المناطق الآمنة في سوريا تطلق يد أميركا على حساب روسيا

بعد غارة قوات التحالف على نقطة عسكرية للجيش السوري وحلفائه على طريق التنف ، ما هو السيناريو الأميركي المعدّ لهذه المنطقة ؟

طرحت الغارة الأميركية أمس على نقطة عسكرية للجيش السوري وحلفائه على طريق التنف  في البادية السورية أسئلة كثيرة تضاف إلى «عدم اليقين» الذي يلفّ مشهد الشرق السوري.

النظام السوري أعلن عن وقوع خسائر في صفوفه إضافة إلى خسائر مادية وإعتبر  أن الضربة تفضح زيف ادعاءات التحالف الدولي  بأنها مهمتها محاربة الإرهاب وتؤكد انتمائها للمشروع الصهيو- أمريكي في المنطقة مؤكدا أن الجيش السوري هو القوة الوحيدة الشرعية في محاربة الإرهاب.

اقرأ ايضًا: مواقع لحزب الله في سوريا ضمن بنك أهداف واشنطن

وبعد الغارة دلّت المعطيات أن معارك شرق سوريا قد تأخذ مراحلة متقدمة وتتطور إلى ما كان غير متوقع، فيما لو لم يتم التوافق على مناطق السيطرة والنفوذ، كما حصل في المنطقة الواقعة على الحدود الشمالية.

من جهة ثانة، تساءل محللون أميركيون بعد هذه الغارة التي إستهدفت 26 سيارة تابعة للنظام السوري حلفائه  الذين طرحوا تساؤلات حول ما إذا كانت بلادهم تفرض “حزاما أمنيا” أم “منطقة آمنة” داخل سوريا بقوة الأمر الواقع  يمتد على بعد حوالي 500 كيلومتر من التنف على الحدود السورية –الأردنية جنوباً، إلى عين العرب (كوباني) على الحدود السورية – التركية شمالاً، ويحرسه “القوات الديمقراطية السورية” ” ، أما جوا  في فمحمي من قبل الطائرات المقاتلة الأمريكية.

ووفقا لتقرير “الراي الكويتية” فإنه في التوقيت نفسه لضربة قوات التحالف الأولى من نوعها لقوات النظام، سجل رصد الطائرات الأميركية لـ “سوخوي” روسية  تعود للاسد كانت  تقوم  بجولة  استطلاع بالقرب من قاعدة التنف العسكرية التي تعرضت لهجوم قبل 6 أسابيع من قبل تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي السياق نفسه، تحدثت تقارير في الصحف الاميركية، منذ أسابيع عن نية لدى واشنطن لإنشاء حزام أمني، بري و جوي، لقطع خط طهران – بغداد – دمشق – بيروت ومحاولة منع إيران من تزويد حلفائها، مثل أسد وحزب الله والميليشيات الشيعية، بالعتاد العسكري والمال والمستشارين العسكريين الإيرانيين.

وبعد إنشاء هذا الحزام، ستعمل واشنطن، مع حلفائها، على دعم بناء حزام يبلغ طوله 300 كم يمتد من الشرق إلى الغرب، ويمتد من القاعدة العسكرية تنف إلى القنيطرة لقطع الطريق على الميليشيات الموالية لإيران. من “التوسع” نحو الجولان المحتل. لكن الدفاع الجوي الاميركي لن يتولى الحماية الجوية بل ستبقى من مهمة  اسرائيل التي كانت تتولاها منذ سنوات، حيث شنت عشرات الضربات الجوية ضد اهداف تخص حزب الله.

إقرأ ايضًا: على تماس مع مواقع حزب الله.. منطقة امنة لأميركا في سوريا

ويبدو أن “المناطق الآمنة” التي تم التحدث عنها في أستانا مؤخرا هي مناطق آمنة للمعارضة  السورية. وعلى النقيض من ادعاء موسكو بأن اتفاقية أستانا ضمنت إغلاق المجال الجوي على الطائرات المقاتلة الأمريكية، فإن الحقيقة هي أن واشنطن أغلقت المجال الجوي فوق مناطق حلفائها في مواجهة المقاتلات الروسية وتلك التابعة للأسد.

وقد حاولت تركيا اطلاق ضربات جوية ضد المعارضة السورية الحليفة أميركا، “القوات الديمقراطية السورية” التي تتألف في معظمها من مقاتلين أكراد وبعض العرب. فقامت  واشنطن، بإرسال عدد من  قواتها للانضمام الى الفصائل  الكردية، مما يجعل أي قصف تركي محفوف بالمخاطر لجهة مخاطر التعرض للجنود الأميركيين.

وكما تعمل واشنطن على حماية الاكراد،فهي من الواضح أنها تعمل أيضًا على فرض منطقة  عصية جوا وبحرا على حلفاء إيران في سوريا،. ما يشير أن اميركا  تريد فرض “المنطقة الآمنة”  وتسلمها الى الأكراد بعد طرد “داعش” منها.

 

السابق
الشعب الايراني ينتخب ضد الامام المهدي؟
التالي
توقيف عراقي يتواصل مع العدو الاسرائيلي