حين يصبح الكذب طقسا للتظاهر بالولاء

سعد الحريري
الدكتور حارث سليمان يفند أكاذيب الممانعة منذ استقالة الرئيس سعد الحريري.

“هيا بنا نكذب”، اذا انكشفت كذبتنا، لنذهب لكذبة اكبر، تلك هي ممارسات الممانعة، من حزب الله الى تيار عون، او غيرهما من وسائل اعلام ،نفتضح ونظهر عراة منافقون أفاكون، لا مشكلة، لنكذب مجددا، لكن بشكل أكثر وقاحة ودون أي حياء، هذه مسخرة فعلا مسخرة من الواجب أن تثيرا ضحكا حتى القهقهة، لكنها في لبنان تتحول الى تراجيديا مأساوية لانها تتحول الى موجة عارمة من الكذب العام، أي تنتشر على الغوغاء الذين يتبنون الأكاذيب، هم يعرفون أنها أكاذيب، لكنهم يحترفون اعلان تصديقها وتبنيها، المسخرة أي “هيا بنا نكذب” كفعل افرادي يتحول الى تراجيديا جماعية بنفس العنوان؛ “هيا بنا نكذب”، وسائل اعلامية من كل صوب أفسدها المال الايراني، كتبة مرتزقة، صحافيون ينتظرون مغلفاتهم المالية شهريا، طوابير من الناس دون سبب تمارس الكذب عن عمد وسابق تصور وتصميم، يعرفون أنهم يكذبون، ويعرفون أننا نعرف بانهم يكذبون، لا تهمهم أن يفتضحوا في عين الشمس، انهم يمارسون الكذب عمدا. لا عار يصيبهم ان حدث ذلك، الكذب سلاح يبرره ويصنعه الولاء.

اقرأ أيضاً: أحمق قرار سياسي عربي في التاريخ!

لا حل لافتضاح الكذب الا المزيد من الكذب؛ حققت الممانعة في لبنان نصرا جديدا حين فرضت على المملكة العربية السعودية الافراج عن الرئيس سعد الحريري. (تصريح فيصل كرامي ) نضحك ام نبكي لا فرق…
فيما كتب مايز الادهمي: منذ ثلاثة أيام يتم تداول خبر على شبكات التواصل الاجتماعي، قلة أتت على ذكره واعتبرته صحيحاً… والخبر بعنوان: (سعد الحريري والخيانة العظمى)؟
الخبر نقلته أكثر من شبكة وتم تداوله ونسبته الى صحافي الماني يدعى “فرانتز شتاينماير” يعمل في مجلة “دير شبيغل”… وان المواقع العربية نقلته من المجلة الألمانية؟!..
لدى التدقيق والبحث تبين أن الخبر مفبرك… وان مجلة دير شبيغل الألمانية ليس وارداً فيها وكذلك فإن اسم الصحافي غير موجود… كما ان مقدمة الخبر تقول: “كتب الصحافي الألماني فرانتز شتاينماير في صحيفة(!؟) ديرشبيغل… ودير شبيغل مجلة وليست صحيفة!
وكنت قد تداولت مع بعض الاصدقاء حول الموضوع وارسلت لهم اللينك للمشاركة في البحث وحاول كل منا من جانبه البحث عن الخير والبحث عن اسم الصحافي…
منذ قليل وصلني من شقيقي غسان في المانيا، بعد ان طلبت منه التدقيق حول الموضوع. المعلومات التالية.. وقد قال بالحرف على الواتساب:
مايز، لا وجود لصحافي باسم فرانتز شتاينماير ولا وجود لاسمه ضمن صحافيي دير شبيغل، كما لا يوجد مقال باللغة الألمانية تحت هذا العنوان، والخبر صادر عن الوكالة العربية للأخبار (عربي برس) وهي كما هو معروف تخص المحور الإيراني!؟.. (انتهى كلام مايز الأدهمي)
تصدر جريدة الاخبار وعلى غلافها صورة الرئيس الحريري بعنوان: الرهينة، فيما تسأل ليندا مشيلب الوزير المرعبي هل سعد الحريري معتقل في اوتيل ريتز!؟ فيما موقع الحدث للممانع حسين عليق يتحدث دفعة واحدة عن تاهيل بهاء الحريري للحلول مكان اخيه، وعن طلاق اللواء اشرف ريفي من زوجته بسبب ز واج مزعوم بسيدة اخرى،
اهم شيء كشفته هذه الازمة التي بدأت باستقالة الرئيس سعد الحريري هو حجم سيطرة ايران على وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والالكترونية في لبنان. لولا وسائل التواصل الاجتماعي لكان فضاؤنا الاعلامي يشبه كوريا الشمالية. التي اوهم اعلامها لشعبها ان نهائي كأس العالم في كرة القدم قد جرى بين كوريا الشمالية وفريق اخر.
لا يدوم مفعول الكذبة الا لقصير الوقت، لذلك لكي تستمر ،هي تلد كذبتين، وبدورها تلد كل واحدة اثنتين، مع هذه الوتيرة يمكن توقع خروج السيد نصرالله في خطابه المقبل للقول:
“نحن قوم لا نترك اسرانا”
فعلها في المرة الاولى حين اوهمنا وهو يخوض حرب ايران ضد اسرائيل، لكي تحصن طهران ملفها النووي، انه ادخلنا حربا من اجل استعادة سمير القنطار سنة ٢٠٠٦ حيث علقت سيدة جنوبية على انقاض بيتها؛ “انبسطت يا أم سمير”.
وفعلها مرة ثانية حين ذهب الى سورية ليدافع عن استبداد الاسد منتحلا صفة نصرة السيدة زينب.
الحرب اليمنية بين الحوثية الايرانية والسعودية، قائمة وحزب الله طرف اساسي فيها، ما ينقص حزب الله لتبرير ذهابه بعيدا في خوضها، هي ذريعة لبنانية تجعله في موقع الاصيل لا في موقع التابع الوكيل،
انه يفعلها ويخدعنا مرة ثالثة؛ تحرير رئيس وزراء لبنان وعودته مع اسرته الى لبنان، رحم الله محمد شطح، المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، اما من اعتاد السذاجة والغباء فكل لدغة في جلده تستدعي لدغتين.
جولة باسيل الاورويبة هي تمهيد سياسي لمزيد من تورط حزب الله في اليمن وفي الحرب الايرانية ضد السعودية.

السابق
زيارة الكاردينال الراعي الى السعودية لم تنه لُبس استقالة الحريري
التالي
الرئيس عون: الحريري محتجز وموقوف في السعودية ونعتبر ذلك عملاً عدائياً ضد لبنان