
عقد في “منتدى صور الثقافي” ندوة برعايته وبالاشتراك مع مجلة “شؤون جنوبية” و”تجمع لبنان المدني”، حول “الانتخابات النيابية في الجنوب” حضرها عدد من الفعاليات الثقافية والسياسية والاعلامية.
وقد قام بتقديم الندوة عضو الهيئة الإدارية لمنتدى صور الثقافي الدكتور عمر خالد.
كلمة الصحافي علي الأمين
وكان للصحافي علي الأمين رئيس تحرير موقع “جنوبية”، كلمة بدأها بـ”تحية الى منتدى صور الثقافي الذي يذكرنا أن في الجنوب لا يزال ينبض بالتنوع والحرية، مهما حاول الأخرون طمس هذا التنوع الممتد في تاريخ جبل عامل، وتجويف ثقافة الاجتهاد التي انتجت مفكرين ومثقفين وفقهاء وتيارات، فيما سياسة طمس التنوع وتقويض ثقافة الاجتهاد، طمست الفكر والثقافة والفن والمسرح والابداع الذي طالما كان الجنوب يزهر بالثقافة والفكر والشعر والمسرح والادب والرواية… القوة لم تكن يوما في جوهرها قوة عضلية ولا سلاحا، بل قبل ذلك وبعده، قوة الحياة في تنوعها وفي تحمل التنوع وصراع الافكار والتيارات في الابداع الثقافي والفني والمسرحي، في القدرة على تقديم النموذج الحي القابل لان تتلقفه مجتمعات وشعوب تجد نفسها فيه، المجتمعات لا يمكن ان تنتج وتتقدم اذا كانت مستسلمة، لا تنتج اذا لم تمارس حريتها في التعبير عن ارائها وأفكارها وحقها في تغيير واقعها نحو الأفضل”.
مضيفاً “الانتخابات النيابية هو استحقاق دستوري في النظام الديمقراطي، الغاية منه انتخاب ممثلين للشعب في عملية ديمقراطية ضمن شروط قانونية توفر صحة التمثيل.
مداخلات المشاركين في الندوة
شارك الحضور بإبداء آرائهم وبطرح أسئلة عبر مداخلات. حيث تساءل علي رضا عن دور المثقفين غير المنتمين الى اي طرف من خلال اظهار حالة الاعتراض، اولا من خلال اصدار بيان يرفض المشاركة بالحرب السورية من امام المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، وثانيا، من خلال التساؤل لماذا لم نشكّل حالة اعتراضية ضد المحدلة، رغم اننا شكلنا لائحة في الانتخابات البلدية، ونلنا في احدى القرى 500 صوتا. فلماذا لا نستغل الحراك ونجيره لصالحنا؟ ونوجهه من أجل قضايانا المحقة؟”.
وبرأي الدكتور محمد نصار فإن “معاناتنا مع الثنائية الشيعية “أمل وحزب الله”، ان تجربتها الاستحواذية تُعمم على القوى الاخرى، وكل مآساتنا ليست بالمثقف الشيعي، بل في التجويف والتناقض التام بين منطقة وأخرى، والتفاوت بالتنمية بين منطقة واخرى”.
الاستاذة منى يامن وجهت سؤالها الى الامين فقالت: “علينا اولا اسقاط السلاح الذي يخيفنا، قبل ان نطالب بانتخابات، أنا اطالب ان يكون السلاح بيد الدولة اللبنانية”.
إقرأ أيضا: محاضرة للشيخ حسين إسماعيل في منتدى صور الثقافي
وقال الدكتور ناصر فرّان أن “الجميع يتغذّى من غيره، والان بات لدينا ثنائية مسيحية بعد الثنائية الشيعية، فمجرد ان يقول جبران باسيل اني اريد ان آخذ النواب الدروز من جنبلاط، والنواب المسلمين من السنّة فهذا يجعل كل طائفة تستنفر ضد الطائفة الاخرى، والجميع يستفيد من القطبة المخفية ألا وهي الفساد، كما يتقاتلون على منصب المحافظ وهو المفترض به ان يخدم الجميع وليس من أتى به”.
اما حسن عبود فاعتبر ان “عنوان الندوة هو الانتخابات في الجنوب، لذا ارى ان المثقفين اليساريين لا يشاركون بأي نشاط في قريتهم، لانهم يعتبرون أنفسهم أكبر من قراهم. فقط ينزلون الى ساحة رياض الصلح”.
اما احمد فقيه، فطلب من الحضور “عدم التشاؤم، بل علينا المحافظة على ما وصلنا اليه، مهما كانت سلطة الواقع مهيمنة”. وأما الدكتور ناصر فران فقد اعطى دفعة من الامل للحضور، فقال: “لطالما ابتدأ التغيير بفكرة أكملها آخرون، ولا بد من ان نبدأ التغيير عبارة عن خطوات تراكمية، لذا لايجب ان نيأس وعلينا ان نكمل”.
إقرأ أيضا: إشكالية الهويّة اللبنانية المركبة: ندوة فكرية لشؤون جنوبية في منتدى صور
وختم المداخلات الزميل وفيق الهواري فذّكر الحضور بتجارب كل من النائب حبيب صادق وتجربة الدكتور احمد مراد وغيرهم من المرشحين المنفردين، وكل التجارب اليسارية في الجنوب منذ العام 1992 والى اليوم، في كل مرحلة من المراحل حيث ذكر الضغط السوري على القوى الشيعية وتجربة بلدات الشعيتية وقانا وغيرها من القرى، حيث اشتغلت القوى السياسية ضد اليسار الى ان وصل الوضع باليسار لأن يشحذ مقعدا لمرشحه سعدالله مزرعاني. واليوم معركتنا مع كل النظام الطائفي لنبني حركة خارج الطوائف”.