العراق وإيران: تحالف عريق وتباينات مستجدة

إيران العراق
يتخوّف البعض من انشقاق داخل الساحة الشيعية بسبب التوتر بين العراق وايران حول مصالحهما المشتركة. فكيف يرى المحلل السياسي العراقي أحمد زكي اتجاه الامور؟

بعد تحرير الموصل من “داعش”، وتعاون السلطات الايرانية مع الحكومة العراقية في مختلف المجالات، خرج الى العلن الخلاف الشيعي- الشيعي فجأة، متمثّلا بزيارة حليف ايران السابق وتلميذها المشاغب مقتدى الصدر الى السعودية- وان كان هذا التحالف ثانويا- نظرا الى العلاقة القوية بين كل من الحكومتين في بغداد وطهران. اضافة الى التأييد الكامل لايران من قبل تيار السيد عمّار الحكيم، وتيار الرئيس السابق نوري المالكي، والعلاقات الايجابية مع رأس الدولة العراقية حاليا الدكتور حيدر العبادي، والسياسي ابراهيم الجعفري، وغيرهم من القيادات السياسية العراقية البارزة.
ولم تكن زيارة مقتدى الصدر للسعودية لتتفاعل، وتأخذ منحى خلافيّا لولا تعليق عدد كبير من المراجع الدينية منها فاضل البديري على مسألة السماح “الايراني- الحزباللهي” للدواعش بالعودة الى ديرالزور المدينة السورية القريبة من الحدود العراقية، والتي يمكن من خلالها عودتهم الى العراق من جديد. اضافة الى رفض السيد علي السيستاني استقبال موفد السيد علي خامنئي.
إذن، العلاقة الايرانية- العراقية تمرّ بمرحلة غير مرضية. فهل يمكن ان نتوقع نشوب أزمة بين الدولتين؟ وما الذي اوصل الامور الى ما آلت اليه من خلافات وتشنجات؟

اقرأ أيضاً: هل تمّ دُق الإسفين بين العراق وإيران؟

في هذا الاطار، يقول المحلل السياسي العراقي أحمد زكي “انا لا أؤمن ان العلاقات العراقية الايرانية وصلت الى درجة السوء الذي تتخيلينه، ولا يوجد أزمة حادة كما أتلمس من سؤالك”.
ويتابع “لعله هناك اختلاف في وجهات النظر، لكنها ليست أزمة يعكسها سؤالك، ولا يوجد انفصال بين الدولتين، ولكن هناك جهود منسقة ومشتركة لمواجهة الارهاب الذي يهدد الدولتين والمشروعين”.

ويؤكد انه “هناك تحديات تواجهها المنطقة سواء في العراق او في ايران يحاول تدمير الكيانين السوري واللبناني اضافة الى الايراني والعراقي. وهذا التحديّ مغلّف بغلاف طائفي معكوس، يُصوّر على انه غلاف طائفي”.

ويشدد بالقول “انا اعتقد ان إيران والعراق كلاهما يدرك انه لكلا الدولتين مصالح خاصة به، وهما يقدّران انه يمكن التفاهم والتنسيق بين بعضهما البعض، اضافة الى توحيد الجهود والمواقف، وهذا ما يتم العمل عليه”.
ويلفت الى انه “هناك دول أخرى متضررة من هذا التنسيق تحاول تخريبه، وقد لا يروقها ان يكون هناك تنسيقا مع الدول التي تشكّل خصومة معها”.

اقرأ أيضاً: كيف تمكنت إيران من شيعة العراق؟

ويردف “اننا نقول ان العراق مستقر ويتجه نحو تحقيق مصالحه بشكل جيد، ولا يؤثر هذا على العلاقة لا مع هذا المحور ولا مع ذاك”.

ويختم المحلل السياسي العراقي، بالاشارة الى انه “وان كانت هناك عقبات بسيطة، فهذا لا يعني ان علاقة العراق مع إيران تمنع بغداد من اقامة علاقات سوية مع كل من السعودية وأميركا. فهذه الامور سائرة بالاتجاه الصحيح، وهدفها المصالح الخاصة والاساسية للبلد والشعب معا”.

السابق
ستة مليارات دولار عجز في الموازنة… اذا أقرّت السلسلة بلا ضرائب!
التالي
دوافع سياسية وراء التحريض على العماد قهوجي والجيش مستهدف