عن مدى ارتباط التغييرات الداخلية السعودية باستقالة الحكومة اللبنانية…

مجلس الوزراء اللبناني
كيف يرى عدد من المحللين السياسيين والمراقبين لمسألة تزامن استقالة الرئيس الحريري والتغييرات العاصفة في السعودية؟ وهل أيران هي المشترك؟ ام ثمة انقلاب كان يعد بوجه محمد بن سلمان؟

هل من علاقة بين التغييرات التي تجري في السعودية واستقالة رئيس حكومة لبنان من الرياض؟ وما سرّ التزامن بين الحدثين؟ علما ان الصراع الاقليمي على أرض لبنان قديم وغير حديث العهد؟

للتوضيح، يرى محلل سياسي اللبناني، قريب من السعودية، رفض الكشف عن اسمه، “لا معلومات متوفرة حتى الان عما جرى، وكل ما يرد مجرد تخمينات، فمن المبكر التعليق على الاحداث.

اما بالنسبة للاعتقالات في السعودية فأرى ان ولي العهد – سواء كنا نحبه ام لا – يقوم بثورة، لان ثمة كثير من القصص مرتبطة بالوضع السعودي اليوم، وهي اللاعب الاساسي في المنطقة، وهو ليس مرتبطا بالصراع على السلطة”.

اقرأ أيضاً: زلزال استقالة الحريري يثير عاصفة تساؤلات حول مستقبل الحكومة

ويضيف “منطقيا، الواقع ان الأمير يقاتل ليضع يده على السلطة كونه وجد معارضة قوية كونه من الجيل الثالث الذي دخل السلطة بقوة. علما انه اقام لجنة خاصة للبحث في الاحاديث الدينية، فلماذا يُنظر إليه بشكل جزئي، وهو الذي يود اعادة النظر بالعلاقة بين السنة والشيعة، بعد 1400 عام على العلاقة السنية – الشيعية الملتبسة، فلأول مرة تسعى شخصية سعودية الى اصلاح الاحاديث التي تسببت بالفتنة. ومن حهة أخرى، لما لا تكف ايران يدها عن اليمن ولبنان، وهي الغارقة بالمشاكل؟”.

في حين ترى الصحفية هيلدا المعدراني، ان” الاحتمالين واردين. لأن ثمة حجز وتوقيف في هذا الوقت المشبوه، خاصة ان للحريري علاقات تجارية ومصالح اقتصادية، فمن الطبيعي ان يُظهر استقالته على انها تعود لسبب داخلي، ومن مصلحته ان يفعل ذلك”.

وعن سرّ طرح اسم الحريري بالتوقيفات لو لم يكن ثمة علاقة له؟ قالت المعدراني انه “لن يفصح الرئيس الحريري بالطبع ان السبب ليس لبنان، فمفروض عليه قول ذلك. وما إخراج خبر الاعتقالات الى العلن إلا لأجل اخفاء ما يجري، ولإعلان الاصلاحات الداخلية امام الغرب. وهو لن يقول ان السبب ليس لبنان، وبالاخص انه صراع عائلي داخلي وثمة خفايا، ولكن المعلن شيئ، والظاهر شيء آخر، وهو بالضبط ما قام به الرئيس الحريري عندما تحدث عن المعلن فقط. ولا ننسى ان للسعودية تأثيرها القويّ على لبنان أكثر من تأثير إيران، فرئيس حكومتنا يحمل جنسية سعودية. والمأخذ على الرئيس الحريري هو استقالته كانت مباغته وسببت أزمة وطنية، ولكن التيار الوطني الحرّ كان واعيّا فمنع مناصريه من التعليق، بل اسكتهم”.

في حين رأى المحلل السياسي نبيل الحسيني، انه “طبعا لا علاقة للاستقالة بالوضع في لبنان لانه لو كان للبنان علاقة كان قصد الرئيس الحريري قصر بعبدا وابلغه ملاحظاته، ومعاناته. ولكن لانه قدّم استقالته من الخارج فهذا يعني انها مرتبطة بشأن خارجي. خاصة ان لجوئه الى الاستقالة وضع البلاد في مشاكل كبيرة كنا بغنىّ عنها، فلم يكن ثمة داع للتعجل بها، وهو الذي بدا مستعجلا جدا. فما هو تفسير هذه الخطوة”؟

ويلفت الى سؤال “ما سرّ تسريب صور لقاء الحريري بالملك السعودي اليوم، وما هي علاقة الرئيس الحريري بالاختلاسات، علما ان الازمة سعودية- سعودية، وتم اخراجها بشكل مختلف بالقول انه لها علاقة بايران”.

اقرأ أيضاً: الوزير مروان شربل لـ «جنوبية»: أزمة دستورية مع غياب الحريري.. الحكومة لا تستطيع أن تجتمع

وبرأي الحسيني لقد”صودفت استقالته مع الحملة السعودية الداخلية تجاه اسماء كبيرة جدا. وسعوديا الرئيس ليس أكبر من هؤلاء المعتقلين وفيهم رموز اقتصادية وسياسية كبيرة جدا، وهم وجدوا هذا الاخراج ليجعلوا سبب استقالته كل من ايران وحزب الله”.

وشدد على ان السعودية “لا يمكنها اعتقال رئيس حكومة واذا ارادوا حجزه لمحاسبته، فيجب اعتقاله اولا كمواطن سعودي، لذا نزعوا عنه صفته الدبلوماسية ليُحاكم كسعودي. واذا كان هذا التحليل خاطئا فانه اراد الاستقالة من السعودية، ولكن لماذا لم يبدُ عليه أيّ انزعاج خلال استقباله علي أكبر ولايتي. واذا كان مزعوجا من استقباله فلماذا بدا ضاحكا، فهذا يعني فهل كان يضمر شيئا ويظهر شيئا آخر”.

ويختم نبيل الحسيني “ثمة قطبة مخفية في الموضوع، ولم يتمكن احد من كشفها، فالأمراء المعتقلون قصتهم ليست قصة فساد، بل قصة انقلاب او خطة او حركة، وهذا هو سبب ذهابه الى السعودية ليلة الاعتقالات. والمسألة كلها ليست بسهلة”.

السابق
المشاهير يتحوّلون في «عيد الهالوين»: إليكم أفضل 10 أزياء!
التالي
السعودية تطرح مشروعاً لإستخدام طاقة الرياح لإنتاج الكهرباء