نسبية حزب الله الكاملة.. عقدة القانون الانتخابي

لا شك في ان اصرار حزب الله على الاتيان بقانون انتخابي جديد قائم على النسبية الكاملة في دائرة موسعة هو ما يحبط حتى الان التوصل الى اقرار قانون جديد، وقد فشلت حتى الان المساعي في زحزحة حزب الله عن موقفه هذا، الذي بدا انه يحرج فيه الحلفاء قبل الخصوم.

علمت صحيفة “الجمهورية” أنّ “الاتصالات الانتخابية لم تتوقف، وإن كانت شهدت بعض البطء أخيراً ربطاً بالانشغالات السياسية التي تكثّفت خلال هذه الفترة. وسجّلت اتصالات على خطعين التينةـبيت الوسط، وعين التينة ـ “حزب الله”، وبينها وبين المختارة وكذلك مع وزير الخارجية جبران باسيل.

وفي هذا السياق، توقّع مرجع سياسي للصحيفة أن “تنشَط حركة الاتصالات في الايام المقبلة من دون أن تُلغي احتمال انعقاد لقاء رباعي قريب في “بيت الوسط” بين رئيس الحكومة سعد الحريري وممثلي “التيار الوطني الحر” و”حركة أمل” و”حزب الله”، مشيرا الى “اتفاق حاسم بين المراجع السياسية المختلفة على أنّ الضرورات الوطنية باتت تُحَتّم التوصّل الى قانون انتخاب في أقرب وقت، وأنّ الأوان قد حان للخروج من النيّات المبيّتة والمتاهات والتعقيدات التي يفتعلها البعض لإبقاء الوضع الشاذ على ما هو عليه، علماً انّ وضع البلد لم يعد يتحمّل، وكلما ضاع الوقت ضاقت إمكانية صَوغ قانون انتخاب إنقاذي”.

ولفت المرجع الى أن “الترجمة الجدية لِما اتفق عليه ستتبَدّى في اللقاءات التي ستحصل وتشكّل منطلقاً للخطوات الحاسمة في اتجاه توليد قانون الانتخاب، إلا إذا أصَرّ بعض المعطّلين على هذا المنحى، فساعتئذٍ لا حول ولا”.

إقرأ ايضًا: توقّع اقرار الموازنة وترقّب لكلمة عون في القمة العربية

المستقبل مع النسبية ولكن…

علمت صحيفة “الراي” الكويتية أن “تيار “المستقبل” الذي أبدى انفتاحاً على مناقشة قانون النسبية الكاملة لم يَحسم خياره في هذا الشأن، وتالياً لم يبلغ موافقته لأحد كما يُشاع، وخصوصاً ان ثمة معايير ترتبط بالدوائر والصوت التفضيلي وأيضاً بنسبة الحدّ الادنى من الأصوات التي يجب ان تحصل عليها اللائحة للحصول على نصيبها من المقاعد، ومن شأن مَواقف الأطراف حيالها نسْف المشروع او إمراره”.

وبالاستناد الى صحيفة “الحياة” فإن “تيار المستقبل” أجاب في أحد لقاءات اللجنة الرباعية المكلفة وضع قانون انتخاب جديد، بأن مطالبة “حزب الله” باعتمادالنسبيةالكاملة في لبنان دائرة انتخابية واحدة، قابلة للبحث، وأنه ليس في وارد أن يقفل الباب على مناقشته مع فارق أن “المستقبل” يشدد على أن يبقى الصوت التفضيلي في القضاء مقابل إصرار الحزب على تحريره من القضاء وإلحاقه بالدائرة الانتخابية”.

أكدت مصادر سياسية متابعة أكدت لصحيفة “الأنباء” الكويتة أن “الرئيس ميشال عون ليس مع النظام الانتخابي النسبي الكامل، كما يطرح “حزب الله” وبعض حلفائه، إنما هو يريد قانونا جديدا، حتى ولو كان مختلطا بين الأكثري والنسبي، ومثله رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي يرفض النسبية الكاملة، لكن المشكلة الآن حول مطالبة البعض بأن تكون الدورة التأهيلية على أساس طائفي، كأن تنتخب كل طائفة مرشحها، وهذا مرفوض من جانب رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط”.

اقرا ايضًا: علي الأمين: نسبية حزب الله تشبه قتل هاشم السلمان

القمة العربية في عمان

في معلومات “الأنباء” انه تم التوافق على ذهاب الرئيس عون والحريري الى قمة عمان العربية، وان تكون كلمة رئيس الجمهورية بعيدة عما يثير الإشكاليات، وذلك عبر عدم التطرق الى الموقف من “حزب الله” او المقاومة على أمل ان تعيد القمة العربية فقرة “التضامن مع لبنان” التي حذفها وزراء الخارجية.

ولفتت المصادر الى أن إعادة هذه الفقرة الى بيان القمة الختامي ستكون بمنزلة الضوء الأخضر للانتخابات النيابية في لبنان.

في حين أكدت مصادر في القصر الجمهوري لصحيفة “الشرق الأوسط”، أن لبنان ملتزم بالاجماع العربي والقضايا العربية”، مشيرة إلى “أن مشاركة لبنان هذا العام ستكون لها رمزية، لأن المقعد اللبناني في القمة العربية لم يشغله رئيس الجمهورية منذ ثلاث سنوات بسبب الفراغ في سدّة الرئاسة.

ورأت أن “الواقع الجديد الذي أفضى إلى انتظام عمل المؤسسات الدستورية في لبنان، يريح القادة العرب، ولفتت إلى أن “وزارة الخارجية تعكف على إعداد ورقة العمل الخاصة بلبنان، التي ستناقش في اجتماع وزراء الخارجية العرب عشية القمّة”.

وأكدت مصادر قصر بعبدا أن “الرئيس عون سيخاطب للمرة الأولى القادة العرب مباشرة، وسيتضمن خطابه موقف لبنان حيال كثير من القضايا” وشددت على “أن لبنان كان ينأى بنفسه عن قضايا المنطقة، لكن منذ انتخاب الرئيس عون، ألغى النأي بالنفس، وبات له رأيه ودوره في كل الملفات التي تطرح والتي تعني لبنان وشعبه”، ورأت ان في كل القضايا التي فيها إجماع عربي، لن يخرج لبنان عن هذا الإجماع، لكن عندما لا يكون الإجماع متوفراً سيكون له موقف واضح وصريح”.

 

السابق
توقيف قاتل «الزيادين» بعد عشرة أعوام
التالي
ليل عين الحلوة ملتهب والحصيلة 4 ضحايا