لا لسنا جبهة واحدة مع الأسد يا نصرالله

في كلمة “عرض العمليات” (24/8)؛ قدّم السيد حسن نصر الله حزبه شريكاً مضارباً للجيش اللبناني، رغماً عن الجيش والسلطة السياسية في لبنان.

قال المتحدث باسم الجيش:”لا يوجد أي تنسيق بين حزب الله او قوات النظام السوري في هذه العملية”، وقال نصر الله: “بشكل متزامن أعلن الجيش السوري وحزب الله عملية (وإن عدتم عدنا).. التكامل بين الجبهتين اللبنانية والسورية هو الذي عجل بهذه الانتصارات.. لأننا نؤمن أن المعركة لا يمكن تجزئتها أو تفكيكها.. ونحن نتصرف على أساس أننا مصير واحد، وجبهة واحدة، وأمن واحد، ومعركة واحدة”.

الأغرب من ذلك؛ أن نصر الله سمح لنفسه أن يتحدث عن عمليات الجيش ويشرحها ويفصلها متراً متراً، وأن يقول ان “المقاومة هي التي قامت بتحرير العشرين كيلو متر من الأرض اللبنانية” الأولى للمعركة، و “أننا نتفاوض لتحقيق الأهداف التي خرجت قيادة الجيش اللبناني لتحقيقها، وقيادة الجيش السوري لتحقيقها، وقيادة المقاومة لتحقيقها، بمعزل عن كل هذه الشكليات التي يتوقف عندها البعض”، وصولاً إلى طلبه من الدولة اللبنانية أن تنسق علناً في مفاوضة داعش مع الدولة السورية، “ولكن هذا شرطه الطلب الرسمي اللبناني والتنسيق العلني وليس تحت الطاولة”، … وإن الانجاز “سيكتمل بناءً على المعادلة الذهبية جيش وشعب ومقاومة والآن سنضيف عليها الجيش السوري”. وأكثر من ذلك؛ لم يخف نصر الله غضبه من “السقوط الأخلاقي لبعض وسائل الإعلام” لأنها لا تذكر دور الحزب في المعركة.

أي وصاية على الجيش اللبناني أكبر من ذلك؟! ولنفترض جدلاً أن المتحدث باسم الجيش اللبناني أخفى واقعاً شاذاً يفرضه “حزب الله” على الجيش والوطن، وانه لم يكن دقيقاً في نفي التنسيق؛ فهل من باب الحرص المزعوم على الجيش أن يفضح نصر الله الواقع الشاذ ليظهر بطولاته و”إنجازاته” وليوظف دماء العسكريين في مشروعه السياسي؟!

السابق
التنسيق بين الجيش اللبناني وحزب الله يتمّ في بيروت وليس في الجرود!‎
التالي
صقر: لبنان لن يكون ممراً لتعويم الأسد