هل يوقظ روبرت فورد المعارضة السورية من سباتها؟

لطالما اعتمدت المعارضة في الدول العربية على الولايات المتحدة الاميركية وهي التي خذلت المعارضات في كل من سوريا ولبنان ومصر وغيرها من البلدان.

نادرا ما يكشف الأميركيون عن وثائق تخصّ سياستهم في الشرق الأوسط الا بعد مرور سنوات، وتغيّر أنظمة وتبدلها. لكن حديث السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد الى صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية في لندن أثار الكثير من البلبلة.

إقرأ ايضا: فورد: لا حل لـ«داعش» ما دام الاسد رئيساً

لم يكن حديثا ملفقا، كما يظن البعض خاصة ان من نشره واجراه هو صحيفة سعودية حليفة لواشنطن. وقد جاءت شهادته دعما للنظام السوري في عدة محاور، ابرزها استغباء واشنطن للأكراد واستخدامها اياهم في مواقع، وتخليها عنهم في مواقع اخرى. اضافة الى الاعتراف بأن تدّخل ايران وروسيا وحزب الله منع تحقيق “الحلم” الاميركي بتقسيم سوريا.

اضافة، الى اهم تصريح في كلامه، وهو الذي تسعى المعارضة الى نسفه من اساسه أي إنتصار الرئيس السوري بشار الأسد. وعدم ممانعة واشنطن بقائه في السلطة مع تغيير في القيادات من حوله، رغم ان شعار المعارضة الاساس هو انزال بشار الاسد عن كرسيّه وبالقوة.

في اعادة الى الوراء لسنوات، الى حين دخل الأميركيون الى بغداد، في العام 2003 بحجة تحرير العراقيين من ظلم صدام، وتبين فيما بعد ان المعارضة العراقية باتت بحاجة الى مقاومة لدحر الاميركي، اضافة الى تفتت القوى السياسية وانقسامها وسيطرة الاسلاميين على الارض.

إقرأ ايضا: روبرت فورد: مساعدة واشنطن للأسد سيضاعف عدد المنضمين لـ’داعش’

وكذلك الامر بالنسبة لدول الربيع العربي التي تأمّل ثوراها بالربيع فجاءهم “داعش” من حيث لا يعلمون، وانتشر التشدد الديني بشكل غير مسبوق.

اما في لبنان الذي عاش هوا الحرية عام 2005 بعد دحر الجيش السوري من لبنان بعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. الا ان الوعود بالحرية ذهبت ادراج الرياح وتفرقت القوى وانقسمت على نفسها وعادت التحالفات داخل اكبر قوتين في لبنان 8 و14 الى نقطة الصفر.

وبسط حزب الله سيطرته على السلطة من خلال استقالة الوزير الملك في حكومة سعد الحريري، وتأخير انتخاب رئيس جمهورية للبنان لمدة سنتين ونصف، وتأخير الاتفاق على قانون انتخابي لشهور عدة.

إقرأ ايضا: فورد: نهاية اللعبة في سورية كانتونات

وكل هذه المواقف نتيجة الفشل الاميركي في دعم حلفائها من القوى الفاعلة. ففي صحوة مقاجأة كشف فورد عن خبايا السياسة الاميركية فيما يخص ملف واحد، فكيف اذا اعترف الرؤساء  والمسؤولين الاميركيين عما في كواليسهم من خطط ضد الاحرار في الشرق الاوسط؟

السابق
الشيخ بحسون يدعو الشيخ ياسر عودة ان يعتمر القلنسوة اليهودية!
التالي
إفشال محاولة سرقة صراف آلي في طرابلس