الاعلام الاسرائيلي: الايرانيون ثاروا لأن النظام ينفق أموالهم في الخارج

ايران الاعلام الاسرائيلي
كيف تنظر المخابرات الإسرائيلية إلى التطورات الأخيرة في إيران؟

دخلت الاحتجاجات الإيرانية أسبوعها الثاني، وid بعدما إنطلقت من مشهد، ثاني أكبر المدن الإيرانية، إتسع إطارها لتشمل عموم البلاد، ما وضع ايران أمام تحدّ كبير سيّما أنها اشتملت على تظاهرات هي الأعنف والأقوى منذ عام 2009 (تنديدا بانتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد آنذاك).

وفيما لا يزال النظام الإيراني يقلل من أهمية هذه الإحتجاجات، التي أسفرت عن مقتل 21 حتى الآن من المعتصمين ومن عناصر الشرطة ناهيك عن مئات المعتقلين. حمّلت إيران مسؤولية ما يجري من تحركات وفوضى معارضة “معادية للثورة” موجودة في الخارج، والتي تحظى بدعم من الولايات المتحدة والسعودية، عبر استغلال استياء المواطنين الإيرانيين من الوضع الاقتصادي.

اقرأ أيضاً: إيران غير مستعدة بعد للتحرر من سلطة «المرشد»

هذا وقد إهتمت الصحف الإسرائيلية بالأزمة التي تعيشها إيران في الوقت الحالي، وقد نشرت صحيفة “هآرتس” تقريرًا للمحلّل والمعلّق العسكري عاموس هرئيل، الذي تساءل عما تعرفه الإستخبارات الإسرائيلية حتّى الآن عن التطورات الإيرانية. متسائلا أيضًا عما إذا كانت هذه التحركات فرصة للمرة الأولى منذ الثورة الخضراء الإيرانية عام 2009 لزعزعة النظام الإيراني. مشيرا إلى أن الأمور لا تزال غير واضحة حتى اللحظة.

هذا وقد ذكر هرئيل بالإجراءات الإيرانية الأخيرة الهادفة إلى تضييق حرية الإنترنت، مشيرا إلى أن بحسب تحليلات الإستخباران الإسرائيلية و الغربية، هناك عشرات الآلاف من الإيرانيين شاركوا في التحركات، وهذا الرقم مقارنة بتظاهرات 2009 لا يعتبر كبير. إلا أن المفارقة أن في تلك الفترة مَن تحرّك هم الفئات الشعبية من الطلاب والطبقة المتوسطة وقد تجمعوا في العاصمة طهران.

أما اليوم فالمشاركين منتشرين في عدة مدن وهم من الطبقة الأقلّ مستوى، لذا يرى النظام أن هناك صعوبة بوضع حد لهذه التحركات والسيطرة عليها.

إلى ذلك رأى أن الغلاء في المعيشة والأزمة الإقتصادية والتضخم في إيران من أبرز الأسباب التي دفعت المواطنين للتحرك والنزول الى الشارع، لكن هذا ليس السبب الوحيد.

فسعي لنظام الإيراني لتصدير الثورة الإسلاميّة الى دول أخرى أدى إلى خلق موجة غضب عارمة بين عموم الشعب. إذ تم رصد العديد من المتظاهرين الذين قاموا بإحراق صور لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي يعتبر بمثابة بطل وطني، بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، ناهيك عن “الإنتصارات” التي قام بها في سوريا.

وإعتبر الكاتب الإسرائيلي أن الغلاء المعيشي، إضافة إلى سوء الأحوال الإقتصادية في وقت يقوم النظام الإيراني بتقديم مليارات الدولارات للرئيس السوري بشار الأسد، و”حزب الله” ناهيك عن المجموعات الشيعيّة في العراق والحوثيين في اليمن، كانت عوامل أساسية لتأجيج غضب الإيرانيين لأنهم أحق بأموال بلادهم.

مشيرا إلى أن “النظام الإيراني لم يستخدم قوته وخشونته مع المتظاهرين حتى مساء الثلاثاء الفائت. إذ لم يكن يتوقع توقيت إنفجار الغضب الشعبي إلا أنه وعلى الرغم من أن حصيلة القتلى في هذه الأحداث هي 21 قتيل، لكنها لم تطور كما عام 2009″، وذلك يعود لأسباب خارجية إذ يتخوف النظام الإيراني من أن ينفذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديداته بإلغاء الإتفاق النووي، لذلك هم بحاجة إلى غطاء ودعم أوروبي لصد ترامب. ناهيك عن أن العقوبات الأميركية على إيران كان لها إنعكاسات سلبية على الإقتصاد الإيراني، ما أدى إلى إجبار الإيرانيين على الموافقة على الإتفاق النووي.

وفي الختام لفت هرئيل “إلى موقف ترامب الداعم للمتظاهرين ومطالبهم، إلا أنه قد يسجّل ترامب مكاسب في الحركات الإعتراضية في حال قرر إعادة النظر بالعقوبات بسبب برنامج إيران للصواريخ البالستيّة وخروقات حقوق الإنسان. وهو ما يعتبر إنجازا له سيما أن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لم يصدر عنه أي موقف أو إجراء عام 2009”.

من جهة ثانية، وفي أوّل ردّ من قبل الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي يعتبر هو وحزبه من أول المعنيين بالتحركات الإيرانية، سيّما أنها أظهرت مدى نقمة وغضب الشعب جراء تمويل حكومته ونظامه وإنفاق أموالهم على تصدير الثورة إلى الخارج ما أدّى إلى خلق أزمة إقتصادية ومعيشية في إيران، كشف السيد نصرالله، أن راتبه الشهري الذي يتقاضاه في الحزب يبلغ حوالي 1300 دولار أمريكي. وهو الموقف الذي يعتبر لافتا سيّما أنه كان قبل هذه الأحداث كان يجاهر في الإعلام أن أموال الحزب وسلاحه وكلما “ينعم الله علينا” من إيران.

اقرأ أيضاً: مطالب اقتصادية وصراع أجنحة سببت الإحتجاجات في إيران

وفي مقابلة أمس (الأربعاء) على قناة “الميادين” مع الإعلامي سامي كليب ضمن برنامج “لعبة الأمم” أشار نصرالله الى أن ما يجري في إيران من مظاهرات يتم استيعابه، وهو لا يُقارَن بما جرى عام 2009″. وأشار إلى أن اساس الأزمة ليست سياسية، إنما هي ناتجة عن أزمة إقتصادية مع إفلاس بعض البنوك والشركات”. لافتا إلى أن هذه التحركات إستغلتها قوى سياسية دخلت على خط الأزمة في إيران، وأخذتها بالاتجاه السياسي”.

مؤكدا أن إيران “تعاطت بهدوء مع الأزمة وتم فصل المحتجين عن المشاغبين.” متابعا: “حجم الاحتجاجات في إيران ليس كبيرا، وإن ما ضخّم الموضوع هو أعمال الشغب والتدخل الخارجي”.

هذا وإتهم نصرالله الولايات المتحدة والسعودية بالدخول على خط الأزمة، ومحاولة استغلالها لمصالحهما.

السابق
«عين ورده»..الحكاية اللبنانية في طبعتها الثانية
التالي
قانون الاعدام يثير جدلا في اسرائيل و«الشاباك» يحذر من الخطف