ولاية «أرزان»: سقوط 14 آذار.. لبيك نصرالله!

لنكسر اقلامنا، ولنغلق مواقعنا الالكترونية، وليتحوّل الفيسبوك لصور ونكات فما لنا نحن "الشعب المعتر" بالسياسة، أما شاشة تويتر فمتاحة لنا كمنصة لمشاركة ما يقوله الزعماء لا للتعليق سلباً وإنّما للتصفيق وفقط للتصفيق.

تذكّر أيها اللبناني قبل أن تكتب أيّ تدوينة فيسبوكية أو تويترية أنّ مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية واقف خلف الباب، وأنّ تعهداً سوف توقعه وأنّك سوف تغرّم، لذا إياك أن تخدش ألوهية أيّ من الشخصيات السياسية ولا سيما تلك التابعة للتيار الوطني الحر، مجّدها صلّ لها أو صلّب لا فرق، وردد بشكل يومي “الحمد لله على نعمة جبران باسيل”!

إنتبه أيها اللبناني، من لايك يسقط في غير مكانه، أو مشاركة خاطئة يأخذك إليها “الماوس” سهواً، مما قد يجعل مصيرك مشابهاً لما حدث مع أهالي الولاية الديكتاتورية الحكم الواقعة في شرق موزمبيق وأقصد بها ولاية “أرزان”، التي تحكمها عائلة “جون” البنفسجية فيترأسها العم فيما يدير مفاصلها الصهر!
في هذه الولاية، يتفشى الفساد، ويعمَ الظلام، ويعبث التلوث في المياه والهواء، وتقضم البيئة، فيما يدفع شعبها الفاتورة، الشعب نفسه الذي أخرج المحتل منذ عقد ونيّف بثورة اغتالها بعض الباحثين عن المناصب تحت راية الشهداء فباعوا المبدأ وباعوا الثورة وباعوا الشهداء كرمى لكرسي ولتشكيلة ولوزير زائد!

في “أرزان”، ظنّ الصهر نفسه فرعوناً، فوقف على أبواب المنصات الالكترونية باحثاً عن أي منتقد ليزج به في سجونه، وحسب نفسه “مهدياً” فأوهمه غروره أنّ فساده إصلاح، وأنّ الكراسي التي جلس عليها أثمرت بينما هي في الواقع قد تآكلت عفونة ونتانة!

إقرأ أيضاً: زمن الوصاية الشيعية على لبنان

أما الشعب فكانت له فورة “ستاتس” و “تويت” ومقال هنا أو هناك دفاعاً عن ديمقراطيته ومن ثم صمت.. وتوالى الصمت حتى تحوّل لتابع، مأسور، لا حول له ولا قوّة إلا إرضاء الزعيم لأخذ البركة وتبجيل العم وصهره كي لا يتحوّل إلى ملاحق ومطلوب أمنياً “وميلشياوياً”!

لبنان على خطى “أرزان”، الوصاية السورية والوصاية الإيرانية باتت شعارات باهتة، فالوصاية الحقيقة هي لطبقة سياسية كاملة، ثورة الأرز التي طردت النظام السوري أصبحت شعارا يردده “بقايا” 14 آذار أولئك الذين زيّفوا الأحلام، فحصدوا المناصب وسلّموها لقوى الأمر الواقع صافعين الشعب يمنة ويسرةً!
لبنان “جمهورية حزب الله”، جمهورية “جبران باسيل”، وما كانوا يسمون بـ 14 آذار هم مجرد أدوات تحرك خدمة للمشروع الإيراني سواء شئنا أو أبينا!

إقرأ أيضاً: ويلٌ لمن يتعرض للذات الباسيلية: فداء عيتاني أنموذجاً!

لبنان السيد الحر المستقل شعار علينا أن نضعه في درج ونقفل عليه، والشهيد رفيق الحريري علينا أن نضع فوق قبره وردة وداع وأن نطلب منه السماح، فذكراه استغلها الكثيرون لبناء وطن، هو وطن المحاصصة الطائفية… ولبيك يا نصرالله!

السابق
العودة القسرية للسوريين وأكلافها
التالي
جعجع: سنضع النازحين في أول باخرة متهجة إلى الأمم المتحدة