حارث سليمان وكتيبة حزب الله الإلكترونية: الحقائق تحرج الشتيمة

حوار بين حارث سليمان وكتيبة حزب الله الالكترونية... حزب الله ونداء الدولة والمواطنة والتكفير السياسي .

أنتم شيعة السفارة، أنتم عملاء “اسرائيل والسعودية”، صفات ألحقت بالشيعة المستقلين على خلفية “لقاء الدولة والمواطنة“، الذي عقد مؤخراً في أوتيل “مونرو”.

هذا اللقاء الذي أجمعت فيه شخصيات معارضة لهيمنة الثنائية الشيعية، ولحروب حزب الله المفتوحة، على براءتها من الدم، وعلى سعيها للإنماء وللتغيير عبر ترشيح شخصيات مستقلة من البيئة نفسها للانتخابات النيابية المقبلة، تمّ مواجهته من قبل جمهور حزب الله الالكتروني بالشيطنة.

لينتفض هؤلاء الممانعون في مواجهة هذه الحركة التغييرية بالقدح والذم والشتيمة، وبرشق الاتهامات.

وكنموذج على أخلاقيات هذا الجمهور وثقافته، نستعرض أحد الحوارات التي أجراها الدكتور حارث سليمان وهو عضو اللجنة التحضيرية في “نداء الدولة والمواطنة” مع جمهور حزب الله الإلكتروني.

إقرأ أيضاً: حارث سليمان لـ«جنوبية»: حزب الله عارياً لا تستره أي ذريعة

هذا الجمهور الذي لم يحبذ ما قاله الدكتور في مقابلته في برنامج كلام بيروت على تلفزيون المستقبل، والذي أكّد في افتتاحية الفيديو الذي نشرته صفحة “نداء الدولة والمواطنة” أنّ  حزب الله هو الحزب الوحيد الذي ولد في السفارة الإيرانية في دمشق، كما تحدث كذلك عن الإنماء المغيب في مناطق البقاع – الهرمل، وعن الهيمنة الأمنية الحزبية في هذه المناطق وعمليات السطو، وعن الإنتصارات التي لم تجلب لا ماء ولا كهرباء ولا وظائف ولا اقتصاد، بدأ هجومه الإلكتروني عليه.

حوار الدكتور سليمان مع الجمهور الافتراضي لـ”حزب الله والذي نشط خلال 24 ساعة من مشاهدة الفيديو الذي حصد عشرات التعليقات ومئات “اللايك” يمكن تقسيمه على 7 مراحل، المرحلة الأولى وهي مرحلة الشتائم التي بدأت من تشبيه الدكتور باسرائيل وصولاً لاتهامه بأنّه يعيش على “فتات السفارات” وبأنّه مأجور، لتسقط إلى الدرك مع الحديث بالأعراض وهتك الأموات قبل الأحياء.

هؤلاء الشتامون وأغلبهم حسابات وهمية دخلت الفيسبوك حديثاً وبأسماء مستعارة، دون أي شيء أو أي معطيات تكشف هويتهم إلا بضع صور ذات طابع ديني – مذهبي تدل على انتمائهم لحزب الله إضافة إلى صور القطط والورود وما إلى ذلك مما يد على “وهمية الشخصية”، ظهروا ككتيبة من “الفايك أكاونت” جلّ وظيفتها هي الردح والشتم لكل من يعارض الثنائية الحزبية عموماً والحزب خصوصاً.

بالنسبة لهؤلاء اكتفى الدكتور حارث بالرد عليهم قائلاً:

“ايها الشتامون اليس عندكم منطق. او حجة، غير قلة الاخلاق وتناول الكرامات، هل انتم فعلا شيعة علي بن ابي طالب باب مدينة العلم، صاحب نهج البلاغة، هل هذا ما تعلمتم من نهج البلاغة كتاب الحكمة والورع والتقى، ام انكم رعاع صيع لاخير فيكم، لا تفقهون من السياسة شيئا، ولاتعرفون من اللياقة اول حروفها، هل حزب الله وقيادته تقر لغتكم، هل انتم رقم يحسب حسابكم، كفاكم اساءة لكل الناس لمن تدعون الدفاع عنه، ولمن تهاجمونهم بلغة تخجل الاكارم من سماعها . اصمتوا واذهبوا الى ما ينفعكم. اما عن الاموال فنحن اشرف من اشرفكم ولا تطالون من سمعتنا ترهاتكم. واما عن مقاومة اسرائيل فقد كنت من روادها يوم كنتم نطفا في ظهور ابائكم ويوم كان قائدكم مازال في عمر الاطفال. لستم أهلا لتقييمنا ولا اعطائنا شهادات بوطنية لا تحملوها. لتقطع ايران اموالها ورواتبكم ولنرى اعدادكم كيف تقل وتضمحل. من خان الحسين في كربلاء هم امثالكم ايدوه واستدرجوه”.

أما المرحلة الثانية والتي شملت القسم الثاني من المعلقين، وهم الذين اعتبروا أنّ التنمية ليست مسؤولية الثنائية وبالأخص حزب الله وإنّما مسؤولية الدولة، مطالبين الدكتور سليمان بطلب الحقوق التي ذكرها من جماعته أي 14 آذار بحسب زعمهم.

رد عليهم الدكتور حارث بالقول ” ١٤ اذار مشاركة في الفساد والسرقة والثنائية الشيعية هي راس الفساد امها وابوها”. مضيفاً ” كيف لا يكون الحزب مسؤولا وهو يحتكر مع امل التمثيل الشيعي في البرلمان والسلطة منذ ربع قرن”.

في المرحلة الثالثة من التعليقات، اعترف البعض  بتقصير الثنائية في الموضوع الانمائي، إلا أنّهم أبرزوا  تضحيات الدم كتعويض عن الفشل في هذا المجال، فكتب أحدهم:

“كلامك صحيح بس قلبك مش علينا بقلك الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام كلامك حق تريد به باطل ف كلامك يا استاذ، مدفوع الاجر سلفا وبهذا الزمن اصبح العالم مقسوم فريقين، ما نضحك ع بعضنا فريق السعودية امريكا اسرائيل، فريق ايران سوريا روسيا حزب الله بلا ما نضل نضحك عبعض”.

فيما قال آخر “حزب الله وزع شهدا بلوطن العربي يا عروبي قومي عتيق انت.. حزب الله بوصلته فلسطين”.

ليجيب الدكتور حارث “البينة على من ادعى اين الاموال التي تتكلم عنها كيف تدعي انها بحوزتي وانا وما املك شفاف كزجاجة من بلور”.

مضيفاً “انا زميل للدكتور حسين الحاج حسن في قسم الكيمياء في الجامعة. هل تريد مقارنة ملكيتي بملكيته. بيتي ببيته حسابي في للبنك بحسابه. علما ان والدي اورثني اكثر مما اورثه والده وان راتب والدي كاستاذ مهني كان اضعاف راتب والده العامل في مزرعة الجامعة الاميركية عن اي أموال تتكلم . ولمن تصح المحاسبة”.

وتابع سليمان “كنت مع فلسطين وسابقى وطريقها اعرفه وهي لا تمر لا بالزبداني ولا  بالقصير ولا بحلب تمر في الحفاظ علىشعب فلسطين ومخيماته وليس بتدميرها. نعم انا عروبي وليس ايراني انا مدني وليس طائفي. ولاتهمني المناصب بما في ذلك كراسي النواب”.

في المرحلة الرابعة من الردود أكّد الدكتور سليمان للمعلقين أنّ الدماء هم من قدموها للحزب، فيما الحزب لم يقدم أيّ دماء، بل على العكس لم يكن أميناً لها فاستعملها في خدمة الأسد ومن أجل إيران، فقال لمن ربط الكرامة بدماء حزب الله:

“عن اي كرامة تتحدثون اذا كان هذا واقعنا! ما بذل من دم كان من ابنائنا لا من ابناء مسؤولي الحزب والحركة، خدعونا وقالوا اننا خزان المقاومة. فقط خزان يستحلب منه دمنا الغالي، غير الخزان هل نحن بشر! هل لنا حقوق؟ هل نستحق مستقبل لائق. يتهربون قائلين روحوا للدولة. وهم الدولة فعلا هم مسيطرين على كل الدولة وقرارها ويسيرون كل اطرافها باوامرهم”.

ليتابع الدكتور سليمان مستحضراً ميزان القوى في السلطة وأنّ الحزب القوي لم يغير شيئاً في قضايا الفساد، فقال في المرحلة الخامسة من الردود:

“عظيم كانت السلطة سيئة وقلنا أنها سبب مأساتنا أسقطت رموزها سنة 1992 وأتت الثنائية لتحدث التغيير على حساب ما سمي وقتها بالاقطاع السياسي أو التقليديين ماذا اختلف؟ لا شيء بل الأمر أصبح أسوء استبدلت أبناء الاوادم والبيوت بتجار الحروب وحديثي النعمة واستمر تخلف المنطقة وحرمانهأ.

الناس تترحم على أيام دولة شهاب وال الأسعد وحيدر وحمادة والحسيني”.

إقرأ أيضاً: حارث سليمان يتلو بيان النداء: التغيير في الساحة الشيعية هو أساس ومفصلي للتغيير في لبنان

هذا وكشف الدكتور في المرحلة السادسة حيثيات ملفات الفساد للثنائية الشيعية فسردها بجردة شاملة:

فكتب سليمان “اما عن الفساد في حزب الله وحركة امل فاسأل اهالينا الكرام لمن تدفعون المبالغ الضخمة من اجل ادخال ابنائكم الى المدرسة الحربية. هؤلاء هم الفاسدون وتعرفونهم يبيعونكم وظائف هي حق لكم. هل باعكم صبري حمادة او حسين الحسيني وظيفة بمال يوما؟

الا تعلمون ان هناك تسعيرة معلنة لثمن كل وظيفة الجمارك /الامن العام /الحربية/ الخ….

الا ترون الجمعيات الوهمية التي اسستها الثنائية الشيعية ٧٠٠ جمعية فقط في منطقة البقاع لا تقوم باي عمل بل تسرق التمويل من الدولة للمسائيل والبطانة، قابلوا بين وظائفنا من عرق جبيننا في الدولة وبين وظائفهم انصاف المتعلمين ثم قارنوا بين بيوتنا وقصورهم”.

متسائلاً “من سرق مياه راس العين وجفف بركتها الجميلة وحولها الى قصورهم؟

من أسس معامل الكابتاغون في ملاجئ الحوزات الدينية وحول التعليم الديني تغطية لتجارة المخدرات؟

من باع سلاح الحزب الى المجموعات السورية المسلحة أليس ابن ممثل وليكم الفقيه في لبنان؟!

من جعل من حملات الحج الى بيت الله الحرام قوافل تهريب للمخدرات أليس ع. ريا حبيب الحزب؟!

من حول معسكرات المقاومة في جرود غربي بعلبك الى مقالع كارثية للبيئة اليس اولاد ح. جانبيه في تمنين ورئيس بلديتها التابع لحزب الله؟!

من اعتقل في ملف المخدرات اليسوا اقرب الاقربين لنواب حزب الله؟

من حول ميزانيات بلديات قرى بعلبك الى مال سياسي يصرف في مصلحة حزب الله لا في خدمة الناس والقرى؟”.

ليردف “من استولى على مساعدات وتعويضات حرب تموز المدفوعة من الدولة واعاد الاعمار بكلفة اقل محققا ارباحا؟ ثم ادعى كذبا بانه اعاد اعمار الضاحية في حين ان الدولة والمساعدات العربية هي من مولت اعمار الضاحية.

فيما حزب الله وشركة وعد وجبران باسيل جنوا ارباحا من دمار منازلنا.

من يسرق أموال الضمان الاجتماعي ويجعله تنفيعة للمحاسيب في الجنوب؟

من يسرق اموال الجمعيات المدعومة من وزارة للشؤون الاجتماعية؟

من يقفل معمل فرز النفايات في النبطية ويمنع حماية بيئتها.؟ اليس سياسة تقاسم المنافع بين الحزب والحركة؟

من سرق رمول مدينة صور ومشاعاتها والمسرح الروماني فيها؟

من استباح شاطئ الصرفند وحوله ملكية خاصة؟

من يفرض خوة على كل مغترب لبناني أو مستثمر يريد ان يساهم بتنمية الجنوب وخلق فرص عمل فيه؟”.

في ختام الردود وفي المرحلة السابعة منها كان هناك اعترافات بالفساد ومحاولة لتبريره فكتب أحد الممانعين:

“هلا الحكي انو ما في بنى تحتية انا معك صحيح بس نحنا عطشنين بشرف وجوعانين بعزة وقاعدين بكرامة بس فيك تجاوبني اذا انت جيت نائب او وزير شو فيك تعمل بخصوص السرقة والنهب والبطالة بتفتح مستشفى بتشغل 10 20 1000 اي شو يعني حسستني انو ال سليمان كلهم ملائكة حبيبي شي طبيعي يطلع بنفس البيت محترم وبلا اخلاق ما تجي تهاجم وتجمل لونك حاكي عن الاهمال بس منوافقك بس تحكي عالحزب لولا الحزب كنت انت شبعت ماء بس عرضك… والا روح قدم عالمخترة بغزة بفلسطين وعيش هونيك”.

فيما كتب آخر “انا بقلك شو تغير عنا ببعلبك الهرمل، اولا صار في ناس تعرف الله بعد تأسيس حزب الله ، واكيد بتتزكر ايام البعث العراقي وشرب الخمر…

تانيا اصبح لنا كرامة بعدما كان الشيعة ما بيسترجو يرفعوا راسن شوف اليوم الكرامة التي اعطانا ايها الله”.

ليضيف ممانع ثالث “اذهب وطالب الدولة فهذه من واجبات الدولة ولو كانوا بمقدورهم تأمين المستلزمات الشعب لفعلوها وايران اقترحت على دولتنا الكريمة ان تمدها او تصنع معامل كهربا بأسعار زهيدة وتمدهم بالسلاح من دون مقابل رفضوا واما الماء فلدينا ثروة ولكن تذهب هدرا الى البحر ولا يستفيد من الشعب وعلى الدولو ان تبني سدود في كل نهر ويتم تجميع المياه وحتى ان تبيعه الى اول العربية ولكن لا حياة لمن تنادي وفهمك كفاية”.

هنا رد الدكتور سليمان “ايها الشتامون ماذا عندكم من اجوبة امام حقائقنا العنيدة. احبابكم راس الفساد ستتابعون الشتم دليلا ساطعا على افلاسكم وضعف حجتكم وغياب براهينكم”.

ليعلق في معرض جوابه على فكرة طرح أحد الممانعين حول قيام حزب الله بقتال اسرائيل وحمايته (أي حماية الدكتور سليمان) من التكفيريين، وفي سؤال حول دوره هو ومقاومته في ظلّ ما يقدمه الحزب، قائلاً:

“في كانون الاول سنة ١٩٧٤ كنت في كفرشوبا اقاتل اسرائيل وادافع عن لبنان لم تكن امل موجودة لم يكن حزب الله قد تاسس.. سنة ١٩٧٨ اجتاحت اسرائيل الجنوب بعد عملية اوتيل سافوي في تل ابيب التي قامت بها مجموعة دلال المغربي. كنت في محور مرجعيون اواجه تقدم الدبابات الاسرائلية الى راشيا الفخار مفرق سوق الخان. بعدها رابطنا في قواعد فتح في ابو قمحة وميمس وسفوح جبل الشيخ. في اجتياح ١٩٨٢ كنت على راس فصيل من ٣٠ مقاوما في الكفير وتم تدمير ٧ دبابات. حدث ذلك دون امل وحزب الله. غسلوا عقولكم وزوروا التاريخ وافهموكم ان المقاومة بدات بهم وتدوم معهم. كذابون ومزورون.

هل سألتم اين خضع حسن نصرالله لاول دورة تدريب عسكري. يوم كان نباتيا لا ياكل لحمة؟

هل سألتم عن عماد مغنية ومصطفى بدر الدين وعبد الهادي حمادة وطلال حمية وفؤاد شكر (محسن) من اي حركة سياسية اتوا؟

انتم مضللين. مغسولي الأدمغة. المقاومة كنا من روادها وهي مرتبطة بالدفاع عن الحرية حرية الانسان وحرية الاوطان وقد انحرفت عن طريقها يوم اصبحت مرتزقة في يد طهران وتدافع عن استبداد الاسد هذه لم تعد مقاومة. بل جيش للفتنة”.

في مواجهة هذه الحملة التي شنت على الدكتور حارث سليمان، كان هناك بعض المعلقين الذين بدأوا هجوماً عنيفاً ثم ما لبث أنّ هدأ الى حد طلب اللقاء بالدكتور.

هؤلاء الأشخاص هم الحسابات الحقيقية والشخصيات الواضحة الذين ناقشوا دفاعا عن حزب الله دون شتائم أو إسفاف.

السابق
الشيخ زغيب: نؤيد فرض القانون ولكن ليس على حساب لقمة عيش الفقراء
التالي
قرية «بينو» معلم أثري وسياحي في عكار