ذكرى تفجيري طرابلس: النظام السوري متهمٌ والوزراء اللبنانيون في دمشق!

في الذكرى الرابعة لتفجير مسجدي التقوى والسلام، هناك من يريد إعادة التطبيع مع النظام السوري غير آبه بدماء الأبرياء الذين سقطوا جراء الأعمال الارهابية التي يقف وراءها نظام الأسد.

لا جديد في ملف التقوى والسلام القرار الاتهامي صدر والمتهمون خارج السجون، أربع سنوات مضت وأهالي المدينة يتنظرون العدالة، في هذا السياق جدد رئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان الشيخ رائد حليحل عزاءه لأهالي الشهداء، وذلك في حديث لموقع “جنوبية”، ليؤكد مطالبتهم بعزم وبقوة الدولة اللبنانية بأن تقوم بواجبها نحو مواطنيها حول جريمة – بحسب تعبيره – كادت أن تودي بالعيش المشترك وبالآمن الهادئ في هذا البلد.

يؤكد الشيخ رائد حليحل أنّ هناك مماطلة وتباطؤاً في التعامل مع هذا الملف، لافتاً إلى أنّه مازالت بعض الوجوه البارزة والمرتبطة فيه ارتباطاً وثيقاً تسرح وتمرح وقد شوهدت في لبنان أحياناً ومراراً.

فيما يرى أنّ “الدولة اللبنانية لم تأخذ الخطوات اللازمة والكافية بالحد الأدنى على الأقل نحو النظام السوري الذي ثبت يقيناً أنّ كبار ضباطه والذين ما زالوا حتى الآن أعواناً لرئيس النظام هم الذين أرسلوا هذه المتفجرات وأمروا بها”.

ليتابع “لم أجد هناك احتجاجاً واحداً لدى السفارة ولا امتعاضاً من الدور السوري بل على العكس في هذه الفترة نجد سعي لتطبيع العلاقة مع النظام مجدداً وكأنّ دماء الشهداء ماء وليس لها قيمة عند الدولة اللبنانية للأسف”.

ويلفت الشيخ حليحل عند سؤاله عمّا إذا كانت طرابلس ما زالت مستهدفة بأمنها إلى أنّ “النغمة الدولية العالمية المشهورة والسائدة حالياً هي الحرب على الإرهاب، ولو كان العنوان صادقاً وحقيقياً و واقعياً لكنا من أنصاره لأننا من أكثر الناس المتضريين من هذا الإرهاب ونحن من أكثر الناس الذين بينوا عوار هذا التطرف والغلو والتشدد”.
معتبراً أنّه “ينبغي لدولة تحترم نفسها أن تحارب جميع صور الإرهاب وليس صورة معينة وتقتصر عليها وكأنها لا ترى إلا بعين واحدة، الإرهاب له صور متعددة ببلدنا للأسف والدولة تغض الطرف عن هذا الموضوع”.

ويشدد الشيخ حليحل أنّ “طرابلس ما زالت إلى الأن حقيقة تحت النار وما زال هناك بعض الأصوات التي تهدد حيناً وتتوعد حيناً آخراً”.

ليخلص أنّ هذه المدينة بحاجة إلى ما وعدت به الدولة ليس فقط من إرساء للأمن وإنّما أيضاً من إنماء متوزان يرتقي بها، إذ هناك بحسب قوله “تهميش لدور طرابلس وإقصاء لها وهذا الإقصاء ليس بريئاً وقد يكون له دوافعه ومنطلقاته الحزبية أو الطائفية البغضية التي نتمنى أن تزال من هذا البلد ليعيش الجميع بعدل ومساواة وكرامة”.

إقرأ أيضاً: ريفي لـ«جنوبية» في ذكرى تفجير المسجدين: الدولة مقصرة والمحكمة العسكرية تحاكم أولادنا فقط!

من جانبه أكّد مدير مؤسسة لايف المحامي نبيل الحلبي لـ”جنوبية” أنّه “هناك تقاعس في متابعة ملف تفجيري التقوى والسلام والتي هي عملية إرهابية بامتياز استهدفت مدنيين ومصلين أبرياء، وهذا الإهمال نأمل أن لا يكون متعمد لأنّه يستهدف شريحة معينة من الإسلاميين ويفترض من المسوؤلين عن هذه الأعمال الإرهابية أن يجدوا العقوبة المناسبة”.

مضيفاً ” من ناحية زيارة بعض الوزراء اللبنانيين إلى دمشق هذا مرده إلى إيهام بعض الجمهور اللبناني بأنّ الأمور استقرت لبشار الأسد في سوريا وهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق هم يحاولون إيهام جمهورهم بأنّ الأمور انتهت في سوريا لصالح النظام بالرغم من أنّ سوريا بدأت ضمن دائرة التدويل والانتقال السياسي نحو نظام آخر في المرحلة القادمة”.

وأوضح الحلبي أنّ “حلفاء النظام السوري في لبنان بالرغم من مساندتهم العسكرية للنظام إلا أنّهم لم يحققوا شيئاً سوى ربط نزاع بالدم بينهم وبين الشعب السوري وبالتالي هم مدينون لجمهورهم بتقديم جردة حساب حول إنجازاتهم في سوريا، فلم يجدوا سوى محاولة إعادة نظام الوصاية إلى لبنان وزيارة دمشق ليوهموا أنّ الأمور قد انتهت وأنّ لبنان بات تحت سيطرة النظامين السوري والإيراني وهذا عبارة عن وهم ليس إلا وبيع الوهم إلى الآخرين”. ليلفت إلى أنّ هذا من حيث الناحية السياسية..

ويتابع الحلبي “أما فيما يتعلق بالناحية الوطنية والقضائية لا يجوز في أي حال من الأحوال أن يقوم مسؤولين لبنانيين بزيارة النظام السوري وهناك قادة أمنيين مطلوبين للقضاء اللبناني بتهم ارتكاب جرائم ارهابية وبتفجير دور عبادة ومحاولة اغتيال رؤساء أديان وغيرها، من هنا نتمنى على الوزراء الذين يذهبون إلى دمشق أن يأتوا على الأقل بكامل بيان هوية علي المملوك المطلوب للقضاء اللبناني”.

إقرأ أيضاً: بعد ثلاث سنوات ماذا يقول الناجون من تفجيري «التقوى» و «السلام»

هذا وختم مشدداً أن “هذا الأمر بالطبع خيانة للشعب اللبناني، الاتهامات الموجهة إلى علي المملوك وغيره من القادة السوريين في النظام السوري هي اتهامات إرهابية بارتكاب جرائم ارهابية ضد مواطنين لبنانيين من جميع الطوائف، من محاولة اغتيال البطرك إلى تفجير موائد رمضان وصولاً إلى قتل نواب واغتيال علماء دين، كلّ هذا يستهدف الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان وبالتالي زيارتهم بمثابة خيانة للشعب اللبناني بشكل عام”.

السابق
محمد اسكندر يطلق أغنية بعنوان «مصاري»
التالي
الحلبي في ذكرى تفجيري طرابلس: الزيارات إلى سوريا خيانة