هادي الأمين لـ «جنوبية»: هكذا وثّقتُّ سرقة 30 مليون متر مربع من أراضي الجنوب!

لم تكفِ صرخات الجنوبيين طوال سنوات لوقف نهب المشاعات في الجنوب على مرأى من حزب الله وحركة أمل، وها هي لا تزال أراضي ملك الدولة يسرقها حزبيون وأقرباؤهم، و"على عينك يا تاجر"، بتواطئ بين بعض البلديات وبعض المخاتير وبعض النافذين وبغطاء سياسي من قوى الأمر الواقع.

هي قصة إبريق الزيت قصة «مافيات المشاعات» المنتشرة أيضًا في البقاع والشمال وعكار، وليست حصرا في جنوب لبنان حيث تفوح رائحة الفساد في المشاعات العامة المرتبطة بالمحاصصة الطائفية، لكن وجهها الأكثر وقاحة في جنوب العزّة والكرامة.
وقد عاد ملفّ التعدي على الأملاك العامة والمشاعات على الساحة مجددا بواسطة تحقيق إستقصائي، بل هو فيلم وثائقي بدات تروّج لعرضه قناة “الجديد”، أعدّه مراسلها هادي الأمين ليعيد الإضاءة على هذا الملف، وسيبث قريباً بعد نشرة الأخبار المسائية.
تحت عنوان “صوت الأرض- مشاعات الجنوب” ورد في الإعلان الترويجي للتحقيق الذي أعدّه الأمين وثائق تتحدث عن سرقة 30 مليون متر مربع تم تزوير ملكيتها بغطاء من قبل الثنائي الشيعي حركة أمل – حزب الله.

اقرأ أيضاً: ظاهرة التعديّ على المشاعات.. برعاية نواب الثنائيّة الشيعيّة

وفي حديث خاص لموقع “جنوبية” مع مراسل “الجديد” هادي الأمين لتكوين صورة عامة عن فكرة ومضمون هذا التحقيق، أشار إلى أن “هذه الفكرة جرى العمل عليها منذ أكثر من ستة أشهر بالتزامن مع ارتفاع صرخة الأهالي ضد السرقات والفساد المستشري”.
وفي التفاصيل فإنّ “التحقيق من إشراف وإنتاج شركة “ARIJ – إعلاميون من أجل صحافة إستقصائية عربية”، يتناول موضوع المسح العقاري الذي جرى بعد عام 2004 والتعديات والسرقات على أراضي الدولة، ويظهر التحقيق مساحات شاسعة من امتار المشاعات مسروقة من قبل مخاتير ونافذين بغطاء من قبل قوى الأمر الواقع وجميعها موثقة بالصوت والصورة والمستندات تؤكد جميع المعلومات المذكورة في التحقيق الإستقصائي”.

هادي الامين
هادي الأمين

كما لفت الأمين إلى أن “الأمور وصلت إلى أعلى مستوياتها لدى المواطنين الذين إختاروا رفع الصوت بدل العض على الجرح، سيما أنه لا القضاء ولا سياسيا حلّت الأمور “. وأضاف أن التحقيق يوثّق فضائح تتعلّق بالتزوير ورشاوى وتقاضي أموال وبيع أراضي املاك عامة وخاصة أيضًا في خمس قرى جنوبية”.
وشدّد على أن “الجديد ستتابع الملف حتى النهاية ولن يقتصر فقط على المشاعات الجنوبية إنما سيشمل أيضا التعديات على جميع الأراضي اللبنانية في الشمال وعكّار وحتى التعديات على الاملاك البحرية نظرا لأن البلد أصبح كله “منهوب”.
وعلى الرغم من تخوّف أهالي الجنوب من رفع الصوت والتحدث عن مافيات المشاعات قال الأمين إن “أهالي القرى يعلمون جيدا من المختار الذي سرق ومن يغطيه”.

اقرأ أيضاً: تحفة «الممانعين» في سرقة مشاعات المحرومين

وخلص بالإشارة إلى أن ” ملف سرقة المشاعات موضوع مهمّ يمس جميع الجنوبيين الذين يدركون جيّدا مدى خطورة هذه القضية”.
ي هذا الإطار، كان لـ “جنوبية” سلسلة من التقارير أعدتها سابقا تتحدث عن استيلاء العشرات على مشاعات في عدد من القرى والبلدات الجنوبية والشمالية بغطاء وبرعاية نواب الثنائيّة الشيعيّة ووزرائها. إذ تمّ الإضاءة على انتشار الفساد في ملف المشاعات في لبنان والمحاذير التي تحيط بهذا الملف لما له محظورات تطال رموز رسمية ومهمة في الدولة اللبنانية بالإضافة إلى أسماء عائلات تشارك بسرقة المشاعات العامة.

السابق
ضغوطات وحملات اعلامية ألغت مباراة ملكة جمال المحجبات
التالي
استهداف الفقراء في حي السلم تجاوز للخطوط الحمر من قبل من؟