الى أين يريد حزب الله أخذ لبنان؟

ان حزب الله باستراتيجيته المسلحة ومشروعه الطائفي، لن يأخذ لبنان والمواطن اللبناني الى بر الامان وواقع أفضل، وما تعاطيه وحلفائه مع أزمة اللجوء السوري سوى دليل على ذلك.

كان حزب الله يقدم نفسه للبنانيين والراي العام على أنه من ضمن التعددية اللبنانية وأنه شريك في تكوين الدولة اللبنانية بطرق براغماتية خطابية وسياسية كاذبة وخادعة وأنه يحمل قضية المقاومة والممانعة ضد اسرائيل. التي يتاجر بها لزيادة شعبيته المريضة في وسط مجتمع شيعي بغالبيته يعيش بالولاء المذهبي المفرط ومظلوميته التي يحملها عبر تاريخ التي تحولت الى مشروع سياسي ظالم لهذه الطائفة في ارتهانها لولاية الفقيه بسلطة حزب الله في لبنان ودعم ايران لها وجعلها رهينة له بالمال والسلاح.

اقرأ أيضاً: وفاة المعتقلين السوريين تتفاعل وتثير شكوكاً محلية ودولية 

وفي الشكل العام هذا الخطاب البراغماتي للحزب تجاوز تاثيره ليس الشيعة وانما على مكونات مختلفة وسط مجتمع شرقي عربي داخل وخارج لبنان لا يملك من الوعي سوى ممارسة التاثير عليه بدغدغة عواطفه واغرائه بالمال وأضمحلاله بالفساد الديني والسياسي وأوهامه بالخطابات الدينية الممزوجة بالسياسة وأنه هو الحامي من الخطر القادم كذريعة للسيطرة على الععقول والعواطف. وبخطاب المناهضة للعدو اسرائيل ولأميركا أنهما هما الشيطان الأكبر لهذه الشعوب ولكن من تحت الطاولة ووراء الكواليس هما حلفاء بلعبة النفوذ والسياسة والمصالح في المنطقة كما يريد هؤلاء باستخدام اوراق ضغطهم الاستراتيجية وباستخدام شخصيات مرتهنة لهم كلياً.

لكن بعد تدخل الحزب في سورية وقتل السوريين وشن هجمة همجية مفرطة من العنف والكراهية تعبر عن ذهنية فاقدة لمعنى قيمة الانسان والاخلاق ضد مخيمات السوريين بإسم الجيش اللبناني كمسيطر هو على معظم مؤسسات الدولة وحليف ضمن الداخل اللبناني للتيار الحر الداعم له بشخصياته القيادية ويمتلك نفس الذهنية من الولاء والدعم لايران والاسد ومعاداة بلغة الكراهية لكل من وقف ضد النظام السوري واتهامهم بالأرهابيين.

يقول حزب الله بشكل علني أنا هو الدولة وانا هو لبنان لماذا لا تستوعبون هذا وتستسلمون للأمر الواقع. الذي سيكون تحت سلطتنا بأمتداد المشروع الفارسي لولاية الفقيه وتحقيق الحلم المقدس الكبير الذي منذ سنوات طويلة يُعد له ولم يكن هذا الدعم الايراني والرعاية للحزب والطائفة لأمر عبثي بل لهدف منظم ومخطط له لغايات عديدة يستخدم بها الابرياء كضحايا لمشروعهم السياسي والديني.
فقد بدأ بشكل علني الحزب بعقد تحالفاته الداخلية مع اطراف متعددة تمتلك ذهنية مشابهة لذهنيته ويمولها بالمال والسلاح ومع نظام الاسد في نفوذه في لبنان وسورية وسط فساد وانهيار كبير في بنية الدولة والمجتمع.

اقرأ أيضاً: السوريون مهددون إمّا بالحرائق أو بالعودة إلى جحيم النظام

كل من يقف ضدنا سنحرقه ونحرق الأرض تحته. فالبدء بالمشروع المقدس والدفاع عنه بدأ بسورية بمرور طريق القدس من هناك وبحرق مخيمات السوريين وشن هجمة سياسية واعلامية على وجود السوريين وشيطنتهم ولبسَّ تهمة الأرهاب لهم ووضع ما الت اليه تدهور الاوضاع الاقتصادية في لبنان على اللاجئين السوريين دون الاخذ بعين الاعتبار فشل الطبقة السياسية الحاكمة واخطائها التي والانقسام اللبناني حولها منذ بداية الثورة – الحرب السورية.
وسيذهب حزب الله لانزال سلاحه واستخدام قوته وميليشياته على الأرض بشكل اكبر في المستقبل باسم مكافحة ارهاب اللاجئين السوريين واحداث صراع اكبر تدعمه ايران للجماعات الشيعية الراعية لها والسعودية للجماعات السنية الراعية لها من اللاجئين، وفي الوسط السني اللبناني ضمن ردة فعل مظلومية اخرى سنية وايضاً ضمن الصيغة الطبيعية للانسان بأن القانون الذي لا يحترم الانسان بالشكل الكافي لا ينبغي ان يحترمه وسيتمرد عليه وعلى القائمين عليه عاجلاً ام اجلاً.

السابق
مصير «أبي بكر البغدادي» المجهول المعلوم
التالي
«لعنة البريفه» تقتل في قاقعية الجسر