أوّل ما يتبادر الى ذهن المواطن اللبناني عند طرح مفهوم الديموقراطية هو أنّها ببساطة نقيض للاستبداد والنظام الديكتاتوري. هذا الحس المرتبط بالكلمة أي الإحساس بالحرية يطغى على كل ما يمكن أن نفهمه من أي تعريف اكاديمي لها.
في بلدنا إنّ مفهوم المواطن للديموقراطية مختلط وغير دقيق. قريب للشكل و القشرة اكثر من قربه للمعنى الكلي.
إقرأ أيضاً: إطلاق برنامج دعم المساواة بين الجنسين
الديموقراطية باختصار هي ثقافة. ثقافة تاخذ شكلها كمبادىء وقيم وصولا لتحقيق اهداف. على كل مواطن لبناني الإيمان بالمبادىء والقيم والعمل على تطبيقها، وحين تنبثق السلطة من الشعب تسعى لتحقيق الأهداف تلك. إن كنت كمواطن تراها حرية .. عليك ان تشبك حريتك بالمسؤولية وعدم التعدي على حريات وحقوق الاخرين. إن كنت ترى انها تحقيق المساواة عليك أن تحترم النظام والمواطن الاخر ايا يكن. ان كنت تريدها تكافؤاً للفرص عليك ان تبتعد عن هاجس المحسوبيات وما يسمى الواسطة. إن اردت توزيعا عادلا للموارد ومحاربة الفساد تعلّم أن تنتخب صاحب الذمة والضمير الحي العادل النظيف. إن اردتها أن تنهي العنف والجوع وتخفض معدلات الفقر لا تلجأ لإستيفاء الحق باليد وعليك أن تؤمن وتثق بالمؤسسات.
ليست الديموقراطية سلعة مستوردة أو ثوبا جاهزاً، الديموقراطية أسلوب حياة يبدأ بفكرة ثم ينمو ويكبر حتى يصبح ثقافة وطابع حياة وأعراف يحفظها الجميع رغم أنّها ليست نصاً مكتوباً.
إقرأ أيضاً: الديمقراطية وحاكمية الله
*عضو المنظمة اللبنانية للدفاع عن المساواة والحقوق LOUDER
