كيف سيغيّر حزب الله القرار 1701؟

نجح حزب الله بإستنزاف القرارات والإتفاقيات الدولية المتعلقة في لبنان، بداية من إتفاق الطائف وصولاً إلى قرار 1701 الذي ينص على جعل منطقة الجنوب اللبناني خالية من المظاهر العسكرية المسلحة غير الرسمية.

فبحسب موقع “ذا هيل” فإن حزب الله تمكن من تغيير المعدلات الإقليمية في سوريا ولبنان وصولاً إلى العراق واعاد موضعة القرارات الدولية كي تصب لصالحه.

يقول المحلل السياسي جوش ليبوسكي في مقاله الذي جاء بعنوان “حزب الله مستمر وقرار 1701 مستمر بالسقوط” إلى ان القرار صدر عن أعلى قيادة دولية، يلزم لبنان بتجريد الجنوب من السلاح، إلا أن القرار فشل بشكل مذهل، حيث ان حزب الله صار يعاني من تضخم أسلحته الثقيلة التي تزوده بها إيران.

اقرأ أيضاً: «هايلي» و«اليونيفيل» و«حزب الله».. من الرابح؟

يضيف الكاتب ان الحرب بدأت عندما قام حزب الله بتنفيذ مهمة عسكرية داخل المستوطنات الإسرائيلية، وجاء القرار الدولي لضمان إستقرار منطقة الجنوب بمساعدة اليونيفيل والحكومة اللبنانية، ولكن الحرب السورية بدلت الموازين، وقلبت القوى العسكرية في سوريا ولبنان، وأصبح حزب الله يمتلك منظومة صواريخ يبلغ حجمها 130 ألف صاروخ.

يشير المقال إلى اتفاق الطائف الذي وقع بين القوى اللبنانية المسلحة، بحيث طلب الإتفاق بسحب السلاح من الجميع، ورغم هذا فإن الحكومة اللبنانية في الوقت الراهن توافق على وجود سلاح حزب الله، وضمه إلى استراتجية لبنان الدفاعية.

وبحسب الكاتب فإن حزب الله بات ظهوره المسلح علنيا من جديد وينشر منصات صواريخ ثقيلة على طول الحدود اللبنانية الإسراائيلية، ويقوم برحلات إعلامية إلى الحدود برفقة ضباط من المؤسسات العسكرية الرسمية، ويدعو جوش ليبوسكي مجلس الامن إلى تطوير مهمته العسكرية في لبنان، وتغيير المهام الموكلة إلى قوات اليونيفيل.

من جهة اخرى، تحدث الصحافي عبدالله قمح عن ضوء اخضر اميركي لمحاصرة حزب الله، على مختلف المستويات الدبلوماسية والعسكرية، وبحسب قمح فإن سفيرة أميركا أليزابيث ريتشارد أرسلت تحذيرات إلى المرجعيات السياسية في لبنان تحذرهم فيها من ويلات القبول بالتعاون الامني والعسكري بين حزب الله والقوى المسلحة الرسمية.

الحرب السورية

كذلك تحدثت التقارير الصحفية عن نيّة اميركا إدخال تعديلات إلى القرار 1701، وتغيير مهام قوات اليونيفيل، وتوسيع نطاق عملها كي تصل إلى الحدود الشرقية.

وكانت كشفت صحيفة هآريتس الإسرائيلية ان لقاءات سرية جمعت الولايات المتحدة وروسيا واسرائيل في العاصمة الأردنية عمان، قبل اعلان اتفاق خفض العنف في منطقة جنوب سورية بداية شهر تموز الفائت.

وطالبت إسرائيل اثناء تلك اللقاءات أخذ مصالحها الأمنية بعين الاعتبار، وان يكون اتفاق تبريد الجبهات المزمع تنفيذه طويل المدى، مشددة على إبعاد القوات الإيرانية وقوات حزب الله وباقي المليشيات الشيعية من الأراضي السورية كليا، وليس فقط على مسافة 20 كلم من الحدود مع الجولان.

اقرأ أيضاً: هل سيتعرّض لبنان لحصار اقليمي بسبب حزب الله؟

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو غضب وهاجم الاتفاق بعد ان تسلم نسخة من المسودة، بعد ان لحظ أن الاتفاق لم يتطرق إلى الوجود الإيراني في سوريا ولم يأخذ المصالح الأمنية الإسرائيلية بعين الاعتبار، بل ان ان الاتفاق الروسي الأميركي سوف يعمد الى تكريس النفوذ الايراني في سوريا في المرحلة القادمة.

هذا وأعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون يوم الأربعاء الماضي، أن بلاده لن تتعاون مع روسيا في سوريا إلا بشرط إخراج القوات الإيرانية منها.

 

السابق
«قرطبة دو جنيف» السويسرية تجمع السنّة والشيعة في بيروت
التالي
ناشطو حزب الله وحركة أمل: تخوين واتهام بالعمالة!