«الجيل الخامس»: ولادة ارهاب ما بعد داعش

عشرة أيام مرت على إعلان النظام السوري وروسيا الإتحادية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله والحشد الشعبي إنتصارهم على تنظيم داعش الارهابي في سوريا. يتناول وثائقي "الجيل الخامس"، الذي أعده الصحافي حازم الامين، الأسئلة التي توجب طرحها ظروف نشوء التنظيم والآلية التي أعتمدت للقضاء عليه، وأرجحية معاودة ظهوره بنسخة معدلة اكثر فتكاً وضراوة من السابق.

التقرير يقول ان الهزيمة الأولى لم تكن لتنظيم داعش، إنما للطائفة السنيّة في سوريا والعراق، وتحولت هزيمة السنة إلى واقع سيولد تنظيمات إرهابية جديدة. لقد غيرت شرارات الحرب على داعش مصير حياة 20 مليون عراقي وسوري أغلبهم من السنة، ولم تتمكن الجهات المحاربة للتنظيم من إلقاء القبض إلا على المئات من عناصر التنظيم، بينما تمكن آلاف المقاتلين، الفرار إلى جهات مجهول.

اقرأ أيضاً: من هم أصحاب «الرايات البيضاء»…الذين خلفوا داعش؟!

يعود الأمين إلى حقبة سقوط الموصل عام 2003 على يد الجيش الأميركي، وبحسب رأيه فإن سقوط الموصل الاول، مهد الطريق كي تسقط المدينة مجدداً بيد داعش عام 2014، ومن ثم تسيطر عليها تنظيمات طائفية على رأسها الحشد الشعبي العراقي. يبحث وثائقي الجيل الخامس عن العلاقة السرية بين حزب البعث العراقي المنحل وبين تنظيم داعش، ويصرح الشيخ ابو عقاب ان ضباطاً من الجيش العراقي وعلماء مساجد انضموا إلى التنظيم.

يشير الوثائقي إلى أن العوامل التي ستخلق تنظيم داعش جديد، هي اولاً إنعدام الثقة بين الأطراف المنتصرة على داعش، ثانياً، الصراع العشائري الدموي، ثالثاً رفض المنتصرين إستقبال وعودة النازحين او العوائل التي خرج منها أفراد يقاتلون في صفوف داعش.

يقول الأمين أن الدمار الذي نجم عن الحرب على داعش، ليس نتيجة المعارك، إنما بسبب قرار سياسي تم اخذه لتدمير المدن السنيّة من أجل وصل الحدود الإيرانية مروراً بمدينة ديالا العراقية وربطهما بسوريا، بالإضافة إلى حاجة ماسة إيرانية لخلق نسيج إجتماعي عراقي وسوري يلائمها. وسيلعب الاطفال والمراهقين الذين تعلموا ودرسوا في معسكرات داعش للأشبال دوراً أساسياً في توليد جيل جديد من الإرهابيين، خصوصاً وان جزءاً كبيراً منهم يعيش في مخيمات لا يلوح في افقها مصير لحلها وإيجاد مساكن اخرى.

ومنذ عام 2003، لعب النظام السوري دوراً أساسياً في توليد المتطرفين، وإستخدمهم في الحرب العراقية، ومن أجل تحريك المخيمات في لبنان، وتنفيذ إغتيالات، ونجح النظام في القول ان الإرهابيين دمرواً سوريا، يستشهد الوثائقي بشهادة معتقلين في السجون السورية، وبحسب شهادتهم فإن النظام كان يتعمد دمج معتقلين من القاعدة مع معتقلين متهمين بإرتكاب جنح وجرائم عادية من اجل بث فكر الإرهاب بين المعتقلين، وفي وقت يرفض فيه امن النظام ادخال الأكل والملابس للمعتقلين، إلا انه كان يسمح بإدخال الكتب الدينية والقرآن الكريم.

وعن التساؤلات الكثيرة كتب الصحافي التركي محمد تيزكان، مقالة بعنوان “اين ذهب آلاف المقاتلين لتنظيم داعش”، يقول فيه أن الصحف العالمية والأجهزة الاستخباراتية كانت تتحدث عن 80 ألف مقاتل لداعش في العراق، ولكن أين إختفى أولئك المقاتلين بعد إعلان الحشد الشعبي والجيش العراقي إنتصاره عليهم.

اقرأ أيضاً: داعش في الموصل: «فص ملح وداب»

يستغرب الكاتب هذا التعتيم الإعلامي على مصير مقاتلي داعش، وبرأيه فإن هنالك تواطؤاً امنياً بين الجهات الحكومية وتنظيم داعش، ويقول تيزكان ان ما من احد رأى صور المعتقلين الذين قال الجيش العراقي انهم لداعش، ولا يمكن معرفة عدد الأجانب في التنظيم، ولا يوجد اجابة واضحة عن الجهة التي توجهوا إليها بعد القضاء على إمارة الموصل.

ومن جهتها قال موقع آرام أن قبل كل معركة كبيرة كانت قيادات الدولة الاسلامية التي تنتمي إلى الصف الأول تقوم بالفرار من المنطقة، وقالت “آرام” ان عشرات المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا في صفوف داعش عادوا إلى بلدانهم ولكن هنالك مئات لا بل آلاف منهم لم يعرف مصيرهم بعد فإما تسللوا إلى المجتمعات المحلية او انهم يجهزون لشيء اخر أخطر من داعش.

السابق
فتوى المرجع الطائي لتحرير القدس: جدية ام استعراضية!
التالي
لبنان لزّم حقول النفط… ولكن ماذا عن شركة ENI؟