توصيات المرجعية الدينية في عاشوراء.. لكن لا حياة لمن تنادي!

الخطاب العاشورائي قيد النقد في رسالة المرجع السيستاني.. فهل ستكون الشافية؟

دعت المرجعية الدينية في النجف الخطباء في محرم إلى التركيز على ان العلماء سر قوة المذهب الامامي الجعفري، ولفتت الى اهمية تسامي المنبر الخطابي عن الخوض في الخلافات الشيعية. وذلك عبر بيان أصدره مكتب المرجع السيستاني يتضمن نصائح للخطباء في شهر محرم، مؤكدا على مجموعة نقاط لكل خطيب من على” منبر سيد الشهداء”. كما نقل موقع “شفقنا”. حيث يتحمل الخطباء المسؤولية الكبرى كونهم يجسّدون الوجه الاعلامي لعاشوراء ولمشروع الامام الحسين.

إقرأ ايضا: رموز وشعارات عاشوراء والسعر عشرة آلاف

ويتساءل البيان هل ان المنبر الحسيني يُجسد ويفعل هذه المسؤولية بما ينسجم مع مقتضيات الزمان ومستجدات العصر بحيث يحقق الاثار الحسينية الشريفة في النفوس والقلوب؟.

ومن هذه النصائح الطلب الى الخطباء بتنويع الاطروحات والموضوعات الروحية والتربوية والتاريخية. مع أهمية مواكبة الخطيب للثقافة المعاصرة وادراكه للشبهات العقدية والسلوكيات المتغيرة في مجتمع، مع تحريّ الدقة في نقل الروايات الشريفة من الكتب المعتبرة، وأهمية ترّفع الخطيب الحسيني عن الاستعانة بالاحلام والقصص الخيالية التي تسيء الى سمعة المنبر الحسيني، وإظهاره بصورة هزيلة لا تتناسب مع المستوى الذهني والثقافي للحضور، مع ضرورة الاعداد الجيد، واعتماد الاسلوب الجذاب في محادثة الجمهور، وطرح المشاكل الاجتماعية مع حلول لها، والتساميّ عن الخوض في الخلافات الشيعية في كافة المجالات، والتركيز على دور المرجعية والحوزة اللتان هما سرّ قوة المذهب الامامي.

هذه النصائح التي أوردها بيان مؤسسة المرجع السيستاني تحاول قطع الطريق على هواة المنابر الذين يروون ما يريدون دون رقيب او حسيب.

إقرأ ايضا: عاشوراء حزب الله دون ملعب الراية والخطاب مقاومة آل سعود

بالمقابل، يفصّل، الشيخ الباحث محمد عباس دهيني، تحت عنوان “أخطاء فادحة”، فيقول على صفحته الالكترونية: “من الخطأ الفادح الفاضح التنزُّل بالعِبْرة إلى مقام الإسفاف والابتذال، حيث تُطرح قضايا ومسائل هي إلى الخرافة والأساطير أقرب منها إلى الحقيقة والواقع، أو يغلَّف الغلوّ بغلافٍ من الولاء والحبّ لمحمّدٍ وآلِ محمّد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، لتطرح بعض المفاهيم السامية المقدَّسة، كمفهوم التوحيد، بصورةٍ قبيحة مشوَّهةٍ دانية، ويتحوَّل المجلس إلى مجلس شركٍ خفيّ، حيث تطلق بعض العبارات، من قبيل: «الحسين هو الله»”.

ويُعتبر المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، أبرز من نادى بالاستفادة من المنبر الحسيني للاصلاح والتغيير والتوعية، حيث قال في احدى خطبه: “لا بد للمنابر الحسينية أن تكون منابر تثقيف وتوعية وتحريك للواقع كله، وأن تكون منبراً للحق لا للباطل، أن تكون منبراً للعلم لا للجهل، وأن تكون منبراً للتقدم لا للتخلف”..

ربما بيان مكتب المرجع السيستاني، اضافة الى النص الذي يورده الشيخ محمد عباس دهيني على موقعه، وما أورد المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، ليس الاول ولن يكون الاخير، فيما يخصّ اسلوب احياء ليالي عاشوراء.

لكن المستغرب ان جميع المراجع الاسلامية الشيعية التي تدعو الى الاصلاح في الخطاب العاشورائي في واد، والخطباء والمنبريين في واد آخر، حيث لم يحد هؤلاء المنبريين قيد أنملة عن أساليبهم الخيالية والخرافية، والتي دفعت العديد من الكتّاب والمحلّلين الى نقد الخطاب العاشورائي.

إقرأ ايضا: حزب الله يطلق عاشوراء قبل موعدها في الضاحية!

وبالعودة الى التاريخ القريب، لا تزال الحرب التي فتحت بوجه المرجع السيد محسن الامين في الاذهان حيث طالب باصلاح الخطاب العاشورائي.

فهل سيصل الزمن الذي يسمح لجميع المذاهب والاديان باعتبار ثورة الحسين ثورتهم أيضا، ام ان الشيعة المغالون سيعمدون الى ابعاد الجمهور العام عن التعرّف الى الحسين كثائر أممي وعالمي؟

السابق
في الجامعة الأمريكية: استاذ يحقّر طالبته بسبب الحجاب!
التالي
البيت السعودي الداخلي تحت المجهر والخاشقجي يشهّر بقمع الحريات