لبنان في خطر والتسويات في مهب الريح

ثامر السبهان
ما تداعيات التصريحات التي أطلقها الوزير ثامر السبهان يوم أمس الإثنين 6 تشرين الثاني، وما انعكاسها على الداخل اللبناني؟

ما زالت مرحلة ما بعد استقالة الحريري والضبابية المحاطة فيها تفرض ثقلها على الواقع اللبناني، بين ممانعة تلمح إلى أنّ الحريري “رهينة” و”معتقل” بحسب ما أشارت إليه صحيفة الأخبار اللبنانية، وبين قيادات سياسية تتريث قبل اتخاذ أيّ موقف من رأس الهرم الذي يمثله رئيس الجمهورية ميشال عون إلى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ودولة الرئيس نبيه برّي.
في سياق كلّ هذا أكّد وزير الخارجية السعودي عادل جبير أنّ الحريري وصل إلى مرحلة قول “كفى”، لحزب الله وإيران، وأنّه باستطاعة مغادرة المملكة ساعة يشاء، في المقابل أكّد الوزير السعودي ثامر السبهان في حديث لقناة |العربية” أنّ الملك سلمان عبد العزيز قد أبلغ الرئيس سعد الحريري تفاصيل عدوان حزب الله على السعودية وأنّ المملكة لن ترضى أن يكون لبنان مشاركا في حربه عليها.
وأشار السبهان إلى أنّ السعودية ستعامل لبنان حكومة لبنان كحكومة إعلان حرب بسبب حزب الله وأنّه على اللبنانيين الاختيار بين السلام وبين الانضواء تحت حزب الله.
معتبراً أنّ لبنان مختطف من قبل حزب الله ومن خلفها إيران.

موقع “جنوبية” وفي قراءة ما قاله السبهان تواصل مع المحلل السياسي جوني منيّر الذي أكّد في تعليق له على معاملة السعودية لحكومة لبنان كحكومة إعلان حرب أنّنا “ذاهبون نحو تصعيد أكبر، فالحرب ما من إمكانية لها بمعنى الحرب العسكرية، وإنّما يقصد فيها تهميداً لموضوع العقوبات أو سحب الودائع المالية من مصرف لبنان، إذ يبدو أنّه هناك تصاعد تدريجي للخطوات اتجاه لبنان”.

وتابع منيّر عند سؤاله عن انتقال الحريري إلى الإمارات بدلاً من بيروت وإن كان وضعه في السعودية يتقاطع ومع ما تروّج له وسائل إعلامية لبنانية “بغض النظر عن الوضع الشخصي للرئيس سعد الحريري في السعودية، فإنّ إظهاره بأنّه يملك حرية الحركة تؤشر أولاً إلى أنّه هناك مخاطبة من خلاله للمجتمع الدولي الذي كان قلقاً، فسفراء الدول الكبرى في السعودية الأمريكي والفرنسي والبريطاني أرادوا الاطمئنان على الحريري”.

إقرأ أيضاً: استقالة الحريري: من «ربط نزاع» إلى فرض قواعد اشتباك

ليردف “هذا مؤشر أيضاً على أنّ الحريري متأخر في عودته إلى بيروت وإلاّ لكان أتى إلى لبنان ولما ذهب إلى الامارات، وعلى أنّ خطوة الاستقالة ليست فقط نهائية بل هناك مسائل بعدها وبالتالي بقاء الحريري في السعودية من أجل التماهي مع السياسة السعودية القادمة”.

وأشار منير عند سؤاله عن أسباب التهدئة في المواقف إلى أنّ القيادات اللبنانية تعتبر أنّ الأزمة خارجية من السعودية وليست من الرئيس سعد الحريري ولذلك الدولة تأخذ خطوات استيعابية وليست خطوات للتهدئة.

هذا وخلص منير إلى أننا “قادمون على أيام صعبة وضغوط تصاعدية وقاسية”.

إقرأ أيضاً: إستقالة الحريري لا تزال ملتبسة.. والسعودية تعلن حكومة «حزب الله» حكومة حرب

من جانبه الكاتب السياسي “ايلي الحاج” رأى في حديث لـ”جنوبية” أنّ ما قاله السبهان يدل أنّ لبنان دخل مرحلة جديدة خطرة جداً، مشيراً إلى أنّ المعادلة السابقة سقطت وأننا لم نعد في زمن تسوية بين حزب الله وخصومه”.

ولفت الحاج إلى أنّ لبنان مفتوح على كل أنواع الاحتمالات السيئة سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً.

السابق
كيف قرأ الديبلوماسيون ساعاتِ الإستقالة و«المِحنة»؟
التالي
ارتياح بعد تسهيل شروط الاقامة الجبرية على مهدي كروبي