حرب أمنيّة بين حزب الله والنازحين السوريين

نازحين
"ممنوع التجوّل بعد الساعة الثامنة مساءً". أمر أصدره حزب الله إلى النازحين السوريين في ضاحية بيروت الجنوبية، ثم عمّم هذا الأمر على جميع المناطق اللبنانية الواقعة تحت النفوذ الأمني والسياسي للحزب في الجنوب والبقاع تحديداً.

“ممنوع التجوّل بعد الساعة الثامنة مساءً”. أمر أصدره حزب الله إلى النازحين السوريين في ضاحية بيروت الجنوبية، ثم عمّم هذا الأمر على جميع المناطق اللبنانية الواقعة تحت النفوذ الأمني والسياسي للحزب في الجنوب والبقاع تحديداً.

ليلة الثلاثاء المنصرم كانت حافلة بالمطاردات الأمنية: اعتقل العشرات من اللاجئين السوريين في منطقة حارة حريك، بحسب شهادات عدد من المواطنين القاطنين هناك، بسبب انتهاكهم قرار منع التجوّل.

يلاحظ أنّ ذلك يترافق مع حملة تحريض تلوكها ألسنة السكّان من أجل دعم مشروعيّة هذا القرار، بسبب الخوف من تفجيرات جديدة: “ماذا يريد النازح السوري من التجوّل ليلاً بعد الساعة الثامنة؟ ولماذا؟”.

أسئلة يوجهها الأهالي ويحسبونها أسئلة ذكيّة. لكنّها، بالطبع، تخفي الكثير. ليس من الحقائق، بل الكثير من الهواجس التي زرعت في عقول المواطنين، وربطت بين العمليات التخريبية والتفجيرات التي تشهدها مناطقنا وبين الوجود السوري اللاجئ في لبنان هرباً من جحيم الحرب المستعرة في بلاد الشام منذ حوالى ثلاث سنوات.

ومع أن عملية التفجير الأخيرة الانتحارية المزدوجة التي استهدفت السفارة السورية لم يثبت فيها بعد أي تورّط سوري مباشر أو غير مباشر، إن من ناحية التنفيذ أو من ناحية التخطيط والتجهيز، إلا إنّ هاجس الخوف من السوري اللاجئ ما زال يدور في بال غالبية الناس الضاحية والجنوب والبقاع. ما جعل الكثير من العائلات السورية والشبّان السوريين بشكل خاص وجلهم عمال وفعّالة، يتعرضون لمضايقات أمنية شتّى، إن كان على المستوى الرسمي، أو على المستوى الحزبي، أو على مستوى التعدّي عليهم من قبل بعض شباب الأحياء البلطجيّة.

ويتمّ في بعض الأحياء الشعبية، التي لا تخضع لسيطرة حزبية رسمية، ومتروكة لسيطرة الزعران، في الضاحية تحديدا، يتمّ إجبار بعض العمال السوريين على دفع “خوّة” كنسبة مالية من إنتاجهم وتعبهم اليومي من قبل “فتوّات الأحياء” وقبضاياتها. أولئك الذين أخذوا على عاتقهم حماية الناس الموجودين تحت رعايتهم في تلك الأحياء الفقيرة الخارجة على سلطة الدولة بحكم أمر واقع ترسّخ منذ سنوات بعد انهزام الدولة في معركة “البناء العشوائي”  بأراضي المشاع وأراضي الغير.

ويؤكد أحد القاطنين على مدخل حارة حريك الغربي، أنّه جرى أمس الأول أيضاً توقيف سوريين اثنين عمدوا أثناء النهار إلى استغلال صعودهم إلى جسر المشاة الذي يكشف جزء كبير من طريق المطار وقاموا بالتقاط صور عبر هواتفهم النقالة.

بغضّ النظر عن صحّة الخبر أو عدم صحّته، إلا أنّ هذه الأقوال والشائعات إنما تدلّ على مدى التحوّل الذي طرأ في النظرة إلى الوجود السوري في لبنان. فهي أصبحت أكثر سلبيّة بعد تفجيري الضاحية وتفجير السفارة الإيرانية، رغم عدم إثبات وجود تدخّل حقيقي من قبل أي لاجئ سوري مقيم على الأراضي اللبنانية وتدخّلهم في ما جرى.

السابق
الطقس غدا قليل الغيوم مع ارتفاع بدرجات الحرارة
التالي
زيارة الراعي إلى إيران غير واردة إطلاقا