هل سيختل الميزان العسكري ضدّ معسكر ايران بعد قمة الرياض

قلق إيران وحزب الله بعد القمّة الإسلامية – الأميركية، عين على ممرّ النتف السوري ومرفأ الحديدة في اليمن.

أمام إحتشاد أكثر من 50 دولة عربية في القمة الإسلامية – الأميركية بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمواجهة الإرهاب الإيراني وأذرعتها في منطقة الشرق الأوسط ورفض ممارساتها والتوعّد بتقليم أظافرها. كان من المتوقع ردّ فعل من قبل إيران التي تلقت صفعتان على رأسها إن كان في نتائج الإنتخابات الرئاسية الإيرانية أو من القمة التي وجّهت سهامها واتهاماتها لها بالإرهاب مباشرة.

وتحت عنوان “الشرق الأوسط الإيراني والتنف السوري” كتب وليد شقير في صحيفة “الحياة”: أن غضب إيران وحلفائها كان متوقعا بعد صدور إعلان الرياض بعدما اتضحت سياسة الإدارة الأميركية الجديدة في عهد ترامب تجاه الشرق الأوسط  سيما وأن إيران كانت تراهن على وصوله إلى البيت الأبيض لكنها تفاجأت بأن عهد ترامب ليس كعهد أوباما فلا مهادنة ولا حتى هناك نية بإجراء توازن بين النفوذ الإيراني والخليجي في المنطقة كما كان يسعى أوباما.

ويتابع، ففي السابق كان هناك انسجام بأولويات اميركا – اوباما وإيران لمحاربة الإرهاب بدلا من القضاء على النظام السوري. وخلال الثلاث السنوات الماضية تمكنت ايران من التمدد في المنطقة العربية حتى انها نشاطها الإرهابي وصل إلى بعض دول الخليج.

اقرا ايضًا: نصرالله القلق من «قمة الرياض» يدعو للحوار الإيراني السعودي

وقد تطرق شقير إلى منطق مؤيدي المحور الإيراني وتمدده على أنه جاء في وقت كانت دول الخليج بعيدة عن الصراع الدائر في المنطقة هذا عدا عن اتهام دول الخليج أنها تسعى إلى شرق اوسط جديد  بمساندة واشنطن ترامب. فيما كانت إيران في المرحلة السابقة تجاهر بقيام شرق أوسط إسلامي (إيراني)  في عهد أوباما واعطاء إيران القدرة بتحديد مصير الدول العربية وشعوبها وتقسيمها وتفكيكها بحسب مصالحها وأهوائها. وانطلاقا من منطق مؤيدي ايران تساءل الكاتب لما ما هو مسموح لإيران غير مباح للسعودية؟

وعن القمة العربية ومقرراتها رأى شقير انه لا جديد في مواقف الدول العربية ازاء إيران  إذ تم تكرار الإلتزام بمواجهة التمدّد والنشاط الإيراني وتكثيف جهودهم بشكل صارم لهذه الغاية ولكن ما هو جديد التوقيع الأميركي عليه، وتأكيد ترامب على ضرورة عزل إيران بالاشتراك مع أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية.  وأشار إلى أنه من الممكن أن لا تتحقق بعض مقرارات إعلان الرياض وقد تراهن إيران على ذلك وبشكل خاص حول تشكيل قوة إسلامية مؤلفة من 34 ألف جندي لمواجهة الإرهاب بعد تصنيف “داعش” و”النصرة” و”حزب الله” على قدم المساواة. كما تراهن إيران على عدم إتمام ترامب لمدة ولايته وعزله في وقت جدّد الرئيس حسن روحاني رئاسته وسط سياسة مهادنة واشنطن والتشدد مع دول الخليج.

إلا أن لا شك أن ما يقلق إيران بحسب “شقير” الإجراءات التي ممكن أن تتبع بشكل سريع بهدف وقف تمددها. ومنها حذر القادة الايرانيين من سعي اميركا على قطع الطريق أمام مقاتليها نحو سوريا انطلاقاً من بغداد، عبر معبر التنف الواقع على المثلث العراقي- الأردني- السوري ذات الأهمية الإستراتيجية لإيران لجهة مواجهة أي تقدم للمعارضة نحو درعا. وهو ما يبرر الأهمية التي توليها إيران لهذا المعبر عبر حشد قوات جيش النظام ودفع «حزب الله» مزيداً من المقاتلين نحو الطريق المؤدية إلى هذا المعبر.

كما ما يشغل بال إيران امكان سيطرة قوات التحالف العربي على مرفأ الحديدة في اليمن، للحد من تهريب الأسلحة للحوثيين، بشكل يمهد لمحاصرتهم في مناطق جبلية بعيدة.

 

أما الردّ المباشر من قبل إيران وحزب الله على مقررات القمة العربية التي وردت في إعلان الرياض، وما جاء على لسان ترامب أمام قادة دولعربية ومسلمة “بإتهام إيران بتمويل وتسليح وتدريب الارهابيين والميليشيات وتنشر الدمار والفوضى في انحاء المنطقة”. تمثّل اوّلا بتصريح  وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي أدان عبر موقع “تويتر” هجوم الرئيس الأميركي على إيران. وأعاد  ظريف التوافقات السياسة والعسكرية التي حصلت بين السعودية وأميركا برغبة الأخيرة بالحصول على أموال  من السعودية. متسائلاً “هل أن هذا الهجوم  جاء  في إطار السياسة الخارجية أم لمجرد حصول 480 مليار دولار من السعودية؟”.

اقرأ ايضًا: خطر وجودي يهدد حزب الله بسبب دعم ترامب للسعودية

أما الردّ الثاني فجاء من قبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أمس الذي طال حزبه أيضًا الهجوم الأميركي – السعودي في القمة ، التي اعتبرها أنها في طياتها كانت تختزل فقط على توافق بين السعودية واميركا ولن تؤدي إلى أي نتيجة، لأن الحرب على حزب الله مستمرة منذ زمن طويل. ولفت إلى أن أن السعودية تسعى مهاجمة إيران بواسطة أميركا  بعد فشلها  بإضعاف إيران . ودعا نصرالله السعودية إلى محاورة إيران بدلاً من المواجهة معها.

وتساءل عن مدى التهليل والتكريم الذي أقامته السعودية لترامب خلال استقباله  فيما هو أكثر رئيس اساء إلى الإسلام والمسلمين، والعرب وحتى  السعودية”.  مشيرا إلى أن “السعودية تصرفت بهذ الشكل  لأنها بحاجة إلى لأميركا  لتبقى صاحبة دور ونفوذ في المنطقة”.  واتهم “السعودية بتمويل داعش “.

كما تطرق نصرالله إلى حرب اليمن لافتا إلى أن “السعودية تشن حربا عليها وتقتل المدنيين منذ عامين ونصف محملا إياهم مسؤولية سفك الدماء في اليمن”، معتبراً أن “العالم لا يقول الحقيقة خوفاً من قطع المال السعودي عنهم”.

السابق
لماذا جرائم القتل الأخيرة في لبنان؟
التالي
وصل القمر الى الـMTV وسيبقى حتى نهاية شهر رمضان المبارك