أنقذوا الطفل السوري سعيد من «سعادته»

انتهت المسرحية، ضعوا إنسانيتكم جانباً، وتناسوا سعيد، فالطفل السوري ابن الإثني عشراً لم يضرب، كل ما حصل "مزحة"، ونحن جميعا يبدو اننا لا نميز بين المزاح وبين انتهاك كرامة الانسان!

شريطا فيديو، مقابل شريطين، وتمّت التسوية. سعيد الطفل السوري النازح والعامل في أحد مقاهي منطقة بئر حسن تعرض للصفع بطريقة متوحشة لمرتين، المرة الأولى كانت خلفية الإعتداء طبيعة مرضية من الناحية النفسية والأخلاقية أراد صاحبها تسجيل فيديو يتداوله بين اصدقائه الذين ينتمون لفصيلته نفسها، مقابل 5000 ليرة منحها للطفل كما أشار بعض الناشطين.

أما الفيديو الثاني فكان انتقامياً أكثر وقاحة من الذي سبقه، إذ توجه المعتدي بعبارات نابية لجميع السوريين وذلك كتصرف كيدي بصفحة “وينيه الدولة” التي فضحت المعتدي وساهمت في انتشار جريمته.
فالمجرم “ج.ج. والذي هو دون أي شك مريض نفسي يشكل خطراً حقيقياً على المجتمع، ظهر بهذا الفيديو يجدد اعتداءه متحدياً كل الأصوات التي نددت واستنكرت وضارباً عرض الحائط مفاهيم الدولة والقانون.

ولأنّ الجريمة باتت مزدوجة، وشريطا الفيديو شكلاّ فضيحة اخلاقية لهذه الدولة التي لم تحمِ طفلاً يحمل صفة نازح، تدخلت القوى الأمنية أخيراً فأصدرت بياناً جاء فيه أنّ شعبة المعلومات قد أوقفت المعتدي “ج.ج”.

لنتفاجأ بعملية تسوية تحاك بطريقة مريبة، إذ ظهر من علم الغيب فيديو ثالث للطفل سعيد وأثار الضربات ظاهرة على وجهه، ليؤكد أنّ “ج.ج” صديقه وأنّ القصة مجرد مزاح، متهماً مروجي الفيديوهات بالكذب والفبركة.

واكتملت منذ قليل المسرحية الهزلية التي تمهد لبراءة المجرم، بفيديو رابع يظهر سعيد مجدداً برفقة أحد الشبان والذي هو أحد أصدقاء المعتدي، فيوضح الطفل أنّ الاثار الظاهرة على خدوده سببها الغذاء وأنّ السوريين الذي استنكروا “قلال عقل”.
فيما تغنى مصوّر الفيديو بالمقاومة وبالحرب السورية، مؤكداً أنّ من ذهب ليقاتل حماية للسوريين لن يؤذي طفلاً.

شريطا فيديو، على كلّ الفبركة لم يخفيا نظرات الخوف التي سيطرت على سعيد، المهدد والمصادر من مجموعة منحت لنفسها حق الاعتداء على طفل جسدياً ونفسياً.

إقرأ أيضاً: منشورات عنصرية: قاطعوا محلاته لأنّه سوري الجنسية!

ولكن الطفل سعيد ليس الحالة الأولى، فمنذ مدة زمنية تمّ تداول شريط فيديو لعنصري يتجوّل بسيارته على الطرقات ويستوقف النازحين السوريين شباناً وكباراً في السن بحجة إعطائهم شيئاً ما من سيارته، ليقدم بعد ذلك على صفعهم وشتمهم.
بالنسبة لهذا الفيديو الذي انتشر آنذاك أشارت مصادر لـ”جنوبية” إلى أنّه قد صورّ في أحد أحياء الضاحية وأنّ “المجرم – البطل” ينتمي للبيئة فسه ولكن لم يسعنا التأكد.

إقرأ أيضاً: اتهامات للـ«mtv» بالعنصرية في تغطيتها لجريمة «قب الياس»

في السياق نفسه تتصاعد وتيرة العنصرية ضد النازحين السوريين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وفي الجرائد وعلى ألسنة السياسيين، فمن الخبر الذي ورد في أحد الصحف اليومية اللبنانية يوم أمس والذي جاء فيه أنّ عدد ولادات النازحين قد بلغ 300 ألف والذي تبين انّه كذباً، وصولاً إلى الصفحات التي تدعو لمنعهم من العمل وتطلق الحملات لمقاطعتهم، ليكتمل الأمر سياسياً بتحميلهم مسؤولية البطالة والكهرباء والتفاح والتلوث وكلّ ما يخطر على البال ولا يخطر.

السابق
بوتين: المناطق الامنة التي ايدت تركيا وروسيا اقامتها في سوريا يجب ان تصبح مناطق حظر جوي
التالي
انقطاع مفاجئ في خدمة الواتسأب