لبنان يحكمه التوافق ام النفاق..؟؟

ازمة لبنان الطويلة والمستمرة منذ عقود.. ادت وتؤدي وما زالت الى مشهد ينم عن انهيار سياسي واقتصادي وفلتان امني، وانتشار البطالة وزراعة المخدرات وصناعة الحبوب المخدرة وتصديرها الى العالم العربي.. والتعايش مع الفساد الذي اصبح جزءاً من حياتنا وواقعنا، والى قيام امارات دينية وقيادات طائفية ومذهبية تبرر هذا الواقع وتجد له الاعذار كما الضرورات… وبروز مربعات امنية.. وتسلط الاجهزة الامنية على الواقع السياسي وحتى على الادارات الرسمية..!!

هذه الازمة المستمرة والمتمادية نجم عنها ايضاً انقسام عامودي بين مكونات المجتمع اللبناني التي لم تعد تثق ببعضها كما انها لا تطمئن لمواقفها، نتيجة التحريض الديني والسياسي، من المطالبة بالثأر لاحداث تاريخية بعضها تم تحويره والتلاعب بوقائعه وتضخيمه وربما صناعته.. الى رفع شعارات الانتصار والهيمنة نتيجة الانتماء الى محاور اقليمية وهيمنة الشعارات والعناوين خبيثة الاهداف والرؤية والمشروع.. مهما كان حجم الجريمة ومستوى ومنسوب الدم الذي ينزف.. وليس مهماً من هي الجهة التي يتم التعامل معها والاستفادة من جرائمها سواء كانت الولايات المتحدة او روسيا او التحالف الدولي.. فالمحور سوف ينتصر.. ولكن على من ولصالح من ..؟؟

اقرأ أيضاً : في وصف تظاهرة لبنانية: ستاتيكو مستمر منذ عقود

من حقنا في لبنان ان نتظاهر ونطالب ونعترض وندين ونشجب ونستنكر.. ولكن تحت سقف القانون الذي يجب ان يحكم الجميع.. دون استثناء.. مجرد برنامج تلفزيوني ادى الى ثورة مفتعلة قام بها غوغاء باسم تنظيم ميليشيوي مسلح.. دفاعاً عن زعيمه المفدى الذي يعصمه عن الخطأ.. والاعتراض كما الانتقاد.. جريمة حقيقية وقعت بحق الاعلام ومؤسساته وتدمير ممتلكات كما اساءة بالغة لاستقرار لبنان واحترام الحريات الشخصية كما الاعلامية والسياسية فيه ولم تحرك القوى الامنية والاجهزة المعنية ساكناً، وهي التي تعتقل في بعض الاحيان بشبهة التفكير والتحضير، فكيف بجريمة تم ارتكابها وهي مكتملة العناصر الجرمية.. من التحريض والتخطيط وصولاً الى المسؤول عن التنفيذ..

مظاهرة دعي اليها في وسط بيروت علناً للاعتراض على الضرائب المفترضة وللمطالبة بالاقتصاص من الفاسدين ووقف الهدر.. والفساد والمحسوبية ولا غبار على الدعوة والجهة الداعية ولا على المطالب والاسباب التي استدعت القيام بهذا التحرك.. فكيف لم تعرف الاجهزة الامنية بالنوايا الخبيثة لمجموعات سبق ان مارست البلطجة وتعطيل التحركات الشعبية السلمية..؟؟ سؤال برسم الاجهزة الامنية..؟؟

كل القرارات البالغة التعقيد والخطيرة تتخذ في لبنان تحت سقف التوافق والتفاهم بين القوى السياسية الحاكمة سواء كنا معها او ضدها.. ولبنان محكوم بالتوافق كما يقول نعيم قاسم… في لقاء جرى معه وهذا نصه.. (نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم قال لـ»الجمهورية»: «لبنان بحاجة إلى انتظام مؤسساته للقيام بمصالح الناس ولوقف التدهور الحاصل على أكثر من صعيد». أضاف: «من هنا جاءت مشاركتنا في جلسة مجلس الوزراء  كتأكيد على هذه المنهجية التي تساعد على انتظام عمل المؤسسات، وفي الوقت ذاته نحن نؤكد على ضرورة انتظام عمل مجلس النواب ومعالجة كل ما يحتاج إلى إنجاز في هذا البلد». وشدّد قاسم على أن الحل في لبنان لا بد من أن يرتكز على التوافق والتفاهم بين مكوناته، وهذا ينطبق على كل المواقع والمؤسسات الأساسية في البلد، لأنّ التفاهم يزيل الهواجس ويقرّب وجهات النظر ويرسم الحدّ الأدنى الممكن للعمل بشكل مشترك. وردّاً على سؤال قال قاسم: «من الخطأ التفكير بعقلية المستأثر أو الذي يريد أن يستحوذ على كلّ شيء. فلبنان لا يتحمّل مثل هذا الاتّجاه»…)

اذاً وبناءً على هذا الكلام الواضح والصريح والاعتراف الكامل من فريق مسلح يفرض شروطه وقرراته على الجميع..!! اصبح من حقنا ان نسأل.. من يعترض على من في الحكومة اللبنانية.. وفي مجلس النواب اللبناني؟؟ ولماذا يسعى البعض لتحميل الحكومة ورئيسها حصراً مسؤولية قرارات تتخذ بالتوافق والتفاهم خارج جلسات الحكومة، في لقاءات غير معلنة ليتم تظهيرها لاحقاً في جلسات رسمية استعراضية لا أكثر؟؟

حتى انه قد اصبح من حقنا ان نسال لماذا يتم اذاً تشكيل حكومة او اجراء انتخابات نيابية طالما ان القرارت تتخذ بالتفاهم في جلسات مغلقة سرية وغير معلنة بين بعض المستشارين، وطالما ان رئيس مجلس النواب يستطيع تغيير او تعديل الاولويات اللبنانية ساعة يشاء ويريد؟؟..

اقرأ أيضاً : مظاهرة رياض الصلح تربك الحكومة وتهدّد بخلط الأوراق

لذا فالسؤال الذي يفرض نفسه هل نحن نعيش في بلد يحكمه التوافق بين مكوناته.. او النفاق على شعبه ومواطنيه؟؟

ونقول للسيد وليد جنبلاط الذي قال بالامس في كلمته «ادفنوا موتاكم وانهضوا».. طوال عقود ونحن ندفن شهداءنا ونقوم ونستمر ويظن المجرم بعد كل جريمة انه قد تمكن منا.. ولكنه لن ينجح ولن تنته معركتنا الا حين ندفن المجرم ونتخلص من اجرامه.. وينتصر مشروع الدولة..!!

السابق
إسرائيل تضغط فيما يخص حقول النفط.. فهل يتحرك حزب الله؟
التالي
ماريا معلوف.. إلى التحقيق!