رحيل «زبغنيو بريجنسكي» الذي خطط لتقسيم منطقتنا طائفيا

اسمه يرّن في أذان جيل السبعينيات والثمانينات وكتبه لا تزال تدرس في المعاهد حول العالم، فهو البولندي الماكر الذي صنع فكرة المجاهدين الأفغان لمواجهة موسكو.. فابتليّ العالم كله بارهابهم ولاسيما العالم العربي.

توفيّ زبغنيو بريجينسكي عن عمر ناهز 90 عاما. وهو الذي كان يشغل منصب مستشار الأمن القومي لجيمي كارتر، الرئيس الأميركي الأسبق. الذي على عهده تم توقيع اتفاقية “كامب ديفيد” الشهيرة بين اسرائيل ومصر.
وافادت وكالات الانباء “زبغنيو بريجينسكي” البولندي الاميركي ولد عام 1928، توفي عن عمر90 عاما، وشغل بين عامي1977 و1981 منصب مستشار للامن القومي في حكومة الرئيس الاميركي الأسبق جيمي كارتر، وعدد من الرؤساء.

كان بريجنسكي عضوا في الحزب الديمقراطي، لكنه صاحب آراء محافظة، وكان عضوا في منظمة العفو الدولية، ومدافعا شرسا عن ريادة الولايات المتحدة للعالم، وهو من أنصار الوجود الأميركي في فيتنام. كما كتب موقع الجزيرة الالكتروني.

ومن أهم الاحداث السياسية الخارجية التي لبريجنسكي يدٌ فيها: هي التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الاسلحة الاستراتيجية مع الاتحاد السوفياتي، واتفاقية كامب ديفيد بين مصر واسرائيل، والثورة الإسلامية في ايران، واستخدام سلاح حقوق الانسان بغية اضعاف الاتحاد السوفياتي في المنطقة، ودعم المجاهدين الأفغان.

وخلال أحداث الثورة الإيرانية طلب الشاه المساعدة من واشنطن، وعقب سيطرة الطلاب الايرانيين على مقر السفارة الأميركية خطط بريجينسكي للعملية المعروفة بـ”مخلب النسر” من أجل تحرير موظفي السفارة الأميركية، لكن المهمة فشلت فقدّم وزيرالخارجية حينها استقالته. بحسب “وكالة تسنيم الايرانية”.

كما دعم عام 1979 الجهاديين في كل من باكستان وافغانستان، ماديا عبر الـ”سي آي إيه”، والـ”أم اي 6″ البريطاني، لتشمل الاعداد والتدريب والتوجيه، بهدف تمكينهم من اسقاط الحزب الديمقراطي الشعبي الأفغاني الشيوعي، من أجل دفع موسكو للتدخل عسكريّا. كما نقلت موسوعة “ويكيبيديا”.

وكانت سياسة دعم المجاهدين الافغان بوجه موسكو هي الاكثر كلفة والاكثر سرّية لـ(سي آي إيه)، حيث أنفق عشرين مليار دولار اميركي من اجل اعداد وتدريب المجاهدين الأفغان. ويمكن القول ان عهد بريجينسكي هو عهد تأسيس الـ”القاعدة” من خلال المساعدات المالية الأميركية، في سبيل إخراج عدو واشنطن اللدود “موسكو” من أفغانستان.

وبحسب “العراق تايمز” يسميه البعض بأخطر رجل في العالم، ومهندس السياسة الأميركية في أسيا والشرق الأوسط. فهو أول من دعا الى تفكيك النظام الإقليمي العربي، وإعادة تشكيله على أسس عرقية ومذهبية.

وباعتقاده، أن عدم التوصل في الصراع العربي- الاسرائيلي لحل الدولتين سيزيد العداء لـ”إسرائيل”، وقد توقع حدوث فورات تتحول لمواجهات عسكرية بين ايران و”إسرائيل” تدفع ثمنها الكيانات الصغيرة منها لبنان وفلسطين، كما ستؤدي الى تصاعد الأصولية الإسلامية والتطرف، وأزمة طاقة عالمية، وتُعرّض حلفاء أميركا في الخليج الى الخطر.

اقرأ أيضاً: العلاقات السعودية – الأميركية: ثبات رغم الإختلاف والتباين

وأهم ما ذكره عن التغيير في الوطن العربي قال إن التغيير في الشرق الأوسط سيكون مهمة أكثر تعقيداً بكثير من ترميم أوروبا بعد الحربين العالميتين، فالترميم الإجتماعي يبقى أسهل من التغييرالاجتماعي. كما كان يُلقب بـ”محطم حلف وارسو”.

له عدة مؤلفات أهمها: “رقعة الشطرنج” الذي يُعد من أخطر الكتب التي تتم دراستها في المعاهد السياسية الكبرى في أميركا.

ومن أشهر أقواله: “سنلعب على وتر الطائفية، فاليوم تنخرالطائفية في الجسد العربي المثقل وتزيده ضعفا يوما بعد يوم”.

السابق
تيار باسيل الشيعي: بروباغندا إعلامية ممنوعة من الصرف!
التالي
«الشويفات مول»: تمت السيطرة على حريق محدود