باسيل لا يرفض وجود اسرائيل… ما رأيّ حليفه المقاوم؟

تصريح وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل حول حق اسرائيل بالوجود وان يشعر شعبها بالأمان أثار الكثير من ردود الفعل السلبية الاعلامية وعلى مواقع التواصل، وسط توجه الانظار الى حزب الله الذي آثر التزام الصمت.

“بدي قلّك شغلة، نحنا بالنسبة لإلنا ما عنا قضية ايديولوجية، ونحنا مش رافضين تكون موجودة اسرائيل، حقها انو يكون عندها امان، نحنا عم نقول بس بدنا كل الشعوب تكون عم تعيش بأمان ومعترفة ببعضنا البعض، معترفة بالآخر، القضية منها قضية عمياء نحن شعب بدنا الاخر، وعلى اختلاف معو، بس لما الاخر بدو ياكي..”.

إقرأ ايضا: أزمة «مرسوم الترقيات» تصطدم بجدار صمت حزب الله

في رد من “حملة مقاطعة اسرائيل” على ما صرّح به وزير خارجية لبنان جبران باسيل، لقناة “الميادين” يوم أمس، قالت عفيفة كركي، باسم الحملة وهو الكلام نفسه الذي اورده بيان الحملة على الفايسبوك: “يا معالي الوزير جبران باسيل: مشكلتنا مع “إسرائيل” إيديولوجية فعلًا. فالإيديولوجيا الصهيونية قائمة على اعتبار فلسطين “أرضًا بلا شعب” تنتظر ان يحلّ فيها “شعبٌ بلا أرض”. إذن، الإيديولوجيا الصهيونية قائمة على تغييبنا وإلغائنا. ومن هنا فصراعنا معها، ومع تجسيدها الماديّ أي الكيان الصهيوني، وجودي أيضًا لا إيديولوجي فقط. وتاليًا، فإننا لا نرضى بـ”السلام” معها لا “لأنها لا تريده” فحسب كما تقول، وإنما لانّ وجودَها في ذاته نقيضٌ للسلام الفعليّ، الذي لا يمكن ان يكون من دون عودة الحقّ كاملًا إلى إصحابه. ونحن، كحملة مقاطعة في لبنان، لا نؤمن بـ”مبادرة السلام” العربية، ولا بدولتين، ونعتبر كلَّ ما ينقص عن تحرير كامل فلسطين والاراضي العربية المحتلة والقضاء على الكيان الصهيوني أهدافًا ناقصةً”.

جيش الاحتلال

وفي اتصال مع أحد المحللين السياسيين المتعاطفين مع خط “المقاومة” والذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، تعليقا على كلام الوزير باسيل، قال “يأتي كلام الوزير جبران باسيل بعد خطاب الرئيس ميشال عون في القمة الاسلامية، وموقف الوزير نفسه في مؤتمر وزراء الخارجية العرب حاملا روحية معاكسة لمضمون الكلمتين ولا ينسجم أقلّه في الشكل مع مناخات الموقف المسيحي العربي المعبر عنه بالمواقف الاخيرة للبطريرك الراعي والمطران عطالله حنا، والأنبا تواضروس، هذه المواقف التي اعادت الروح الى الدور المسيحي الرائد، كان الكثيرون من اعلامه من اوائل المستشرفين لمخاطر المشروع الصهيوني والمحذرين منه والداعين الى مجابهته، وفي طليعتهم نجيب نصار، ونجيب عازوري، والمطران غريغوريوس حجار، ومطران البطريركية الياس الرابع بطريرك العرب، وكثير من الاسماء التي لا تعد ولاتحصى”.

ويشدد المحلل “اما إشارة معاليه الى الاعتراف بالآخر الاسرائيلي، فالرد من منطلقات لبنانية كيانية هو بضرورة العودة الى كتابات ميشال شيحا ابو الدستور اللبناني، والذي حذر من كون الصهيونية واسرائيل نقضا قاتلا لمجمل التجربة والفكرة اللبنانية برمتها”.

ويضيف “لمعاليه نقول لو ذهب كل هذا العالم للتسوية وللاستسلام مع هذا العدو ان لبنان مجردا من أي إنتماء آخر مقتنعين بالفكرة اللبنانية لا يحتمل اعترافا او سلاما مع اسرائيل لانها خطر على اقتصاده ودوره الحضاري والثقافي، وعلى مياهه، واهمها موضوعات التناقض الحاد بين لبنان واسرائيل، وهو ما عبّر عنه السيد موسى الصدر من ان اسرائيل تشكل نقيضا للتجربة اللبنانية خاصة”.

ويضيف، المحلل السياسي الممانع، بالقول ردا على سؤال حول تحويل الوزير الى القضاء، عبر مجلس الوزراء، “بما اننا نتحدث بالدستور ودولة القانون فليعلم معاليه ان أمرا بهذه الخطورة لا يلقى جزافا في مقابلة مرتجلة اعلاميا، بل القرار يبت فيه بمرحلته الاولى في مجلس الوزراء، وفي مرحلة ثانية في مجلس النواب. والقرار هو للشعب اللبناني، قبل المؤسسات، والذي يجمع على ان اسرائيل عدوتنا الابدية”.

وفي تعليق للمفتي عباس زغيب “نقول لوزير الخارجية جبران باسيل ان اسرائيل غدة سرطانية ووجودها غير شرعي وحقيقتها عدوانية والكلام الذي صدر عنك كلام بمنتهى الخطورة وهو اعتراف مبطن بالاحتلال الصهيوني لفلسطين ولأجزاء كبيرة من الوطن العربي وعليه فإننا نطالبك بالتراجع عن هذا الكلام لأنك لا تمثل نفسك بل انك تمثل السياسة الخارجية لبلد معروف بمقاومته ورفضه لكل ما تمثله العصابة اليهودية التي بنيت على عدوان وقتل ولا نظنك جاهل بالقاعدة التي تقول ما بني على باطل فهو باطل”.

وفي رد من الوزير باسيل جاء في البيان الصادر عن مكتبه: “الواضح ان الهدف من هذا الاجتزاء هو تحريف موقف الوزير باسيل وتشويهه، وهو الموقف المعروف من اسرائيل ككيان معتد يمارس ارهاب الدولة، كما هو معروف من يتلطى وراء هذه الحملة ومن يلتحق بها لتكون مبرمجة ومنظمة لضرب الموقف الذي عبّر عنه الوزير باسيل في جامعة الدول العربية والمسّ بقضية القدس.”

وختاما، من المعلوم ان باسيل وزير خارجية لبنان، عندما يصرّح بهذا التصريح فانه يعبّرعن السياسة الخارجية للبنان، فعلى أي اساس يقول هذا الكلام الخطير، وهو يعرف ان اسرائيل دولة عنصرية قائمة على ايديولوجية اغتصاب الارض ومبدأ شعب الله المختار، وما زالت آثار العدوان الاسرائيلي على الاراضي اللبنانية جلية وواضحة.

ويأتي كلام باسيل الخطير والفاضح بعد وقت قصير من قرار الرئيس دونالد ترامب ان القدس عاصمة اسرائيل ونقل السفارة الاميركية الى القدس.

إقرأ ايضا: «داعش» واسرائيل..  وسرّ العلاقة السلميّة بينهما

فهل بات التطبيع أمرا مستساغا الى درجة انه انتقل من المخرجين الى الفنانين الى وزارة الخارجية؟ وما هو تعليق حزب الله الذي لم يجب وآثر الصمت المشبوه حفاظا على تحالفاته السياسية الداخلية؟ خصوصا ان التيار الوطني الحرّ الذي يرأسه الوزير باسيل هو تيار رئيس الجمهورية الحليف لحزب الله في لبنان.

السابق
إسرائيل تنشئ مجموعة من الجولانيين لمجابهة إيران وحزب الله بسوريا
التالي
جنبلاط: استمرار الخلافات وتفاقمها نتيجة مرسوم الضباط سيزيد من الامور تعقيدا