عون سيتسبّب بفراق انتخابي بين «أمل» و«المستقبل»

بدأ المشهد السياسي متأثرا بالكتل الانتخابية الساخنة التي تلفح مواقف القوى الكبرى عشية انطلاق قطار الاستحقاق بأولى محطاته اليوم حيث تفتتح هيئة الاشراف على الانتخابات اعتباراً من اليوم عملها باستقبال تصاريح وسائل الاعلام الراغبة في الاعلان الانتخابي المدفوع.

إذا كانت هيئة الاشراف على الانتخابات تدشن عملها رسمياً اليوم ، فإن ما سيخرج به الوزير جبران باسيل، بعد اجتماع الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر بشأن الدستور والطائف، وهي تندرج، وفقا لمصادر قريبة من التيار في إطار الرد على الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط.

إقرأ ايضًا: حملة مستقلين للترشّح جنوبا.. فما هي احتمالات خرق الثنائية الشيعية؟

وبلغ السجال بين فريق الرئيس ميشال عون والرئيس برّي  بحسب “اللواء” مرحلة جديدة من نبش الأوراق، لدرجة باتت تخرج دعوات علنية لمقاطعة مرشحي التيار من قبل الناخب الشيعي في دوائر النفوذ الشيعي في الجنوب (جزين) وزحلة والبقاع الغربي وبعبدا فضلاً عن جبيل وكسروان.

وأشارت ” الديار” شهدت الساعات القليلة الماضية اتصالات على اعلى المستويات بين حزب الله والتيار الوطني الحر “لتنفيس الاحتقان” السائد بين جمهوري الطرفين على خلفية السجالات حول عرض فيلم “ذا بوست” وما اثارته من ردود فعل متبادلة .

 

أما “الحياة” فرأت أن الرئيس بري يبدو  باق على موقفه، وهو اتفق مع حليفه “حزب الله” على خوض الانتخابات في بيروت الثانية على لائحة واحدة ضد اللائحة المدعومة من “المستقبل” وبرئاسة الحريري.

وعليه، فإن الفراق الانتخابي بين “أمل” و “المستقبل” بات قائماً على الأقل في المدى المنظور، إلا إذا حصلت مفاجأة ليست في الحسبان من شأنها أن تعيد خلط الأوراق الانتخابية وتنتج تحالفات غير متوقعة.
ولم يُعرف حتى الساعة مع من سيتحالف “الثنائي الشيعي” في دائرة بيروت الثانية. وقد تكون جمعية “المشاريع الخيرية الإسلامية” (الأحباش) التي أكد مصدر بارز فيها لـ “الحياة” أنها ما زالت تناقش جميع الخيارات الانتخابية”.

وأشارت “الديار ” في هذا الوقت لا يزال “الارباك” سيد الموقف داخل التيار الوطني الحر الذي لم يحسم بعد اي من تحالفاته النهائية نتيجة تعقيدات “شبكة” ع لاقته السياسية مع “الاضداد” ما يجعل مهمة باسيل معقدة واشبه بتركيب قطع “البازل”، وفي هذا السياق التقى نحو 15 شخصية مرشحة للانتخابات خلال الساعات القليلة الماضية دون ان يحسم موقفه من اي منها، وطلب منهم الانتظار لمدة لن تتجاوز منتصف شهر شباط المقبل… وتبرز اكثر من معضلة “للتيار” في التحالفات في كسروان وفي بيروت، وكذلك في جزين وكان آخر التحركات “المثيرة” للتساؤلات “جس نبض” من قبل باسيل لامكانية ترشح النائب السابق اسامة سعد على لائحة “التيار” في دائرة جزين – صيدا، واذا لم يكن العرض مناورة في وجه تيار المستقبل، فان هذا الامر سيشكل “ارباكا” كبيرا لحزب الله.

ووفقا لاوساط مطلعة على الاتصالات الجارية لتركيب لائحة الشوف- عاليه، اضطر النائب وليد جنبلاط الى تأجيل مؤتمره الصحافي يوم الاحد للاعلان عن ترشيحاته الحزبية وعن تحالفاته، بعد تأخر التيار الوطني “والمستقبل” في تقديم اجوبة محددة سبق وطلبها، كما طرأت مشكلة جديدة عنوانها اعتراض “القوات اللبنانية” على تبني جنبلاط ترشيح المحامي ناجي البستاني وهي تعتبر انه لم يجر التشاور معها على مقعد مسيحي “.. كما ان التيار الوطني لم يقدم بعد اجوبة نهائية على عرض “التحالف”… في المقابل لم تثمر بعد الاتصالات مع النائب طلال ارسلان الى نتائج محددة، وفيما حسم ترشيح تيمور جنبلاط، ونعمة طعمة، واكرم شهيب، ومروان حمادة، وناجي البستاني، وبلال العبدالله، تبقى ستة مقاعد في دائرة الشوف- عاليه مفتوحة على “البازار” الانتخابي غير المحسوم بعد بشكله النهائي حتى الان.

والجميع ينتظر ايضا تحرك الحريري الانتخابي،لأنه حتى الان لم يبلغ احد من نوابه ومناصريه بالنسبة للترشيحات، وسط انباء عن تغيير في الاقليم لجهة استبدال النائب الحالي محمد الحجار بمرشح آخر..

وعلمت “الحياة” أن بري التقى أخيراً رئيس حزب “الاتحاد” عبدالرحيم مراد، وأكد له أن “أمل” ستتعاون معه انتخابياً في دائرة البقاع الغربي- راشيا، وأوعز إليه بأن يباشر اتصالاته لتشكيل اللائحة التي يفترض أن تواجه “المستقبل” وحلفاءه، وتمنى عليه في الوقت ذاته التريث بالنسبة إلى المرشح الدرزي في هذه الدائرة ليتسنى له التشاور مع رئيس “اللقاء الديموقراطي” وليد جنبلاط في إمكان انضمام مرشحه النائب وائل أبو فاعور إلى اللائحة.
وفي السياق عينه، بدأ “حزب الله” يتحرك في أكثر من اتجاه في دائرة زحلة الانتخابية، وهو الآن بين خيارين: إما أن يدعم ترشيح المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد فيها، أو أن ينقل ترشحه إلى دائرة بعلبك- الهرمل، ليحل مكانه المرشح الذي يختاره الحزب استناداً إلى خريطة توزيع المقاعد بينه وبين “أمل”. ويواجه الحزب مشكلة تكمن في أنه يسعى لدى رئيسة “الكتلة الشعبية” في زحلة ميريام سكاف، لترتيب لقاء يجمعها بالنائب نقولا فتوش، على أن تتزعم سكاف اللائحة، لكن مصادر زحلاوية ترى صعوبة في جمعهما في لائحة واحدة.

إقرأ ايضًا: «حزب الله» و«أمل» يحسمان شراكتهما الانتخابية ويتفقان على المقاعد
وبالنسبة إلى دائرة بعبدا (المتن الجنوبي)، فإن اتفاق “أمل” و “حزب الله” على تقاسم المقعدين الشيعيين فيها، يطرح سؤالاً حول إمكان توفيق الحزب بين حليفه “التيار الوطني” وحليفه الآخر بري، ليكونا في لائحة واحدة؟ أم أن هناك صعوبة في جمعهما انتخابياً، ما يفتح الباب أمام احتمال انضمام مرشح الحزب إلى لائحة تضمه و “التيار الوطني”، على أن يُبقيا على المقعد الشيعي الثاني شاغراً، ما يسمح بتشكيل لائحة ثانية تضم مرشح “أمل”، خصوصاً أن لدى “الثنائي الشيعي” القدرة على تنظيم عملية الاقتراع لتأمين حصول مرشحَيهما على الأصوات التفضيلية، إلى جانب ضمانهما العتبة الانتخابية التي توصلهما إلى البرلمان من دون أي منافس شيعي آخر.

كما أن موقف “الثنائي الشيعي بات محسوماً بدعم لائحة إبراهيم سمير عازار وأسامة سعد في دائرة صيدا- جزين المؤهلة الوحيدة لمنافسة “المستقبل” و “التيار الوطني” وربما “القوات” .

السابق
الجرَّاح: الحريري «ما كان ولا رح يصير أبداً في «8 آذار» »
التالي
الدرّاجات النارية المخالفة… دوامة في نفق مظلم