عقدة إردوغان تنفجر في عفرين: لا لحزام كرديّ في سوريا

عن معركة عفرين السورية وأبعادها، شرح المُحلل الجيواستراتيجي الدكتور خالد العزيّ لـ"جنوبية" تفاصيل المعركة، التي انطلقت اليوم رسميا بقرار من إردوغان، في محاولة لفهم خلفياتها.

يشرح الدكتور خالد العزي لـ”جنوبية”، فيقول انه: “في الدرجة الأولى، تركيا تلعب مع الكبار حيث وضعت نفسها كلاعب في الازمة التي لا تتعدى الاطار الجيوسياسي. بداية قالت تركيا ان حلب وحمص خطا أحمر. لكن انتهى الأمر بتسليمهما لروسيا، وبدورها روسيا كانت تريد فرض سيطرتها عليهما دون النظر الى الجوار التركي. وتركيا ترى انها ليست ممرا للعبورعليها”.

إقرأ ايضا: تفاصيل لقاء أردوغان – بوتين: اتفاق على الأهداف في سوريا…

“ففي معركة إدلب صمتت تركيا لانها تريد ان تعوّض في عفرين، رغم ان موقع إدلب استراتيجي. من هنا دخل الأمن القومي التركي الذي بدأ يتهدد من قبل حزب العمال الكردستاني هذا الحزب الذي مشكلته مشكلة ان الاتراك يخلطون بينه وبين القضية الكردية، وما نراه ان حزب العمال الكردستاني مجموعة مرتزقة تمولهم روسيا وايران ولهم مراكز في روسيا، والجميع يعرف ان حزب العمال بات عبئا على الاكراد”.

وشدد على ان “روجافا” تعاني من التتريك، تم الاتفاق على الانسحاب من عفرين لأن الاتراك يعانون من الضغط الاميركي في ظل اتفاقاتهم مع الروس، خاصة ان الروس يعانون من صراع مع أردوغان ومن عدم الوضوح في التعاطي معه في الشأن السوري مما وضعه في أزمة. وبات غير قادر على القيام بأية خطوات فعلية وهو يحتاج الى خطر قوي، اضافة الى ان الاميركيين يريدون معاقبته كونه كان ينفذ استراتيجية روسية في عدة نقاط كتسليم حلب وفتح الحدود الى اوروبا للمهاجرين، والتعامل مع داعش، والنظرة الى الاكراد، رغم انه جزء من حلف الاطلسي، لذا دعمه الاتحاد الاوروبي حتى “انتفخ” ومن ثم تخلوا عنه وبدأوا يعملون ضده. فبدا كرأس حربة غير معتبر لسياسته الجديدة”.

واضاف، العزي،”المشكلة انه مع اعلان بوتين الانتصار في سوريا، اعتقد اردوغان انه يمكن ان يتصرف كما يريد، وان الاميركيين هم “كراكوز”، فكان خطاب وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس من انه “سنزيد الجهود العسكرية والدبلوماسية في سوريا”. وبات الروس والايرانيين خارج اللعبة خاصة في معركة حميميم. في هذا الوقت سكت اردوغان رغم دخول القطريين الى الغوطة وتسليم بيت جنّ. فرد اردوغان في الغوطة وقام بانقلاب معاكس، وحاصر منطقة المركبات، وفشل في فتح ثغرة ودعا الى مؤتمر آستانة، واعتقد ان بشار الاسد لن يبقى في السلطة، وبدأ يظهر الاختلاف، فاجابه الروس بدخولهم الى إدلب. ولم يتمكن اردوغان من الدخول الى إدلب فوقعت عملية حميميم وضُرب المطار، وسكت اردوغان”.

ولفت العزي، بالقول “فاعتبر الاميركيون انه في ظل سيطرة إردوغان واتفاقه مع طهران وروسيا يجب تقليم اظافره من خلال جيش الـ30 ألف لحماية سوريا الاقتصادية التي فيها منابع النفط، وهي سوريا الاساسية بالنسبة لهم  وهي تشكل الثلث. والاكراد يستطيعون بدعم اميركي منع التوغل الايراني نحو بيروت، وربط عفرين بشرق المتوسط، وهي أقرب نقطة يمكن ان يفتح فيها ثغرة ضد الايرانيين ومحاصرة الروس، اما الاتفاق الذي حصل مع الروس فهو لحماية الاسرائيليين”.

و”لا شك ان الصراع في سورية صراع جيوسياسي، وأي حلّ لن يكون لكل دولة نفوذها. فلا احد يمكنه ان يسيطر كليا. ففي بيت جن، استطاع الايرانيون ان يبقوا فيها، وليس النظام”.

خالد العزي

“والسيناريو يقول بالاعتماد على الاكراد، لهذا ان الاتراك يرون في الأكراد قوة عسكرية مقاتلة، لذا يجب منع وصولهم الى ديرالزور لمساعدة الايرانيين، وصار الخوف الايراني  والتركي واحد”.

“والروس مزعوجون من سيطرة الكردستاني، فقوة 30 ألف ليست أمرا عاديا، والانزعاج الفعلي هو ان هذه القوة هي بيد الاميركيين، اضافة الى ان الروس عندهم خبراء والصراع هو للسيطرة عليهم”.

اما المشكلة التركية “فهي في خروج تركيا خاسرة حيث ستفقد السيطرة على السوريين، وستصبح خارج السرب الاطلسي، وسوف يُخرجها الاميركيون من هذه العملية، والحل هو بالانسحاب وبالدخول مع الروس في معركة. مما يعني ان التقارب مع الروس والاسد سيدفع الاتراك الى الانقلاب 80% وسيكونون في حض الروس وينفذون المخطط الروسي، لكنهم لن يضمنوا لها اي نفوذ وسيصيرون كحزب الله هامشيين في سورية”.

ويرى انه “يمكن للاكراد ان يدخلوا في عملية متهورة تحت اطار دعم جوي ولوجستي للقوة العسكرية التي تتدرب جنوب حلب فيدخل الجيش الحرّ الى جنوب حلب. لذا تركيا تريد الحصول على رضا الاميركيين من جهة، ورضا الروس من جهة ثانية، فهم في عملية ضياع، لذا يطالبون بالدور العربي”.

ويؤكد ان”الموقف التركي لا يوثق فيه لانهم باعوا حلب ولا زالوا يؤمنون بـ”سوتشي”، ومشكلتهم فقط في حزب العمال الكردستاني، وهم كالعرب لا يريدون الاسد ولا يريدون التقسيم، لهذا هناك التباس في الخطاب الاردوغاني، كونهم اخطأوا في فهم الازمة السورية. وفي ظل الصراع الجيوسياسي ضعفت المواقف”.

إقرا ايضا: اردوغان كان يحضّر لـ«إنقلاب» قبل الإنقلاب «المسخرة»!

ويختم العزيّ، بالقول “التدخل التركي سيزيد من قوة حزب العمال الكردستاني في المنطقة وسيدخل الكردستاني في أزمة فعلية فتحميه واشنطن. والقوة العربية في الرقة ضعيفة جدا ولا قرار لها، وهذا الحلف المؤلف من 30 ألف شخص مقابل 15 ألف في جبال قنديل قد يغير المغعادلة لصالح الاكراد. فالأنا التركية تعيق الحل وتعرقل اللعب. ومشكلة اردوغان انه يريد فتح قاعدة في كل من قطر والسودان، وفي الوقت نفسه ليس بقادر على حماية عفرين وجبال قنديل. وتبقى سوريا حقل تجارب حتى انضاج الحل السياسي”.

السابق
«ربة المنزل» و«أم الشهيد»… نموذج المرأة المثالية عند حزب الله!
التالي
التعاون الإنساني: ستة أيام طبية مجانية في مستوصف البنيان