة صيف ومرّت” كما قال رئيس البلدية السيد جورج عون.
ان المسألة أخطر مما يتصور البعض بمن فيهم ممثل حركة “أمل” في لقاء المصالحة النائب علي بزي. وما قاله الاخير :” انني أحمل إليكم من الرئيس بري باقة من الحب والوفاء والتقدير” لا يعدو كلام مجاملة لا ينه أزمة كشفها سلاح غير شرعي بما فيه سلاح “حزب الله” نفسه!فهل من يبادر الى معالجة أصل المشكلة؟

السابق
العقوبات الأميركية الجديدة: سياسية وتستهدف بيئة حزب الله
التالي
خياط: لا البلطجية ولا رئيس البلطجية «قدروا علينا»