«غبرة صباط السيد» لم تشفع لـ«الجديد»

قناة "الجديد" في مواجهة غضب جمهور حزب الله هذه المرة.. فهل يشفع لها نقل الاعتذارات؟!

ما إن تناسى جمهور “حركة أمل” ما وصفوه بالإساءة لرمزهم الإمام المغيب موسى الصدر، وما إن بدأت “الجديد” تشق طريقها بحثاً عن العودة إلى الضاحية عبر بوابة المقاومة التي لطالما تغنت فيها مدير قسم الأخبار “مريم البسام” في مقدمتها الإخبارية، حتى أخطأت القناة من “جديد” وبحق “حزب الله”!
ولأنّ اللعب مع “الحزب” ليس كما “الحركة”، ولأنّ المقاومة كانت الغطاء الحامي للقناة في كل المطبات التي تعثرت بها، كان لا بد لـ “الجديد” أن تعتذر من “غبرة صباط السيد”!

تجاوزت قناة “الجديد” في معرض تغطيتها لأحداث حي” السلم” شتيمة السيد حسن نصرالله والتي كانت “سكوب” للمؤسسة اللبنانية للإرسال، فهذه الكلمة “النابية” التي صدرت بلحظة انفعال يمكن تبريرها، بينما ما نقلته “الجديد” لاحقاً خلال متابعتها الميدانية لتحركات الأهالي الغاضبة بعد إزالة المخالفات وصّف الواقع وعكس الغضب.
فكانت الصرخات التي نقلتها الشاشة “حصرياً” وحدها تعكس أوجاع طائفة قدمت الشهداء والجرحى، لتجد نفسها في عداد الفقراء، طائفة دفعت دماء في سوريا ليتم تجويعها في بيئتها، طائفة تحاصر فيها الأرملة والمطلقة بعقد “المتعة”!

“الجديد” لم تتجاوز أصول المهنة، هي نقلت المشهد كما هو دون أيّ تدخل أو استغلال إعلامي، ولكن ما يصح في أيّ ميدان إعلامي لا يصح في بيئة المقاومة، فعادت إلى القناة صفة “الدكانة” التي ألحقها بها منذ عامين جواد نصرالله نجل أمين عام حزب الله وعاد لمريم البسّام السؤال عن المليونين!

إقرأ أيضاً: قراءة في مشهد حي السلم: صرخة الأبناء ضد تخلّي الأب

إلا أنّ القناة والتي واجهت حملة من جمهور حزب الله تطالب بإغلاقها، حملة تضامن معها الحركيون تلقائياً، عادت لتعتذر للسيد وللمقاومة ولجمهوره، فكانت نشرتها الإخبارية تحت عنوان “غبرة صباط السيد تنتصر”، فيما جاء في المقدمة التي غزلت بأنامل البسام:
“عاد الحي إلى سلمه .. وما كان غضبا بالأمس هدأ من روعه وقدم الاعتذار إلى “غبرة صباط السيد” القائد الذي ما ترك ناسه يوما .. الزعيم الذي تشرق من جهته شمس الوفاء .. قالوها عن سابق إصرار بأن خوفهم على رزقهم أفقدهم رشدهم فأساؤوا إلى سيد كانوا قد افتدوه للتو بالدم والروح وقناة الجديد التي كانت حاضرة بواجبها الإعلامي في حي السلم بالأمس كبقية محطات التلفزة حضرت كذلك اليوم الفصل الثاني الذي قدم الاعتذار إلى النعل الذهبي.”

 

 

لتضيف المقدمة:
“هذه أرضنا وناسنا .. يغضبون فننقل غضبهم من دون إساءة إلى أي من المرجعيات .. يعتذرون فننقل اعتذارهم بأمانة .. يثورون على نوابهم وبلدياتهم ووزارئهم تكون الكاميرا قد واكبتهم من دون أن نغفل عن حقيقة بعضهم المخالفة للقانون”.

إقرأ أيضاً: صور من الضاحية.. هجوم عنيف على «الجديد»

“الجديد” التي نقلت أوجاع حي السلم، نقلت أيضاً الاعتذارات واستفاضت، فاجتمع المنتقدون في مشهدية سوريالية ليقدموا عبر القناة التي مارسوا الإثم على شاشتها قرابين الولاء والطاعة!
ولكن هل سلمت “الجديد” من غضب حزب الله؟! أم أنّها ستعمل لسحب كل أشرطة الفيديو الحصرية التي وثقت المعاناة من التداول ليظل فيديو الاعتذار هو “الوجه الحقيقي” وجه يريده حزب الله وستقدمه القناة لتسلم “القطع والعزلة” عن الضاحية الأبية!

السابق
حزب الله من ثورة الجياع 2004 الى ثورة المخالفات 2017
التالي
حي السلم: مسرحية القداسة وما تحتها