«أم خالد» والمرأة البيروتية في «العين بالعين»!

جوانا كركي
حملة على مواقع التواصل الاجتماعي على شخصية "أم خالد" والسبب .. أغنية.

استفزت الممثلة الكوميدية جوانا كركي التي تؤدي شخصية “أم خالد”، السيدة البيروتية العاشقة لتيار المستقبل والرئيس سعد الحريري، المناخ البيروتي، وذلك على خلفية إطلالتها الأخيرة عبر شاشة “الجديد”.
هذه الإطلالة الموقعة ببصمات المخرج “شربل خليل”، سجّل عليها عددٌ من أهالي بيروت بعض التحفظات، فبدأت مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد “الكاريكتير”، والحجاب، موصفةً إياه بالمهين والمعيب لصورة المرأة البيروتية والمرأة السنية على وجه الخصوص.
هذه الحملة، تدفع للتساؤل:
لماذا الاهتمام الآن بشخصية “أم خالد”، ولماذا كان رقصها سابقاً “هضامة”، وأمسى اليوم “خلاعة”، لماذا تحوّل ما تقدمه من “سكيتش مهضوم”، إلى صورة مسيئة لبيئة كاملة!
وباختصار أين كان أبناء هذه البيئة سابقاً؟ ولماذا لم ينزعجوا يوم استضافتها لائحة “البيارتة” في مهرجانها الشعبي في النادي الرياضي – بيروت، بل على العكس في ذلك الوقت تداولوا الفيديو الذي جمعها بالرئيس سعد الحريري والبسمة تعلو وجوههم.

اقرأ أيضاً: شربل خليل: ما رح سدّو .. وأعلى ما بخيلكم اركبوه

إذاً، المعضلة ليست “أم خالد”، وإنّما ما قالته “أم خالد” في كلمات الأغنية التي رددتها ولاسيما المقطع الذي تناول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فمضمون الأغنية المستفز هو الذي “هيّج” الشارع، الذي ما كان ليتحرك لو اقتصر السكتش على تناول اللواء أشرف ريفي ورئيس حزب القوات سمير جعجع. إلا أنّ “أم خالد” مسّت المحرّم، فالسعودية تعتبر مركز المرجعية الدينية للسنة في العالم، فخرجت إلى العلن  أصوات منتقدة لأدائها، اساءت حيث كان يجب ان ترضي، ابتداء من السوشيل ميديا  ووصولاً إلى برنامج الإعلامي طوني خليفة “العين بالعين” الذي توقف عند هذا السجال، مستضيفاً “امرأة من بيروت”!

المرأة البيروتية التي رفضت في حلقة “العين بالعين”، أن تكون “أم خالد” تمثل شخصية  “المرأة البيروتية”، هي نفسها لا تمثلها، بل هي لا تمثل احد. ببساطة لا يمكن لامرأة من بيروت أن تختصر الآلاف من النساء في هذه الحاضنة، وكما انتقدت هذه المرأة البيروتية “أم خالد”، كان لها نصيبها من الانتقاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

فكتب أحد المتابعين:

“جايبين مرأة تتعطي صورة حلوة عن المرأة البيروتية وتنتقد ام خالد
طلع يا محلى ام خالد قدام المرأة يلي جايبنيا.”.

ليكتب آخر:

“بعدين هي مين وبصفتها شو بتجي بتحكي بإسم البيارتة؟
ام خالد اجت ع طريق الجديدة براس السنة والكل انبسط فيها
تنقلع.
#العين_بالعين”.

فيما علّق ثالث:

“ما بظن المرأة البيروتية دمها تقيل متل هيدي اللي عم تحكي هلق!! سيسرينا!! #العين_بالعين”.

الضوضاء الذي لحق شخصية “أم خالد” تجاوز حدوده المعقولة، فهي شخصية كوميدية، والحجاب جزء من “الكاريكتير” لا للإهانة، فكم من الكوميديين الرجال يرتدون الحجاب في تقليدهم لنسوة، لماذا لم تتحرك النخوة عند مقاطعهم؟!
الضوضاء التي أثيرت هي فقاعة، فما أثار الشارع هو ورود ولي العهد السعودي في الأغنية التي نتحفظ عليها، ونؤكد على احترامنا لكل الأسماء التي طالتها، ولكن في المقابل نرفض أن يتخطى الانتقاد حدوده تحت شعار “المرأة البيروتية”.

السابق
إيران: ثورة تحت سقف الجناحين
التالي
مع انشاء «وحدة خاصة» لملاحقته: حزب الله ضحية المجابهة الاميركية الايرانية