قتيل أم شهيد؟

حزب الله
معركة جرود عرسال الدائرة الان على الحدود اللبنانية السورية بين حزب الله اللبناني وجبهة النصرة السورية المصنفة دوليا ارهابية، أشعلت جدلا لبنانيا حادا حول صفة المقاتل من حزب الله الذي يسقط في الميدان ان كان شهيدا كما تنعاه مواقع الحزب واعلامه، أم قتيلا كما تسميه التلفزيونات ووسائل الاعلام المناوئة له.

بعض الوسائل الاعلامية صنفت مقاتلي حزب الله الذين سقطوا بـ”قتلى” ما خلّف نوعا من الغضب لدى جمهور الحزب وانصاره.

ومن هنا ولمعرفة سبب هذه التنقاضات الحاصلة بين الوسائل الاعلامية قامت جنوبية بالتحدث مع الصحافي نوفل ضو الذي اكد ان” المشكلة ليست بتصنيف الشباب الذين يسقطون بالمعارك الحاصلة ان كانوا شهداء ام قتلى معتبراً ان “البلد اليوم كله قد اصبح شهيداً”.

اقرأ أيضاً: ما بعد جرود عرسال..

ليؤكد ضو ان الشباب الذين يسقطون في المعارك هم شهداء قائلاً”هؤلاء الذين يسقطون في جرود عرسال هم شهداء ولكن شهداء سياسة حزب الله وسياسته.”

ليرى ضو ان” هذه التناقضات تعكس خلافات كبيرة وليست فقط تعبير لغوي فهي تعابير سياسية طويلة عريضة تعكس تناقضات كبيرة قائمة في البلد، هي أكبر دليل بأن سياسة حزب الله هي سياسة غير موافق عليها عند بعض اللبنانيين.”

ليؤكد بعدها ان” الخلاف الحاصل يعكس خلاف جذري بالنظرة الى البلد والاستراتيجية والسياسة القائمة بداخله.”

وختم ضو قائلاً ان ” االشباب الذين يسقطون في جرود عرسال هم شهداء حالة الخلاف الوطني حالة الانقسام القائمة في البلد بسبب سياسة حزب الله واستراتيجيته.”

ومن جهة الصحافي وفيق هواري أكّد لنا ان “من ناحية المهنية نستخدم الاسم وليس الصفة، وبالتالي الكلمة الصحيحة بالعمل الصحافي هي قتيل بغض النظر عن الجهة التي نتحدث عنها لذا على الصحافي نقل الخبر من موقع حيادي باستخدام كلمات محايدة مع اسماء دون صفات لذا يجب ان نستخدم كلمة “قتيل” بغض النظر عن الجهة التي ينتمي اليها والموقف السياسي الذي ينتمي اليه”.

وتابع هواري قائلاً ان” الشهادة هي صفة تطلق على كل قتيل قد قضى لاهداف محددة تؤمن بها جماعة معينة، ومن هو قتيل بوجهة نظر اولى هو شهيد من وجهة نظر الثانية، ومن هو شهيد بوجهة نظر هو قتيل من وجهة نظر الجهة الثانية.”

موضحاً كلامه باعطاء مثل عن فلسطين واسرائيل قائلاً ان “الفلسطينيين يقولون عن الاشخاص الذين يموتون عندهم شهداء باعتبار انهم يستشهدون من اجل قضية مقدسة اما الاسرائيليين فيصنفونهم بالقتلى وبعتبرون قتلاهم هم شهداء باعتبار انهم يدافعون عن ارضهم حسب تعبيرهم،ليتابع كلامه “وانا كصحافي ليس لي علاقة بموقفي تجاه اسرائيل او فلسطين او موقفي من حزب الله وغيرهم”.

اقرأ أيضاً: حزب الله في طريقه نحو حسم المعركة في جرود عرسال

ليختم هواري كلامه قائلاً” ان كان لدي وجهة نظر معيّنة واريد كتابتها استعمل الصفة وليس الاسم وهنا لا اكون قد نقلت خبرا صحافية وانما وجهة نظر.”

ليرى بعدها هواري ان “وجهة النظر تختلف باختلاف الاتجاه سياسي التي ينتمي اليها الصحافي.”

السابق
الحريري في واشنطن: لإعمار سوريا من لبنان…
التالي
حملة لإزالة التعديات والمخالفات على شبكة الكهرباء والطرق في برج البراجنة