القيصر الدكتاتوري يمنع التظاهر ويقتل المعارضين

أشارت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها أنّ تظاهرات الأحد تتمة لوجه بوتين الديكتاتوري، موضحة أنّه على الرئيس الروسي أن يحذر.

عندما يتعلق الأمر بالحكّام المستبدين المعاصرين، يتميّز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدرجة عالية من القساوة والقمع. وقد أثبتت مظاهرات الأحد (26 آذار) في موسكو وغيرها من المدن فشل بوتين في سحق روح وشجاعة المتظاهرين الذين كانوا على استعداد لمواجهة القمع وذلك احتجاجاً منهم على تجاوزات الحكومية الروسية.

اقرأ أيضاً: لوبان بين تطرف ترامب وتهور كاميرون: لا للإسلام لا للإتحاد الأوروبي

وكانت هذه التظاهرات المناهضة للحكومة الروسية هي الأكبر خلال الخمس سنوات الماضية حيث شارك فيها عشرات الالاف من المتظاهرين في العديد من المدن على الرغم من الحظر الشامل على التجمعات غير المرخصة. وطالب المتظاهرون باستقالة رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف وذلك على خلفية فيديو مدته 50 دقيقة أنتجه القائد المعارض الكسي نافالني وحلفاؤه، وحصد على ما يزيد من 13 مليون مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويكشف الفيديو عن رشاوى تلقاها ميدفيديف من شخصيات نافذة في روسيا ممّا مكّنه من الاحتفاظ بعقارات فاخرة وأراضٍ واسعة ويخوت داخل وخارج روسيا. وعكست الاحتجاجات أيضاً سخطاً عاماً من الوضع الاقتصادي وقمع الحكومة للمظاهرات السلمية.
ولا يخفى على المتظاهرين مخاطر الاحتجاج على الحكومة الروسية، فقد عمل بوتين خلال 20 عاماً أمضاها في الحكم كرئيس جمهورية ورئيس وزراء على سحق أيّ معارضة سياسية أو وسيلة اعلام مستقلة وحارب حرية التعبير وحقوق الانسان بشكل عام.
كما أنّه لم يكن أفضل حالًا على الساحة الدولية فتمثلت عدوانيته بضمه لجزيرة القرم وتدخله العسكري في سوريا إلى جانب نظام الأسد. بالإضافة إلى أنّه خلال الشهور الخمسة الماضية قد لقيَت شخصيات روسية بارزة مصرعها في ظروف غامضة، ويبلغ عدد هذه الحوادث ثمانية، خمسة منها كان أبطالها دبلوماسيون روس. والجدير ذكره أنّ بوتين متهم منذ فترة طويلة باغتيال صحافيين وخصوم سياسيين.

روسيا

وكما كان متوقعاً، جاء الرّد عنيفًا من الشرطة الروسية فقد تعرض أكثر من 1000 متظاهر بينهم السيد نافالني للضرب والاعتقال. وعلى الرغم من الافراج عن العديد من المتظاهرين بعد مدّة قصيرة، فقد تلقى السيد نافالني يوم الإثنين حكماً بالسجن لمدة 15 يوماً لمقاومة الاعتقال.
ونافالني ينوي الترشح لانتخابات الرئاسة الروسية في العام 2018 وكما يبدو فهو يتمتع بالكاريزما ويملك رسالة قوية وقادرة على تشجيع الناس للنزول الى الشارع.

إلا أنّ نافالني في حملته هذه لم يستهدف الرئيس بوتين الذي لا يزال يتمتع بتأييد كبير من شعبه، بل حاول التركيز على الفساد المستوطن في روسيا، ويعتقد البعض أنّ هذا الفساد يمثل نقطة ضعف بوتين. ومع ذلك، فإن العقبات التي تحول دون وصول نافالني للرئاسة تبقى هائلة.
وعلى الرغم من العلاقة الوطيدة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري، غير أنّ وزارة الخارجية الأمريكية قد أصدرت بياناً أدانت فيه احتجاز مئات “المتظاهرين السلميين” بما فيهم السيد نافالني. وأضافت الخارجية في بيانها “إنّ احتجاز المتظاهرين السلميين ومراقبي حقوق الإنسان والصحفيين هو إهانة لقيم الديمقراطية الأساسية”.

اقرأ أيضاً: أردوغان يواجه أوروبا: استغلال اليمين المتطرف لتحقيق مكاسب شعبوية!

ولا يزال بوتين حتى هذه اللحظة متحكمًا بمجرى الامور ولكن عليه التعامل بحذر مع تداعيات أحداث يوم الأحد. إذ لن يتمكن بوتين نظرًا للتحديات الاقتصادية والديمغرافية وغيرها من التحديات التي تواجهها روسيا من التحكم في مستقبل البلاد ولو كان مسيطراً في الوقت الحاضر.

لقراء المقال باللغة الانكليزية اضغط هنا

 

السابق
كيف رد «حزب الله» على «رسالة الرؤساء الخمسة»؟
التالي
ميريام كلينك للساخرين من عون: ما أسخفكم وأغباكم!