صفعة أميركية لم يتوقعها بوتين في الشعيرات

الروس سيعيدون حساباتهم بعد الضربة الأميركية على سوريا.

سارعت روسيا إلى بحث الوضع السوري بعد الغارات الأميركية على قواعد عسكرية للنظام السوري في مطار الشعيرات في حمص وقد تكون دليلاً كافياً على إنعدام التنسيق بين موسكو وواشنطن في ملف سوريا. وحالياً تجتمع القيادات العسكرية والسياسية في مجلس الأمن الروسي لمناقشة تداعيات الغارات الأميركية، في الوقت الذي رأى فيه بوتين أن الغارات ستلحق الضرر في العلاقات مع بلاده.

 

وإستبعد المحلل والمتخصص بالشأن الروسي خالد العزّي ان تكون الضربات العسكرية قد تم الإتفاق عليها مع الجانب الروسي. أما الحديث عن أهداف داخلية للإدارة الاميركية تريد تحقيقها كإبعاد الشبهة عن علاقة اشخاص بإدارة ترامب بموسكو فإن الاخير كان بإمكانه أن يبعد الشبه عنه بأشكال عدة لا أن يقدم على عمل عسكري خطير جداً وبهذا الحجم.

إقرأ أيضاً: مطار الشعيرات: إلغاء الوكالة الأميركية لروسيا..خاتمة الأسد

ويقول العزّي لموقع “جنوبية” ان الغارات مكثفة بالرسال، فبداية إن الروس إستغربوا عنف الهجوم وسرعة تنفيذه، رغم أن الإدارة الاميركية اثارت إعلامياً امكانية تنفيذها هجوماً عسكرياً. الروس كانو يعتقدون أن الأميركيين سيقدمون على خطوة يتفق عليها مسبقاً، ولكن غاراتهم تضع الشرق الأوسط بأكمله أمام مشهد جديد وفي حالة تأهب عسكري، وتلزم الروس بالذهاب إلى جولات التفاوض المتعلقة بالسلام في سوريا وفق الرؤية الدولية وليس وفق رؤيتها الأحادية الجانب.

إقرأ أيضاً: الولايات المتحدة الأمريكية تستهدف النظام السوري بأكثر من 50 صاروخ توماهوك

كذلك إن اميركا أرادت تأنيب الروس على إخفاء حقيقة بقاء الجيش السوري على ترسانته الكيماوية. بالإضافة إلى ذلك فإن حمص قريبة جداً من إدلب؛ المنطقة العسكرية التي يلوح النظام وحلفاؤه بفتح جبهتها من اجل كسر ما تبقى من الفصائل المعارضة.

وتشبه الضربة العسكرية الأميركية الحالية، العملية العسكرية (توماغو) التي نفذها الرئيس الاميركي بيل كلينتون على صدام حسين عام 1998 بحيث أجبر الأخير على القبول بشروط اميركا، ويقول العزّي إن تدمير مطار الشعيرات، يؤكد أيضاً على مسألة إهتمام الاميركيين بمنطقة إدلب والرقة، وذلك إذا ما نظرنا إلى أهمية حمص العسكرية للنظام السوري وموقعها الفاصل بين دمشق وإدلب والرقة أي انها شريان حيوي، لذلك رأينا ان الأسد وأثناء إشتداد المعارك حاول القضاء على محافظة حمص ونجح بذلك. ولكن “الآن وبعد الضربة التي دمرت اهم معاقله العسكرية، فإن الأسد عاد مئة خطوة إلى الوراء بعد بذله وإيران وموسكو جهود حثيثة لإستعادة زمام الامور وربط المحافظات بعضها ببعض. وهو ما معناه أن الأميركيين سيكونون متواجدين بالشهور المقبلة في تلك المناطق كالرقة وعلى مقربة منها (إدلب)، وقد يتوسع مشروعهم للإستحواذ على المزيد من المناطق من أجل فرض مناطق آمنة، ومن المرجح أن نشهد المزيد من الغارات الأميركية كلما حاولت روسيا عرقلة الحل السوري.”

 

السابق
بعد الضربة الأميركيّة على سوريا كيف سيكون الرد الإيراني؟
التالي
عون: على المجتمع الدولي التحرك لمنع أسلحة الدمار الشامل