الجوهرجي اللبناني

رحل جوهرجي السياسة اللبنانية..

سمير حميد فرنجية. وفّاه الله، الوكيل الحصري في لبنان لكل ما هو أفق سياسي. كان سمير فرنجية البيك الأحمر ، وكان أيضا، البيك فقط، صاف خالص أثري أصيل. ومن بين ممتهني السياسة في لبنان، كان سمير “الجوهرجي الوحيد” الذي ما كل عن التنقيب في الركام السياسي اللبناني، في انهياراته المتكررة، ليستخرج جوهر بقاء الوطن وعودة الروح اليه.

اقرأ أيضاً: سمير فرنجية.. رحل قديس الميثاق وإمام الحوار

مرات ومرات ومرات مكررة، لا يثنيه شؤم ولا فظاعة ولا فاجعة. سمير فرنجية وقف حياته على حافة النور يطرق بمطرقة أفكاره وبوقع وتيرة الثواني، حائط ظلمة بعد حائط ظلمة. وكلما برت فكرة وفقدت حدها، استنبط تفكيرًا جديدًا، ليعود الى هدم الظلام و الانغلاق. كره الانغلاق على نفسه وكره انغلاق الغير اكثر. شعاره، بل نبراسه أبدا، التفتيش عن الآخر: عن الحل الآخر عن العلاج الآخر عن العيش الآخر، ودائما نحو الأفضل. وان فشل بالفعل، أشعل جذوة التمني وراح يطرق ويبحث ويتواصل من جديد، لايصالنا، نحن أهل الوطن الذي رسمه، لنحيا طاقاتنا كشعب وننعم بخير ما انعم الله علينا. في ناحية من نواحي دهائه و خبثه، كان سمير فرنجية كالسيد المسيح: يبذل الغالي من روحه وفكره وصحته لينقذ الوطن الصغير الكبير.

السابق
ترامب يصف الأسد بالـ«حيوان»!
التالي
المشنوق: لا بوادر للحلحلة.. والتمديد حاصل غداً