برهان غليون لـ«جنوبية»: إيران التي افتتحت حقبة «الثورة الإسلامية» هي من ينهيها اليوم

موقع "جنوبية" يحاور الأكاديمي السوري الدكتور (برهان غليون)، عن التحركات في الشارع الإيراني.

تدخل الاحتجاجات الإيرانية أسبوعها الثاني، مسجلة 21 قتيلاً ومئات المعتقلين، واتهامات بالشيطنة والعمالة، ومترافقة مع إعلان القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد الجعفري في كلمة له يوم أمس الأربعاء، أنّ العصيان قد انتهى.

وببينا انقسم المراقبون بين من يرى أنّ هذه الاحتجاجات لا تعدو الصرخة المطلبية التي سيتم استيعابها سريعاً، وبين من يؤكد أنّها الشرارة الأولى للثورة أو “الانتفاضة”، تواصل موقع “جنوبية” مع المعارض السوري والرئيس السابق للمجلس الوطني السوري والأكاديمي الدكتور (برهان غليون)، ، الذي أكّد لنا أنّه:

“مهما كان مصير الانتفاضة الشعبية الراهنة في إيران، لن يتوقف الصراع في داخل المجتمعات الشرقية قبل أن تحسم مسألة تغول السلطة الدينية على الدولة، وما نجم عن هذا التغول من الغاء فعلي للسياسة المدنية، وحرمان الشعوب من حقوقها الأساسية، وفي مقدمها الحق في الحرية السياسية والدينية والاخلاقية الذي هو أصل الحقوق”.

مشيراً إلى أنّه “لا يمكن لهذه الحقوق أن تتأسس وتتفعل ما لم تلغَ للأبد سلطة الوصاية وحكم النخبة، مهما كانت عقيدتها وأصلها. ولا توجد نخبة تحكم بمبدأ الوصاية على الشعب، وتبقى حصينة على الفساد، وأولها النخبة الدينية التي تميل بالضرورة إلى خلط حكمها بحكم الله، بمقدار ما تعتقد أنها وصية أيضا على دينه وأحكامه”.

إقرأ أيضاً: إيران.. لا نجرؤ على التفاؤل

وبحسب ما يرى المفكر السوري فإنّه “ليس الفساد الأخطر سرقة أموال الشعب والتلاعب بها لمصالح خاصة أو فئوية، ولكن أخطر من ذلك الفساد في الأرض الذي يحلل للحكام المستبدين قتل النفس الانسانية، وتدمير حياة الشعوب، لإعلاء كلمتهم، التي أصبحوا يطابقونها مع كلمة الله، والدفاع عن اعتقاداتهم وخياراتهم السياسية، كما فعل طغاة طهران الذين دمروا حياة شعوب الشرق وحولوها إلى خرائب وشلالات من الدموع والدماء”.
لافتاً إلى أنّ “إسقاط حكم رجال الدين الحالي في ايران سيعني نهاية أسطورة الدولة التيوقراطية التي سلب وهمها في العقود الماضية إرادة الشعوب واستنفد جهودها، وسيكون بداية حقبة جديدة تعيد شعوب الشرق إلى جادة العمل الطويل، الذي دشنته منذ قرنين قبل أن تخرج عنه، من أجل السيطرة على مقومات الحضارة وبناء أسس المدنية الصحيحة في ربوع أوطانها”.

إقرأ أيضاً: في إيران.. نظام كبقية الأنظمة!

وخلص غليون بالقول “إيران ذاتها، التي افتتحت حقبة “الثورة الاسلامية”، وقادتها قبل أن تتحول إلى حرب طائفية وتفضي إلى خراب المنطقة وانتحارها، هي التي تقود اليوم معركة إنهائها وإسدال ستار الختام عليها”.

السابق
في إيران…نظام كبقية الأنظمة!
التالي
أزمة المرسوم على طاولة مجلس الوزراء اليوم