تدخّل «حزب الله» والحريري يثمر عن اتصال عون ببري: كرامتي من كرامتك!

دخلَ لبنان مرحلة انفراج نسبيّ بعد اتّصال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برئيس مجلس النواب نبيه برّي، وذلك خلال لقائه مع رئيس الحكومة سعد الحريري في قصر بعبدا. وانقلبَ المشهد السياسي مضبوطاً، ولو بحَذر، بـ"هدنة رئاسية" أرساها هذا الاتصال ولجَمت الشارع، في انتظار ما سيَنتج عن لقاء ثلاثي رئاسي تمّ الاتفاق على انعقاده الثلثاء المقبل.

قالت “النهار” انطلقت بشائر تبريد الازمة المتوهجة في الشارع كما في السياسة والاعلام مع اتصال هاتفي بدا كأنه الحدث المنتظر بين زعيمي دولتين لا بين رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس مجلس نوابها! وبدفع واضح من رئيس الوزراء سعد الحريري الذي حاول لدى انفجار أزمة تسريب فيديو كلام الوزير جبران باسيل ان يستدرك اتساع الانفجار سياسياً واعلامياً وشارعياً فلم يوفق باستجابة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يومذاك، بدا الأمر مختلفاً أمس إذ جرت المكالمة “السحرية” بين الرئيسين عون وبري بسلاسة على مسمع الرئيس الحريري. والحال ان توافقاً في الاتصالات التمهيدية التي سبقت زيارة الحريري للقصر والاتصال الذي جرى بين رئيس الجمهورية ورئيس المجلس كان سبق وصول الحريري الامر الذي عزته أوساط معنية ومطلعة على مجريات ما حصل لـ”النهار” بمعطيات لا تخلو دلالاتها من أهمية.

إقرأ ايضًا: محاولات لحصر خلاف «أمل – التيار» خشية انفجاره في الشارع

علمت “النهار” انه، الى جهود الرئيس الحريري و”حزب الله”، كان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم نشط على خط الاتصالات بين بعبدا وعين التينة في اليومين الأخيرين بالتنسيق مع الرئيس الحريري وانتزع تعهداً من كل الأطراف لوقف الحملات الاعلامية أولاً وتعطيل كل احتمالات المواجهة في الشارع ثانياً. كما تم الاتصال بعدد من الجاليات في الخارج وخصوصاً في أبيدجان لمحاصرة إمكان التصعيد في وجه باسيل لدى انعقاد مؤتمر الطاقة الاغترابية بدءاً من اليوم. وجاءت زيارة الرئيس الحريري لبعبدا امس تتويجا لنجاح مجمل هذه المساعي.

 

وعوّلت مصادر تابعَت الاتصالات على أن يتوصّلَ اللقاء الرئاسي الثلاثي المقرَّر إلى حلٍّ شامل يبدأ من أزمة مرسوم الأقدمية وما تلاه، وأوضَحت لـ”الجمهورية” أنّ “إعادة التواصل بين عون وبري لا علاقة لها بأزمةِ بري مع باسيل، علماً أنّ الأخير غادر أمس إلى أبيدجان لترؤسِ أعمالِ مؤتمر الطاقة الاغترابية”، الذي يَفتتح أعماله اليوم.

وفي المعلومات أيضاً أنّ “حزب الله” لم يتدخّل في الوساطة الأخيرة، في اعتبار أنّه كان طرَفاً، وأبلغ المعنيين أنه إلى جانب بري في الموقف، ولا يمكن إلّا أن يكون طرفاً معه. وأعلن الحزب أنّ وفداً مشترَكاً منه ومن حركة “أمل” سيزور منطقة الحدث عند الحادية عشرة قبل ظهرِ اليوم “في إطار التأكيد على العيش المشترَك بين أبناء المنطقة الواحدة”.

وأشارت “اللواء” إلى تعدد الروايات، حول عوامل الاتصال الرئاسي، وكيفية تحريكه..

رواية “المستقبل” قالت ان الرئيس الحريري تحرك، فتوجه إلى بعبدا، وما هي الا دقائق بعد خروجه من لقاء الرئيس عون، حتى التقطت رادارات اتصال القصر بعين التينة.
ومضت تستنتج: هكذا احتوى الرئيس الحريري عاصفة كادت تطيح بالتفاهمات وبالاستقرار، ووضعها على سكة الحل، بعد دعوة أمل مناصريها ترك الشارع، وملاقاة التيار الوطني الحر هذه الأجواء..

رواية “المنار” تحدثت عن “مساع حثيثة أجراها في الساعات الاخيرة” اللواء عباس إبراهيم بين الرئاستين الأولى والثانية، وان التهديدات الإسرائيلية الجدية، جعلت الرئيس عون يطلب الرئيس الحريري إلى بعبدا للتشاور، وقام بالاتصال بالرئيس برّي للغاية نفسها.

لم تقدّم الـOTV رواية، كذلك NBN، لكن المحطتين تحدثتا عن خمس ايجابيات، من شأنها ان تعيد الانتظام العام والاهتمام بمسيرة الاستقرار الوطني والسلم الأهلي. وقالت OTV ان الرئيس برّي قدر مبادرة رئيس الجمهورية الاتصال به.

إقرأ ايضًا: «التسامح» سقف بيان رئيس الجمهورية… ولكن ماذا عن تصعيد محطة الـotv؟

وأكّد الرئيس برّي ان الاتصال مع الرئيس عون كان جيداً، وأعطى توجيهاته لوقف الحملات الإعلانية، معتبراً ان الأزمة السياسية مطولة، وان حركة أمل ليست بوارد تعطيل الحكومة.

ومن بعبدا أكّد الرئيس الحريري بعد لقائه الرئيس عون ان كرامة الرئيس برّي من كرامته ومن كرامة رئيس الجمهورية ومن كرامة الشعب اللبناني، لافتاً إلى ان هذا الكلام نابع منه ومن عون.

ورأت ” الشرق الاوسط “أن  التهديد الإسرائيلي الذي أطلقه وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان للبنان والشركات التي ستلتزم التنقيب عن الغاز في الـ”بلوك 9” من المنطقة الاقتصادية الخالصة في المياه اللبنانية في الجنوب، مدّعياً أنه لإسرائيل، شكّل مخرجاً ومناسبة لإجراء الاتصال وحجة للتداول بـ “الخطوات لمواجهة هذه التهديدات”.

السابق
«إسرائيل» تقصف غزة.. ولا شهداء
التالي
جريصاتي مغردا: هذا هو رئيسنا القوي