مثقفون سوريون يطلقون مبادرة السلام الديني بين المذاهب الإسلامية

رسالة من مثقفين سوريين وعرب إلى رئاسة مجلس التنسيق السعودي العراقي - جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود و سيادة رئيس وزراء العراق حيدر العبادي.

نتقدم إليكم باسم المثقفين السوريين والعرب والمسلمين بأطيب التحيات والمباركات آملين من سياداتكم قيادة المبادرة الكريمة لإنقاذ عالمنا الإسلامي من لجج التطرف والضياع في مستنقعات الصراع المذهبي المدمّر وذلك بالأخذ على عاتقكم وبمواقعكم الرمزية في قيادة الأمة لوقف هذه النزاعات الهدّامة للجميع ولاسيما في الوسطين السنّي والشيعيّ على حد سواء وذلك لأن نيران الفتنة تكتسح أجيال شباب الأمة على جانبي الانقسام ولأننا ندرك كما تدركون أن صناعة التطرف هيأت لها العوامل الثقافية والفقهية والسياسية والاقتصادية والحقوقية وتم ربطها في داخل أوطاننا وفي خارجها لتغدو عقدة محكمة كلّما تأخّرنا في حلحلتها عظمت خسائرنا وازدادت هوة تأخرنا عن الأمم اتساعا لذا كان نداؤنا لكم باعتباركم أهل الخبرة والمسؤولية والأقدر على وضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية لكي تجعلوا من مبادرتكم المباركة في تأسيس مجلس التنسيق خطوة البداية والتأسيس للعبور نحو الدولة الوطنية الضامنة لحقوق جميع مواطنيها بغض النظر عن معتقداتهم الدينية أو الإثنية.
ونتمنى على مقاماتكم أن تجعلوا من هذا التعاون بين البلدين عملا استراتيجيا غير خاضع لأية اعتبارات سياسية مرحلية .
إننا نتقدم إليكم بمقترحاتنا لعلها تضع اللبنات الأولى للسلام الديني بين المذاهب الإسلامية وللوئام المجتمعي مهتدين بنور العقل والعقلانية في التغلب على الغلوّ المذهبي المحبط والمدمّر مقتدين ببناء الأمم على مبدأ التعدد والاعتراف المتبادل بين الجميع.

إقرأ أيضاً: «حركة المبادرة الوطنية»: لمواجهة الهيمنة الايرانية على لبنان

و هي :

1- تشكيل لجنة مشتركة بين البلدين لحصر القنوات التلفزيونية التي تبث عبر الأقمار الاصطناعية العربية و الإذاعات و المواقع الإليكترونية و مختلف وسائل النشر الورقية ، التي تمارس التحريض المذهبي و الديني ضدّ السنّة و الشيعة ، تمهيدا لوقفها عن البث و النشر تحت طائلة القانون .

2- إصدار قوانين صارمة للنشر الإليكتروني ، يجرّم فيه من يمارس التحريض أو التكفير على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر الشبكة العنكبوتية .

3- كلّ بلدٍ على حدة ، يقوم بتنقية المناهج الدراسية في كل المستويات بما فيها الجامعية و كليّات الشريعية ، و خاصّة النصوص أو الفتاوى أو الاجتهادات الفقهية التي تكفّر الفريق الآخر .

4- إصدار قوانين تشريعية تجرّم وفتاوى دينية تحرّم التكفير المتبادل بين السنّة و الشيعة ، و بحق جميع الأديان و الملل و النحل الدينية في العالم ، بحيث يخضع مرتكبها لمسائلة القضاء.

5- منع سبّ صحابة رسول الله الكرام و زوجاته أو لعنهم في منابر الطائفة الشيعيّة منعا باتّا سواءً في المحاضرات أو الخطب أو الندوات أو الكتب أو المنشورات أو المدونات أو المناسبات الدينية و تجريم استخدام ألفاظ كنواصب أو رافضة ، و كل لفظ آخر من شأنه الحطّ من شأن و كرامة المذهب الآخر .

6- منع استثمار الحوادث التاريخية و استعراضها بغرض التحريض المذهبي .

7- تحريم و تجريم الجهاد بين الطرفين و في أراضي الطرفين .

8- إعادة الاختلاف بين المذهبين إلى جذره الفقهي فقط و عدم تسييسه مطلقا ، و اعتبار المشكلة التي حصلت في صدر الإسلام بين الصحابة هي لأمة قد خلت لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت ، و عدم تحميل أجيال اليوم و الغد وزر ما فعل الأولون.

9- سنّ القوانين التشريعيّة التي تجرّم الطائفية خطابا و سلوكا.

10 – كفّ اليد الإيرانية عن التدخّل في الشؤون الدينية في منطقتنا ، و التعامل معها سياسيا فقط .

11- إبقاء الاختلاف بين المذهبين في حدوده العقلانية المنطقية التي تخضع لقواعد الحوار المتمدّن .

12 – يطلب المجلس السعودي – العراقي من جامعة الدول العربية و منظمة التعاون الإسلامي و كافّة المؤسسات الإسلامية في العالمين العربي و الإسلامي ، تبنّي هذه القرارات عند اتخاذها .

بهذا ستسلك الأمة أولى خطواتها نحو السلام و النهضة و و سترتقي مركب الحضارة كسائر الأمم المتمدنة التي تجاوزت خلافاتها الدينية منذ قرون .

كلّنا أملٌ أن تقبلوا مقترحاتنا فتحفظوا حياة شعوبنا و أمنها و تفتحوا لها الباب واسعاً للعودة مرة أخرى إلى ساحة الفعل التاريخي بعد غياب مديد .

 

اللجنة التي صاغت البيان: نواف الركاد ـ جبر الشوفي ـ راشد صطوف ـ أحمد الرمح.

 

إقرأ أيضاً: «المبادرة الوطنية»: فرصةٌ واقعية لحركة سيادية راسخة ومستمرة

السابق
جورج كلوني… نحو الاعتزال
التالي
سجينان من آل حميّة حاولا اغتيال «أبو عجينة» في سجن رومية!