عمليات الدهس في اوروبا: ارهابية وقليلة الكلفة!

تلجأ التنظيمات الإرهابية في الآونة الأخيرة إلى إعتماد آلية الدهس للمارين كصيحة جديدة في عالم الإرهاب الدامي والمأساوي

تتفنّن الجماعات الإرهابية بأساليبهم الدامية في إراقة الدماء وإستباحة الدول الآمنة وقتل الأبرياء، وقد برز مؤخرا في عالم الإرهاب ظاهرة دهس المارة بسيارات أو شاحنات كان آخرها  الاعتداء الإرهابي الذي شهدته مدينة برشلونة الإسبانية والذي راح ضحيته 13 قتيلا وحوالي مئة جريح.
فبعد أعمال داعش الإرهابية من تفجيرات وهجوم مسلح التي اجتاحت العالم على مدار العامين المنصرمين والتي أصابت العالم الغربي بحالة من الريبة والزعر من كل ما هو شرقي أو إسلامي.  ارتفعت معدلات عمليات الدهس بشكل مطرد خلال العامين المنصرمين، خاصة منذ الاعتداء الذي شهدته مدينة نيس الفرنسية في تموز 2016.
لكن البارز أن يد داعش أصبحت تمتد نحو الدول الآمنة والسياحية والبعيدة كل البعد عن الصراع “الإسلامي” –  الغربي الذي لطالما إتخذته كذريعة لتبرير اعمالها الإرهابية.

إقرأ ايضًا: الإرهاب الإسلامي»… حقيقة أم اتهامات باطلة؟»

فقد شهدت بريطانيا عملية دهس قام بها 3 أشخاص يقودون حافلة باتجاه مشاة على جسر لندن مساء يوم 3 حزيران قبل أن يطعنوا أفرادا في حانات ومطاعم بالقرب من سوق بروج.
كما تعرّض السويد لحادثة مماثلة حيث اقتحمت شاحنة مسروقة منطقة للمشاة في وسط ستوكهولم في 7 نيسان.
كذلك ألمانيا، حيث استهدف سوق أعياد الميلاد في برلين في عمل إرهابي في 19 كانون أول ما أسفر عن مقتل 12 شخصا.
إضافة إلى النمسا وهولندا كلها حوادث إرهابية نفذها إسلاميون وتبناها تنظيم الدولة وجميعها أسفرت عن وقوع مآسي إنسانية. والمستغرب أن المعتدين أغلبهم من الجاليات العربية والإسلامية المقيمة في الدول الأوروبية على الرغم من الرعايا والحرية التي يتمتعون بها في تلك الدول والمفقودة غالبا في بلدهم الأم.
فما سبب لجوء المتطرفين الإسلاميين إلى هذه الآلية؟ وما وراء استهداف دول الغربية البعيدة عن الصراع الإسلامي – الغربي؟

إقرأ ايضًا: حمى الإرهاب تجتاح أوروبا… أين «داعش» منه؟

وفي مقابلة لـ “جنوبية” مع امين عام التحالف المدني الاسلامي احمد الأيوبي الذي رأى أن إعتماد الجماعات الإرهابية على أسلوب الدهس يعكس تراجع امكاناتهم اللوجستية والتقنية المعتمدة على التفجيرات واطلاق النار”. وتابع “فالواضح فقدانهم قدرتهم على تصنيع الاسلحة النارية شديدة التأثير بفضل جهود الدول لمكافحة هذه الإعتداءات، كما تشديد الدول الغربية  الاجراءات الاحترازية  التي صعبة على الارهابيين مهماتهم  فما كان لهم سوى اللجوء على عمليات الدهس“. وأشار أن “أسلوب دهس الآخرين لا يستلزم الحصول على متفجرات أو أسلحة ويمكن أن ينفذه مهاجم بمفرده دون استخدام شبكة من المتطرفين وكل ذلك يقلل خطر تنبيه الأجهزة الأمنية”.
وعن غاية هذه الجماعات رأى الأيوبي أن “تنظيم القاعدة وداعش واضح ان لها ارتباطا بالنظام السوري وإيران وكل العمليات الإرهابية تخدم هذا المحور، إذ يتم استخدام داعش من قبلهم كجزء من إستراتيجية  التدمير في المنطقة العربية”. وأضاف “مهمة داعش تشويه صورة المسلمين السنة في الدول الغربية وتصويرهم أن لا يقدرون السلام والتحضّر ويسيؤن للدول المضيفة لهم وهو ما يخدم النظام الإيراني والأسدي لكي لا يبقى للعالم خيار سوى الأسد للقضاء على داعش وفي الواقع هم ينتجوه”.
من ناحية أخرى كان لـ “جنوبية” حديث مع رئيس التجمع العالمي للعلماء المسلمين المقاومين الشيخ ماهر حمود الذي رأى أن الدافع الرئيسي لإستهداف “داعش” الدول الغربية الشبه محايدة عدم قدرته على إختراق امن دول أخرى التي شدّدت اجراءاتها الأمنية مع موجة الإرهاب التي ضربت العالم الغربي مؤخرا وهو الأمر الذي صعب إدخال العبوات الناسفة والمواد المتفجرة الأمر الذي حال إلى اعتماد عمليات الدهس”. لافتا إلى أن ”  “هذا النوع من الاعتداءات لا يحتاج لاستعدادات خاصة فهو منخفض التكلفة جدا وفي متناول أي شخص”.
اما عن دوافع هذه الجماعات قال حمود إن “هؤلاء يفتقدون القدرة على التفكير المنطقي والعقلاني وما يبرر افعالهم شهوتهم لإراقة الدماء وإلحاق الأذى بالمدنيين”.
كما تطرق حمود إلى مسألة قيام هؤلاء الإرهابيين بإجتزاء نصوص قرآنية والإجتزاء منها لتبرير  أعمالهم التي لا تمت للإسلام وتعاليمه بصلة مشيرا إلى ضرورة نشر الوعي ومحاربة هذا الفكر المتطرف”.

السابق
إلهام شاهين: كنت في معرض دمشق خلال القصف ونجوت من الموت!
التالي
دريد لحام يدخل مواقع التواصل الاجتماعي!