هل يوافق حزب الله على التدخل الأميركي في مواجهة«داعش»؟

هل يمكن ان يقصف التحالف الأميركي جرود راس بعلبك للقضاء على «داعش»؟ وماذا يقول العميد المتقاعد النائب في كتلة الوفاء لمقاومة الوليد سكرية؟

بعد القضاء على النصرة في جرود عرسال، تنطلق المفاوضات بشكل غير مباشر مع “داعش” لإقناع ارهابييه بمغادرة جرود رأس بعلبك والقاع دون معركة، وعملية التفاوض هذه اعلن عنها اللّواء عبّاس إبراهيم الذي كشف عن أنّ ثمة وسيط للتفاوض مع “داعش”.

أقرأ ايضا: النصرة أجلى جرود عرسال وجرود رأس بعلبك تنتظر تحريرها من داعش

ويبقى ملف العسكريين المخطوفين أساس أية عملية تفاوضية بين “داعش” والجيش اللبناني، بموازاة الترتيبات اللوجستية للمواجهة التي باتت متوفرة.

فالجيش حشدَ في الخطوط الخلفيّة ما يقارب أربعة آلاف عسكريّ موزعين على فوجيّ المغاوير والمجوقل، وعلى فوج التدخل الأول، واللواء التاسع، وفوج المدفعية المعزز بالمدرعات. ما يعني اهمية البحث عن تأمين دعم من الجو، وإسناد ناري جوي يبدأ بتدمير القبضات الصاروخيّة المضادّة للدروع وإسقاط المواقع الكاشفة لمحور تقدّم الجيش، درءا لعمليات القنص، مع تأمين مظلة جوية وزنار نار يحمي العسكر. وقد اختبر الجيش في سبيل ذلك طائرات “السيسنا” التي نفّذت إغارات نحو عدد من الأهداف على شكل استطلاع ناري. فهل سيستعين الجيش اللبناني بطائرات الجيش السوري التي قصفت مرتفعات بلدة قارة، لاجل القيام برميات جوية سورية تستهدف المواقع المحتلة من «داعش»؟

إقرأ ايضا: ربحنا الأرض وخسرنا المزيد من السيادة

لكنّ ثمة لاءات سياسية رافضة للتنسيق بين الجيش اللبناني والسوري، فكيف سيمكن حلّ هذه العقدة الشائكة في ظل الرفض الرسمي اللبناني التنسيق مع الجيش السوري، حيث اقترحت جهات مسألة الاستفادة من قوّات التحالف الدولي الموجودة في سورية والعراق عبر طلب رسمي، لتوفير مؤازرة جوية للجيش خلال العملية.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يوافق حزب الله على هذا الطرح؟ الا يؤدي ذلك الى أزمة داخلية تعكّر صفو التوافق السياسي الذي رافق معركة جرود عرسال؟

مع الاشارة الى ان «داعش» منفلش على مساحة تُقدر بـ195 كلم مربع، تضاهي بجغرافيتها تلك التي في جرود عرسال، حيث تتمركز غالبية مواقع التنظيم والتي تُقدر بـ35 موقعاً على سفوح جبلية قاسية ومرتفعة كـ”حليمة قارة” 2400م، تبدأ من آخر قاطع في وادي حميد، أي في الجزء الجنوبي للإمارة لتطل مواقعه على معبر الزمراني ووادييّ ميرا ومرطبيا، وتمتد شرقا إلى جرود بلدة قارة والجراجير السوريتين، وشمالا إلى جرود القاع، فيما يتوزع مقاتلو داعش على ثلاثة قواطع عسكرية هي الزمراني، ومرطبيا- جرود قارة- الجريجير.

في هذا الاطار، يرى العميد المتقاعد الوليد سكرية، ابن بلدة الفاكهة الحدودية، ان “المعركة ضد “داعش” لن تتم دون التنسيق مع الجيش السوري، لانه اذا كان يجب اخراجهم من لبنان فحكما يجب التنسيق مع الجيش السوري، وإلزامي ان يكون الجيش السوري مشاركا، وأقله بين الجيشين السوري واللبناني بسبب طبيعة الحدود”.

“علما ان المقاومة والجيش اللبناني قادران على تحقيق الانتصار في هذه المعركة المنتظرة، خاصة في ظل وجود طيران سوبرتوكانو، اضافة الى ان الجيس السوري سيضرب “الدواعش” من الجهة السورية”.

و”حزب الله قادر على ان يقوم بالمهمة، لكن الدولة اللبنانية، رأت انه من المُعيب ان يحرر حزب الله كامل الأرض،  علما الجيش اليوم بوضعيّة الدفاع فقط”. و”نحن نرّحب بمشاركة المقاومة مع الجيش في المعركة، وقد يعمل الجيش السوري من داخل الاراضي السورية”.  

وبرأيي “لا يمكن طرد “داعش” من لبنان نحو سورية، ومن يطالب بأن يقوم الجيش بالمهمة دون التنسيق مع الجيش السوري فهو جاهل”. لان “المعركة ليست في لبنان فقط، هي معركة تجري بالاتجاهين، فالجيش السوري سيكون على الجبهة الأخرى ليمنع دخولهم الى الاراضي السورية التي تحت سيطرته”. ويشير العميد المتقاعد سكرية الى ان “المعركة مع “داعش” أصعب وأقوى من المعركة مع النصرة”. “وبالتحليل، يجب ان تكون المعركة بالتنسيق مع الجيش السوري”.

إقرأ ايضا: من انتصر ومن هزم في معركة «الجرود»؟

ويختم سكرية “لا يمكن ان نقبل ان يقوم التحالف الدولي بضرب المواقع في الجرود، ومن يدعو الى هذا العمل فهو جاهل، لان التفاهم الروسي- الاميركي حدد المناطق التي يمكن للتحالف ضربها، وطبعا يتم ذلك بموافقة الروس، وهذه المنطقة اصلا تحتاج الى موافقة رسميّة سورية، لان الاجواء السورية غير مفتوحة امام طيران التحالف ليصل الى الاجواء اللبنانية”. 

السابق
مزيد من التعزيزات العسكرية للجيش اللبناني إلى منطقة تلال القاع
التالي
من قال بأن حزب الله لا يريد الدولة!