شياطين الأرض كسرت أغلالها في شهر رمضان

ما هو المطلوب فعلاً من كل الأصدقاء والأحرار، الانحياز لقطر أم للدول المقاطعة لقطر وما هو ثمن هذا الانحياز؟

أوّد بدءاً وأنا أراجع تاريخي أنا الشخصي، أن أسأل هل عندما انحزت إلى فلسطين كنت انتظر ثمناً، السؤال نفسه قادني إلى الدول العربية كافة بدون استثناء هل لو أرادوا مقاطعة اسرائيل براً وبحراً وجواً كما هي الحال مع قطر الآن. هل بقيت اسرائيل على قيد الحياة؟

سؤال آخر هل لو أرادت الأحزاب العربية بما فيها حزب الله والجهاد وحماس وإيران مقاطعة اسرائيل براً وبحراً وجواً هل بقيت كذلك على قيد الحياة؟
بالأمس شاهدت حلقة لبرنامج الصدمة 2 حول مقاطعة البضائع الإسرائيلية وكانت صدمة فعلاً أنّ الشعوب العربية بدأت تتقبل التطبيع مع اسرائيل ولو عن طريق التي شيرت والجينز.

اقرأ أيضاً : طبول الحرب تُقرع بين إسرائيل و«حزب الله»

تمت شيطنة حزب الله المقاوم بعد أن شيطن هو نفسه أولاً وذهب إلى الحرب المقدسة في سوريا تحت عنوان قتال داعش شأنه شأن دول العالم أجمع التي تحارب داعش بينما اعتبر نصرالله انّ محاربة السعودية وحلفائها أقدس وأهم من حرب اسرائيل
– داعش التي تحتضر اليوم في الموصل والرقة. والتي مارست بنهجها وسلوكها سراً وعلانية ما تمارسه الأنظمة والأحزاب العربية منذ تاسيسها وحتى اليوم.
اليوم أيضاً تتم شيطنة حماس ولكن سلاح حماس لم يوجد خارج قطاع غزة المحاصر، بالتاليمن الذي يقدم الخدمات المجانية لاسرائيل لينعشها وليفعل سبل حياتها بوأد سلاح المقاومة. منذ متى وأين وكيف لم تكن أميركا وروسيا وأوروبا الحارس الأمين لدولة اسرائيل.
البعض يحتج على تركيا بعلاقاتها مع الكيان الصهيوني ولكن ماذا عن مصر والأردن؟
حوصر حزب الله 33 يوماً في حرب تموز ليخرج أحد وليقول أنّ إيران أو سوريا النظام قد أطلقا رصاصة واحدة على اسرائيل فقط قطر هي من فتحت مطار بيروت الدولي وأنهت الحصار الاسرائيلي وأتى اميرها إلى ضاحية بيروت الجنوبية وقيل يومها من على أعلى منبر في دول المقاومة والممانعة شكراً قطر.

اقرأ أيضاً : الخلاف الخليجي-القطري (المواقف الإقليمية)

قطر نفسها اليوم متهمة بتمويل ورعاية الارهاب. متى؟ فقط عندما قطعت العلاقات مع اسرائيل وساندت الثورة السورية.
المشكلة الحقيقية عند الجميع أنّ الاخوان المسلمين هم الحديقة الخلفية لقطر وتركيا ويزيد البعض أنّ داعش هي إحدى موروثات الإخوان وبما انه تم القضاء نسبياً على داعش يجب إكمال المهمة مع قطر وتركيا.
تناسى الجميع أنّ الدول الاسلامية مرتع خصب للحركات التي تسمي نفسها بالجهادية فبعد القاعدة وداعش هناك الحشد الشعبي زينبيون وفاطميون وهناك حماس وحزب الله. وقد يخرج غداً العشرات ممن يشبه هذه الحركات ولن تتوقف.
وسيبحث الأميركان والروس والغرب عنهم تحت كل حجر لإعادة احيائهم باشكال مختلفة  ليبقى هذا العالم العربي والاسلامي مرتعا للشياطين التي لم تصفد اغلالها في شهر رمضان.
المانيا في 13\6\2017

السابق
وتمديد جديد.. حتى آذار العام 2018؟
التالي
جنبلاط معلقاً على القانون الانتخابي: نهايته عاطلة!