«قرطبة دو جنيف» السويسرية تجمع السنّة والشيعة في بيروت

ما سرّ سعيّ المؤسسات الاوروبية الى جمع السنة والشيعة تحت اطار واحد في بيروت؟ وماذا يقول الشيخ محمد حسين الحاج عن وثيقة ملتقى الجمعيات الانسانية التي ستعلن في 17 الجاري في نقابة الصحافة؟

تعرّف مؤسسة قرطبة في جنيف عن نفسها بالقول، انها “منظمة ذات هدف غير تجاري مقرّها جنيف، وبحسب قانونها الأساسي، تهدف المؤسسة الى ترقية التبادل بين الثقافات والحوار بين الحضارات، والمساهمة في البحث والنقاش حول سبل تحقيق السلام في العالم وإلى تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات والبحوث والمناقشات بشأن القضايا المتعلقة بالصراعات.

إقرأ ايضا: السنة والشيعة في العالم: كيف يتوزعون؟

تأسس فريق عمل المؤسسة عام 2002، حيث يرى أن هناك نقص في رأس المال البشري، والآليات والمؤسسات التي تعمل على التحول غير العنيف للصراع، وتهدف إلى تعزيز الحوار البنّاء بين الأطراف الفاعلة في العالم العربي والإسلامي وفيما بينها.

يقع مقرها في جنيف بسويسرا، ويعمل مع شبكة واسعة من الشركاء، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني ومراكز البحوث والمؤسسات والحكومات والأفراد وغيرهم على دعم الأنشطة التي تبنيّ الثقة وتؤيد الاحترام المتبادل والمصالحة، ويدير فريق العمل الدكتور عباس عروة.

واليوم، وبرعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري تعلن “مؤسسة قرطبة في جنيف” عن تأسيس ملتقى الجمعيات الانسانية في بيروت المؤلف من عدد من الجمعيات العاملة في لبنان المتنوعة الانشطة وهي: المجمع الثقافي الجعفري للبحوث والدراسات وتعارف الاديان، وجمعية سوا للتنمية، وائتلاف الجمعيات الخيرية في لبنان، ومؤسسات السيد فضل الله للخدمات الاجتماعية، وجمعية الارشاد والاصلاح الخيرية الاسلامية، واتحاد الجمعيات الاغاثية والتنموية URDA، في نقابة الصحافة حيث سيكون انطلاق العمل بين هذه الجمعيات مجتمعة وبين مؤسسة قرطبة.

لكن هذه المرة النزاعات بين المسلمين أنفسهم، خاصة بعد الصراع السني-الشيعي في البلاد العربية الآخذ في التطور، بعيدا عن النزاعات السياسية، بل تقتصر اعمال الملتقى على الاعمال المشتركة التي تزيل عوارض الاشتباك الديني.

قاسم قصير

وفي اتصال مع الاعلامي قاسم قصير، قال لـ”جنوبية”: “مبادرة قرطبة في جنيف مؤسسة معنيّة بمعالجة النزاعات في المنطقة وتشجع على النشاطات المشتركة، وقد اعتبرت المؤسسة المشاكل لها الاولوية، فاشتغلوا على هذا الموضوع، وعلى هذه المبادرة في نشاط مشترك. مع اهمية القول انه يشارك في التنسيق الأب هادي غنطوس، والاستاذة بشرى الدويهي. أي أن المبادرة غير مقفلة، وهي مبادرة تأسيسية”.

ويضيف انه “كانت المؤسسة قد انطلقت في عملها من خلال موضوع الموقوفين الاسلاميين في السجون اللبنانية بالتعاون مع كل من لقمان سليم والمحامي نزار صاغية”.

ويشرح ان “موضوع خدمة اللاجئين هي الاساس في ملتقى الجمعيات، حيث يركزون على قضية اللجوء بشكل عام، وعدم الاكتفاء بالمسألة المعيشية، واهم ما في هذه التجربة انها تستكمل تخفيض التوترات المذهبية من خلال القيام بأعمال مشتركة ميدانيا. فثمة اتفاقية مشتركة ستوّقع في نقابة الصحافة في 17 آب الجاري”.

واعلن عن “اجتماعات هذه الجمعيات للمرة الاولى في استانبول، وفي المرة الثانية في جنيف، اما الاجتماع التأسيسي للملتقى كان في بيروت، وكان الجامع بين هذه الجمعيات هو النشاط الاجتماعي، واشتراط عدم وجود مؤسسات لها طابع سياسي كحزب الله او الجماعة الاسلامية مثلا. لكن يوجد من يمثّل السنّة كجمعية الارشاد وغيرها، ومن يمثّل الشيعة كالشيخ محمد حسين الحاج”.

من جهة ثانية، كان لـ”جنوبية” لقاء مع رئيس المجمع الثقافي الجعفري للدراسات والبحوث وتعارف الأديان الشيخ محمد حسين الحاج، العضو المؤسس للملتقى، الذي اكد ان “هذه الجمعيات المشاركة في الملتقى اجتمعت بعد ان رأت وضع الفقراء في لبنان، وخاصة لجهة اللاجئين، بعيدا عن المذهبية وبمبادرة قوية من مؤسسة “قرطبة في جنيف” برعاية السفارة السويسرية التي التقت لتشكل الملتقى للجمعيات، فاجتمعنا معا بعيدا عن المذهبية برعاية سويسرية. والاتفاقية التي وضعناها عبارة عن فضاء حواري اسلامي- اسلامي لمؤسسة دولية اسلامية، علما ان المساعدات هي لكل الفئات”.

و”قد اقتصر العمل على الجمعيات التي تقوم بالعمل الاجتماعي، حيث نقدّم الادوية والاغذية والطعام والمأوى والمدارس، بالاضافة الى اللقاءات الحوارية الفكرية التي تعبّر عن المحبة والسلام”.

ويرى العلامة الحاج انه “وفي حال الاختلاف يكون التصويت هو الحل”. و”يجتمع الاعضاء في عدة اماكن متفرقة في بيروت، اذ لا مركز رئيس لنا الى الان”.

ويتفاءل العلامة الحاج جراء هذا العمل المشترك لان “المنضوين تحت اطار الملتقى لا يتأثرون ولا يخضعون للسياسات الحزبية، لذا يتأمل خيرا من هذا الملتقى”.

إقرأ ايضا: «شيعة رايتس ووتش» منظمة إعلامية مقرّها واشنطن

وبرأيه “القرار السياسي لا يرتبط بأيّ من الجمعيات في الملتقى، وكان التوافق ان نخرج من الاطار السياسي”.

وختم العلامة الحاج ردا على نوعية الخدمات التي ستقدمها مبادرة قرطبة، قال “لا يتعدى دور مؤسسة قرطبة سوى جمعنا مع بعضنا البعض”.

السابق
بالصور: أشهر المدن والمعالم السياحية في لبنان
التالي
كيف سيغيّر حزب الله القرار 1701؟